أجرى وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة «مشاورات سياسية» مع نظيره الاسباني خوسي مانويل غارسيا مارغاليو خلال زيارته الرسمية الأولى إلى اسبانيا.
وتطرّق الوزيران إلى «الأجندة الثنائية الواسعة جدا بحكم العلاقات الوثيقة القائمة بين اسبانيا والجزائر والتي تعرف مستوى ممتازا في الحوار السياسي والتعاون في عديد القطاعات».
وأعرب لعمامرة وغارسيا مارغاليو عن ارتياحهما للسير الحسن للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث تحولت اسبانيا في سنة 2013 إلى أول شريك تجاري للجزائر بمبادلات قدرت بـ 13.000 مليون أورو.
وسجل في هذا السياق أن عدد المؤسسات الاسبانية المهتمة بالمساهمة في تنويع الاقتصاد والتنمية في الجزائر في مختلف القطاعات يزداد كل مرة على غرار الطاقة والمنشآت القاعدية للنقل والماء والتطهير وبناء السكنات.
وتطرّق لعمامرة ونظيره الاسباني إلى الجوانب المتعلقة بالاستثمارات الاسبانية في الجزائر مبرزين المسائل ذات الاهتمام المشترك في السياسة الدولية والإقليمية.
وفي هذا الصدد، أبلغ الوزير غارسيا مارغاليو لعمامرة تقدير اسبانيا للجزائر كشريك موثوق وقطب استقرار في «منطقة إستراتيجية بالنسبة لاسبانيا».
وأعرب الوزيران من جهة أخرى عن ارتياحهما لـ»للعلاقات الجيدة» في مجال التعاون المتوسطي سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي أو على مستوى الحوار 5+5.
توسيع التعاون إلى جميع القطاعات
من جهة أخرى، أكد لعمامرة، بمدريد أن الجزائر واسبانيا تتطلعان الى تمديد تعاونهما الإقتصادي الى كافة القطاعات وميادين اخرى غير مجال الطاقة.
وقال وزير الشؤون الخارجية في محاضرة نشطها يوم الأربعاء بمقر بيت العرب، «ان البلدين يتطلعان حاليا الى تمديد تعاونهما الإقتصادي الى كافة القطاعات باستغلال القدرات المتاحة في ميادين أخرى غير مجال الطاقة»، مذكرا من جهة اخرى بمجمل الاتفاقيات التي تربط البلدين في شتى المجالات.
وبعد أن أشار الى ان العلاقات الجزائرية - الاسبانية سجّلت تطورا في العشرية الأخيرة في مجال السياسية والاقتصاد، نوّه الوزير بنوعية الحوار السياسي الجاري بين الدولتين وبالشراكة الاستراتيجية التي تربطهما في مجال الطاقة مذكرا في سياق آخر، ان المبادلات التجارية الثنائية تجاوزت 15 مليار دولار في سنة 2013.
واغتنم لعمامرة محاضرته لتشجيع رجال الأعمال الإسبان لاستكشاف فرص الأعمال والاستثمار التي تمنحها الجزائر في كافة الميادين، سيما في قطاعات البناء والصناعة والطاقات المتجددة والماء والبيئة والفلاحة والسياحة.
وعلى الصعيد الاقليمي وفيما يخص العلاقات المغاربية ذكر الوزير بأن هناك «ديناميكية جديدة» لإعادة بعث الإتحاد المغاربي معربا عن ارتياحه للمجهودات الجارية لضمان عمل وحدوي الذي - كما اوضح - «لطالما راود شعوب المغرب العربي وذلك من خلال استخلاص الدروس المفيدة بعد مرور ربع قرن على انشاء اتحاد المغرب العربي».
وأضاف في هذا الصدد: «إن الجزائر تحدوها رغبة قوية للمضي قدما في انجاز صرح المغرب العربي وتبقى على قناعة بأن الصعوبات حتى وإن كانت موضوعية وجدية لا يمكنها أن تشكل عائقا دائما أمام الصورة الملحة للاندماج المغاربي الذي لا مفر منه والذي يشكل تطلعا شعبيا شرعيا».
و قال في نفس السياق، أنه «سبق للجزائر أن أبدت هذا الاستعداد ودعمته بالأفعال وهي عازمة على تحمل مسؤولياتها كافة وبذل المزيد من التضحيات بصفتها عنصرا مركزيا في المغرب الكبير».
وبخصوص مسألة الصحراء الغربية ذكر السيد لعمامرة ان «الأمر يتعلق بقضية تصفية استعمار لم تكتمل بعد» وان «الجزائر تؤيد كليا مجهودات الأمم المتحدة للتوصل الى حل عادل ودائم يكرس حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره».
واكد ان «الجزائر لا تيأس من حدوث تقارب بين اشقائنا المغاربة والصحراويين لكي نجعل معا من ايجاد حل لهذا النزاع عاملا لدفع البناء المغاربي».