سحق المنتخب الوطني الجزائري نظيره الكولومبي بثلاثية تاريخية ستبقى راسخة في أذهان عشاق المنتخب الوطني في المباراة التي احتضنها ملعب «بيير موروا» بمدينة ليل الفرنسية سهرة الثلاثاء، خلال الودية الثانية التي خاضها أشبال الناخب الوطني «جمال بلماضي» في تربص شهر أكتوبر تحضيرا للتصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 المقرر انطلاقها الشهر المقبل، محافظين بذلك على هيبة بطل إفريقيا الذي أنهى تحضيراته بمعنويات مرتفعة، والتي ستجعله يدخل التصفيات الإفريقية بكل قوة.
حطّم رفقاء حامي عرين المنتخب الوطني «رايس الوهاب مبولحي» الرقم القياسي لسلسلة المباريات دون هزيمة للخضر، الذي كان بحوزة الجيل الذي قاده الناخب الوطني الراحل «عبد الحميد كرمالي» ما بين سنة (1989 و1991)، والذي ظلّ صامدا إلى غاية قدوم الجيل الحالي الذي بلغ المباراة 16 دون هزيمة في المواجهة رقم 19 تحت إمرة المدرب «جمال بلماضي»، أمام منتخب كولومبي قوي لم ينهزم هو الآخر في 9 مباريات متتالية أمام عمالقة أمريكا اللاتينية، وسقط خلالها الدفاع في مناسبتين فقط ضد المنتخب البرازيلي، ليواصل بذلك جيل ثاني أحسن هدّاف في تاريخ الخضر «إسلام سليماني» في تحطيم كل الأرقام، والاتجاه بخطى ثابتة ليكون أفضل جيل في تاريخ كرة القدم الجزائرية.
الخضر أبهروا عشّاق المنتخب الوطني الحاضرين بقوة في ملعب «بيير موروا» بليل، وكذا أنصار الخضر بالجزائر، بعد المستوى والأداء الباهرين اللذين ظهرا بهمت أمام المنتخب المصنف في الصف تاسع في ترتيب الفيفا، ولو أنّ النتيجة النهائية كانت لصالح المنتخب الوطني بثلاثية نظيفة، إلا أن العشر دقائق الأولى كانت ساخنة على دفاع الخضر الذي كان بإمكانه تلقي الأهداف، ليسترجع أشبال الكوتش «بلماضي» زمام الأمور ويسيطروا على خط الوسط، ما سمح لهم بفتح باب التسجيل في (د 15) من شوط المباراة الأول بتسديدة رائعة من بونجاح من خارج منطقة العمليات أسكنها شباك القائد «أوسبينيا» مسجّلا هدفا عالميا، ما سمح له من العودة مجددا إلى هز شباك المنافسين بعدما صام عن ذلك في المباراة الأخيرة التي خاضها ضد البنين بملعب 5 جويلية الأولمبي، بالغا بذلك هدفه 13 بألوان المنتخب في 31 مباراة.
أبطال إفريقيا واصلوا سيطرتهم على مجريات اللقاء، وتمكّن القائد «رياض محرز» من إضافة الهدف الثاني من قذفة قوية بيسراه على مشارف منطقة العمليات بعدما تلقّى تمريرة من «بن ناصر» خمس دقائق بعد هدف «بونجاح»، مسجّلا بذلك الهدف 800 في تاريخ المنتخب الوطني في كل المباريات التي خاضها في عهد الجزائر المستقلة.
المرحلة الثانية كانت مشابهة للأولى، حيث ورغم التغيرات الثلاثة التي قام بها مدرب كولومبيا البرتغالي «كارلوس كيروش» مباشرة بعد العودة من غرف حفظ الملابس، إلا أن المنتخب الوطني بقي يلعب بنفس النسق بتمريرات قصيرة بين العناصر الوطنية، ليضيف أفضل لاعب لنادي مانشيستر سيتي لشهر سبتمبر «رياض محرز» الهدف الثالث للخضر والثاني له في المباراة، مسجلا بذلك ثنائيته الرابعة بألوان المنتخب وهدفه 15 والسابع تحت قيادة الناخب الوطني «جمال بلماضي»، ما يؤكّد أن «محرز» تحرّر مع «بلماضي» وبات معادلة مهمة في تعداد المنتخب الوطني، كما تجاوز لاعب السيتي بلغة الأرقام الأسطورة «لالماس» وعادل رقم «عصاد» في عدد الأهداف المسجلة بألوان المنتخب، ولم يكتفي بذلك بل قدّم تمريرته 23 مع المنتخب الوطني لزميله «بونجاح».
وقدّم المنتخب الوطني مباراة تليق بسمعة بطل إفريقيا، حيث صالوا وجالوا فوق الملعب وأمتعوا عشّاق الخضر بلمسات فنية رائعة، وأكّدوا مرة أخرى بأنهم يؤدون مباريات كبيرة مع المنتخبات الكبيرة، خصوصا عندما تتوفر كل الظروف في مقدمتها أرضية الميدان التي خانت اللاعبين ضد البنين بملعب 5 جويلية الاولمبي وأمام الكونغو الديموقراطية بملعب «مصطفى تشاكر» بالبليدة، كما أنّ التشكيلة المثالية للكوتش «جمال» أثبت مرة أخرى قوتها وانسجامها الكبيرين في كل الخطوط، وعلى مستوى الحراسة بعدما قدم «مبولحي» ثقة إضافية لزملائه باعتراضه لأربعة أهداف محققة كانت ستغير مجريات اللقاء.