الجريمة الالكترونية خطر يهدّد متصفحي الانترنيت خاصة الأطفال أمام كل ما تقدمه الشبكة العنكبوتية من أشياء تبهر عقولهم الصغيرة، وبعيدا عن مراقبة الأولياء بسبب الإهمال أو عدم إتقانهم طريقة استعمال الحاسوب والتحكم في تقنياته.
وفي هذا الصدد، كشف فيصل حساني عميد الشرطة نائب مدير بمديرية الشرطة القضائية في ندوة صحفية حول «الاستعمال الأفضل للانترنيت من قبل الأطفال» بالمدرسة العليا للشرطة «علي تونسي» بشاطوناف عن الإحصائيات والأرقام التي تمّ تسجيلها من قبل المديرية العامة للأمن الوطني في مجال القضايا المتعلقة بالجرائم الالكترونية و»السبريانية»، حيث تضاعفت إلى أكثر من الضعف في 2013 مقارنة بسنة 2012.وقد بلغت 107 قضية بعدما كانت 45 قضية في 2010، أما طبيعتها فهي كالتالي: 28 قضية متعلقة بالقذف، 08 قضايا متعلقة بإهانة الهيئات النظامية، 20 قضية متعلقة بالتوغل في الأنظمة المعلوماتية، أو أنظمة معالجة المعطيات الأتوماتيكية، 21 قضية متعلقة بانتحال هوية، 05 قضايا متعلقة بالنصب، 05 قضايا أخرى متعلقة بالآداب العامة، 12 قضية متعلقة بالمساس بالحياة الشخصية للأفراد.وأكد عميد الشرطة فيصل حساني، أن قانون 2004 سمح بوضع مخطط للحد من ظاهرة الاستعمال السيء للانترنيت بسنّ نصوص قانونية تعاقب مقترفيها على غرار قانون 04 /09 الصادر في أوت 2009، والخاص بالوقاية من الجرائم الإلكترونية ومكافحتها عجّل بإنشاء قسم لمكافحة الجريمة الالكترونية سنة 2009، على مستوى مديرية الأمن الوطني، وتكوين محقّقين مختصين في الميدان الرقمي، بالإضافة إلى خبراء في التحقيق الجنائي المعلوماتي.وقال ذات المتحدث، «إن عملية التحقيق تنطلق بمجرد رفع شكوى إلى المصالح المختصة، أين تتم العملية بالتعاون مع المتعاملين في الهاتف النقال، حيث تنطلق العملية لتحديد هوية الفاعل والذي غالبًا ما يكون من محيط الشخص الذي تعرّض للابتزاز، إما صديق أو زميل أو قريب»، أكد فيصل حسني أن قضايا الجرائم الالكترونية في تزايد مستمر لأن العالم الافتراضي غير محدود وقائم بذاته. كما شدّد ذات المتحدث على ضرورة حماية الأطفال من مثل هذه الجرائم التي يستغل صاحبها براءتهم وعدم اطلاعهم للولوج إلى عالمهم الافتراضي باستعمال شخصية وهمية وتنتهي عادة بجريمة أخلاقية يتورّط فيها أشخاص شواذ، كما أكد على ضرورة تحسيس الأولياء بالدرجة الأولى بمخاطر الانترنت ومراقبتهم عند استعمالهم له خاصة فيما يتعلق بالتويتر، الفايس بوك والسكايب. في السياق ذاته، تمّ إطلاق حملة إعلامية على مستوى جميع مصالح الأمن الوطني من أجل تحسيس المواطنين بالمخاطر الناتجة عن الاستخدام السي للإنترنت، وذلك بتنظيم محاضرات لفائدة الأطفال والأولياء، مع توزيع ملصقات ومطويات تتضمن مجموعة من النصائح والإرشادات حول الاستعمال الأمثل للانترنت والتي حملت شعار: «تواصل، تحدث وتعلم بأمان».