أشرف وزير السياحة والصناعة التقليدية عبد القادر بن مسعود، أمس الأول، ببشار، على افتتاح فندق «الريم» التابع لسلسلة فنادق الأوراسي بعد إعادة تحديثه وترميمه، حيث كلف مليارا و200 مليون دج وبمدة 36 شهرا.
أبرز الوزير، الأهمية التي توليها الدولة للقطاع بهدف تحرير الإبداع لدى الحرفيين كي يتسنى لهم إبراز التراث الوطني، والأعمال الفنية التي تزاوج بين الإبداع والحفاظ على الأصالة، قائلا:» تحديث فندق الريم دليل على مرافقة الدولة لقطاع السياحة وتوفير كل الطاقات لتحسينه»، منوها بإبداعات الحرفيين، كما دعاهم لمواكبة حركية للتطور وكذا غرف الصناعات التقليدية باعتبارها وسيط بين السلطات والحرفيين.
وأكد بن مسعود أن السياحة الصحراوية خلاقة للثروة وتعتبر واجهة للجزائر، قائلا أنه حان الأوان لترقية وجهتنا السياحية، وفي رده عن سؤال حول تصنيف الفنادق أوضح الوزير أن هذه المسألة من صلاحيات الولاة وليست الوزارة، هذه الأخيرة وضعت في إطارها القانوني إستراتيجية اللامركزية.
ولم يفوت بن مسعود الفرصة للحديث عن الانتخابات الرئاسية كتكريس للمسار الديمقراطي وفقا لمبادئ الفاتح نوفمبر كما أرادها أجدادنا، مضيفا أن هذه الإنتخابات ستسمح لنا بالإنتقال إلى مستقبل أفضل بسواعد أبنائنا الخيرين.
وإستمع الوزير الى شروحات المهندس المعماري محمد إلياس حشيشي حول عمليات الترميم والتهيئة الداخلية والتحديث التي دامت 36 شهرا، حيث شرع في العملية في مارس 2016 وانتهت في نوفمبر 2019 بعد الوضعية الكارثية التي كان عليها الفندق.
في هذا الصدد، أوضح المهندس حشيشي أن الفندق أنجز سنة 1973 من طرف للمهندس فردينو بيو على مساحة 22.147.86 كلم، ليعاد تحديثه، مشيرا إلى أن إختيار موقع انجاز الفندق بمنطقة بني عباس كان مدروسا بشكل جيد.
وأضاف أنه تمت المحافظة على الشكل المعماري للمدينة القديمة لبني عباس ولونها الأبيض، مع إدخال نظام رصد الحرائق ونظام إسترجاع مياه الصرف الصحي واستخدامها في سقي الحديثة وكذا استعمال الأعمدة الطاقة الشمسية، لإعطاء نفس جديد للسياحة الداخلية بالجنوب والإيواءوخلق حركية.
يضم الفندق 244 سرير يتكون من 112 غرفة مزدوجة، وقلعة محاضرات وحظيرة سيارات تضم 70 مكانا، وما لفت انتباهنا هو أن أسماء الغرف سميت بأسماء مدن بني عباس منها كرزاز، تاغيت، لواتة،إقلي وغيرها.علما أن عمليات التحديث كلفت 60٪ من صندوق الأوراسي و30٪ قرض بنكي.
وتجدر الإشارة فقد خضر الوزير الإحتفالات المنظمة ببني عباس بمناسبة المولد النبوي الشريف.
ولأول مرة أشرف بن مسعود على الإحتفالات الرسمية باليوم الوطني للحرفي 2019 والمنظمة تحت رعاية رئيس الدولة بشعار «أيادي مبدعة وقوى منتجة»، مع توزيع الجوائز السنوية للصناعة التقليدية والحرف.
الطالب الرفاعي: الجزائر تملك مقومات سياحية هائلة
أكد الطيب الرفاعي الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة - سابقا - ونائب رئيس المنتدى المجلس الاستشاري للسياحة العالمية، أن الجزائر تملك مقومات سياحية هائلة، مبديا إعجابه بما شاهده، أمس، في الإحتفالات بالمولد النبوي الشريف ببني عباس، واصفا إياها بالتجربة الفريدة من نوعها، قائلا في تصريح للصحافة على هامش التظاهرة: «أتمنى أن يشاهد العالم ما رأيته بأمّ عيني ببني عباس، أنا متفائل جدا بمستقبل الجزائر السياحي».
وأضاف، أن المسافة التي قطعها من بشار إلى بني عباس كانت ممتعة مكنته من مشاهدة المناظر الخلابة للمنطقة من رمال ذهبية والجمال لم تمسسها أيادي البشر، ونفتقد وجودها في العالم، كما انبهر بما شاهده من أجواء الإحتفال بالمولد النبوي الشريف بشكل عفوي بمشاركة النساء والرجال والأطفال، وهي مشاهد لم يعهد رؤيتها من قبل.
وقد أبدى الرفاعي إعجابه بترميم فندق الريم، وأبرز الأمين العام السابق للمنظمة العالمية للسياحة أهمية قطاع السياحة في إقتصاد الدول بحكم أنه مورد ونفط لا يتوقف، يساهم في تحقيق دخل الفرد وتحسين حياته الإجتماعية، كما يعرف الشعوب بالمواقع السياحية التي تملكها.
في رده عن سؤال حول غياب الجزائر عن الخريطة السياحية العالمية لسنوات، أوضح الرفاعي أن هذا الغياب مرده إنشغال الجزائر بتطوير إقتصادها النفطي وعمليات التنقيب، داعيا لتنويع مصادر الإقتصاد وعدم الإقتصار على المحروقات، وقال أيضا إنه سعيد للإرادة السياسية للجزائر التي تتجه نحو تطوير السياحة.
ضرورة تنظيم منتديات للترويج للمقصد السياحي الجزائري
نفس الأمر أكده أيوب إبراهيم مدير عام لسلسلة فنادق ببريطانيا، بأن الجزائر تتوفر على مقومات سياحية كبيرة في مجال السياحة، منوها بالمجهودات التي يبذلها القطاع في الترويج وتحسين المقصد السياحي الوطني، كما أبدى إعجابه بفندق الريم الذي رمم ويستفيد منه الجزائريون والسياح،قائلا:» الجزائر لديها كل شيء وهي مستعدة لإستقبال السياح الأجانب، خاصة ما تزخر به البلد من ثقافة شعبية في الأكل واللباس، أنتم لديكم منتوج رابح».
وبحسب إبراهيم أيوب، فإن للترويج للمقصد السياحي الجزائري ينبغي تنظيم منتديات في المدن العالمية كلندن، نيويورك، برلين وخاصة الصين، هذه الأخيرة تمثل سوق هائل للسياحة بالجزائر.
يهدف اليوم الوطني للحرفي، إلى رفع مستوى الاهتمام لدى الحرفيين، لاسيما المرأة الريفية وإبراز مساهمة قطاع الصناعة التقليدية في التنمية المحلية والوطنية من خلال توفير مناصب الشغل، التحسيس بالبعد الإجتماعي للحرفي كمساهم في حفظ الإستقرار الإجتماعي، استغلال واستثمار الحدث لترقية وتسويق منتجات الصناعة التقليدية، التشجيع على تنظيم الإحتفالات بالمناسبة محليا، وكذا إبراز ميزة واصالة منتجات الصناعة التقليدية الجزائرية.
عرفت الإحتفالات باليوم الوطني للحرفي بعنوان 2019 مشاركة 8580 حرفي وجمعية ناشطة في مجال الصناعة التقليدية والحرف في أكثر من 252 تظاهرة ترقوية من معارض لمنتوجات الصناعة التقليدية، ابواب مفتوحة، تنظيم دورات تكوينية، تكريم الحرفيات والحرفيين، تنظيم مسابقات، بالإضافة إلى تسليم الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، والتي وزعت على الحرفيين الفائزين.
وتضمنت جوائز قطاعات النشاط لميدان الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية المحددة في قائمة نشاطات الصناعة التقليدية والحرف، الطين، الجبس، الحجر والزجاج، العمل على المعادن، العمل على الخشب ومشتقاته وما يماثله، العمل على الصوف والمواد المماثلة، العمل على القماش والنسيج، العمل على الجلود، العمل على المواد المختلفة.
وتم الكشف عن اسماء الفائزين حيث فاز عياشي وليد من العاصمة بـ50 مليون سنتيم، بوروبة إبراهيم من ورقلة النقش على الخشب، نالت الجائزة في العمل على الصوف فتيحة تين من تيبازة بـ500 ألف دج، العمل على القماش واللباس التقليدي للحرفية صاري نبيلة من العاصمة، العمل على الطين والجبس لموحوس عبد الكريم من بومرداس، طاقم الحلي التقليدي حمادة رضا من سوق اهراس.