الصَّالُون الدُّولِيّ لِلكِتَاب بِالجزائِر بداية لموسم أدبي جديد
«الرواية في مواجهة الحاضر: الكتابة بشغف» تصنع التمايز
الصَّالُون الدُّولِيّ لِلكِتَاب بِالجزائِر «سيلا 2019»، حدث ثقافي كبير يترقبه المتخصّصون بالجزائر وفي العالم العربي والدولي، والجمهور الجزائري الواسع بكل فئاته، كما أن الصالون كتظاهرة، يعتير رمزاً كبيراً لبداية انطلاق موسم أدبي جديد، وهو أيضا فرصة سانحة تمّكن القراء من اقتناء الكتب التي تهمهم بأثمان جذابة ومتاحة للجميع. كما يتيح صالون الكتاب للقراء والشغوفين بالقراءة، إمكانية مقابلة كتّابهم المفضلين، وذلك في جلسات البيع بالتوقيع التي تنظمها دور النشر، خاصة وأن «سيلا» هذا العام قد وضعت تحت تصرف الناشرين فضاء واسعا لتنظيم جلسات البيع بالتوقيع .
تميزت «سيلا 2019» بالجديد في برنامجها الثقافي وفي استحداث مسابقة لأول مرّة لاختيار الملصقة الخاصة بالطبعة الرابعة والعشرين التي كانت من إبداع الشباب المتخصّصين في الفن التشكيلي. والاهتمام بالإبداع الشبابي وإصداراته التي ستعرض هذا العام بالصالون. كما سطرت برنامجا متنوعا من المحاضرات واللقاءات والنقاشات والمنصات التي ينشطها شباب أيضا، ضمن برنامج ثري من حيث المحتوى والشخصيات الدولية والجزائرية المتخصصة .
تظاهرة «سيلا» الثقافية، يعدها، ينظمها وينشطها مثقفون ومبدعون جزائريون من أبناء الشعب الجزائري، مصدر ثقافتهم من ينابيع عادات وتقاليد وفكر وتاريخ بلادهم المجيد، يعيدون إنتاج أصالته في إبداع أدبي راق يبهرون به القارئ الجزائري والعالمي، على شكل إصدارات منها الأدبي والفكري، بكل اللّغات يعرضونها في ندوات ولقاءات متعدّدة طيلة أيام الطبعة الرابعة والعشرون.
برنامج «سيلا» لهذا العام ضخّ بفكر شاب من خلال إصدارات كتّاب شباب، ومن خلال حافل حرص معدوه على تخصيص فضاءات واسعة ومتنوعة من حيث الموضوعات المطروحة التي تهم المبدعين الشباب وتصّب في صميم مجالهم الأدبي والفكري، من ذلك نذكر:
-منصة الأقلام الشابة: بمشاركة عدد من المؤلفين الشباب الحاصلين على جوائز أدبية، نذكر منهم: سعيد فتاحين، ناهد بوخالفة، وليد قرين، نسرين بن لخال، أحمد بوفهتة، عزالدين اسماعيل، تنشيط رضا مناسل، وسميرة شوادرية. كما أن الشباب يشاركون أيضا في أغلب اللّقاءات والنقاشات والمنصّات المتعددة كمتدخلين أو كمنشطين.
يتميز البرنامج بموضوعات متعددة وجديدة، تدخل في عمق الإبداع الأدبي منها: ندوة أن أصبح كاتبا، حلم ومسار، كتاب في مفترق الطرق، عندما تستثمر الفلسفة في الحروف، الرواية في مواجهة الحاضر: الكتابة بشغف.
فالطبعات السابقة كانت تعطي اهتماما أكبر لكبار الكتاب المعروفين على المستوى الوطني والدولي، وهذا العام لم تهمل «سيلا» هؤلاء الكتاب العمالقة الذين يعتز بهم الوطن، وتعتز بهم سيلا في جميع طبعاتها، وهذه الطبعة تضم الجيلين من خلال فتح فضاءات لمبدعين شباب لعرض تجربتهم الأدبية على غيرهم من الشباب المهتمين بالكتابة، والذين يشكلون جيلا مستقبليا من أدباء ومفكرين سيرفعون المشعل الثقافي والفكري بعد جيل الشباب الحالي.
هناك أيضا برنامجا آخر، متوازيا مع برنامج سيلا، تمت برمجته تزامنا مع الذكرى الخمسين للمهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر سنة 1969 . حيث عمل المعدون لهذا البرنامج على ربطه بالموضوعات المطروحة، كما أطلقوا عليه : فكر PNAF . يتضمن البرنامج موضوعات متعددة نذكر منها:
ندوة خمسينية الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الإفريقي، بالجزائر سنة 1969، يبث شريط مصور لويليام بوكلي، ثم شهادات لصحفيين يشاركون في المهرجان أمثال: ليلى بوكلي، بوخالفة أمزيت، باب سمبا كان (السنغال)
ندوة حدود الكتابة والتعبير: إفريقيا في الجمر بتحدياتها. بمشاركة:
صبرينة فاطمي ( الكتابة إلى الحد الأقصى)، فاتح بومهدي ( معك، تضيع معالمي) وندوة رسالة السنغال: بمشاركة : رحماتو سيك صامبا، رسين سنغور (تظليل افريقيا) تنشيط أمين عزة بكات.
كما أن المسرح الإفريقي حاضر أيضا في البرنامج، من خلال ندوة: المسرح الإفريقي بمشاركة جويدة خدة و Kangni Alem.
كما ستطرح قضية رهانات مصادر المعلومة بإفريقيا، بمشاركة: منصور قديدير Mbaye Thiam
ويختتم البرنامج بندوة يلتقي فيها ناشرون جزائريون بنظرائهم السنغاليين للنقاش حول رهانات النشر في الوقت الراهن، وإمكانية الشراكة بين البلدين في ميدان النشر.