طباعة هذه الصفحة

يد الدولة ممدودة للصفح عن المغرر بهم من الإرهابيين

السلم لا يشترى بثمن والحفاظ على الاستقرار الوطني فرض عين

كمال.ز

دعا الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس،  بقايا العناصر الناشطة في صفوف الجماعات الإرهابية إلى التوبة وإلقاء السلاح، وأكد أن يد الدولة والشعب مازالت ممدوة للمصالحة والوئام، وقال أن السلم لا يشترى بثمن وأن الاستقرار سمح بالإقلاع الاقتصادي وطي صفحة الدمار والألم، وطمأن في ذات الوقت، تلاميذ الطور الثانوي بأن عطلة الربيع ستبقى قائمة ولن يكون هناك أي تأثير سلبي لعملية استدراك الدروس.
بومرداس: مبعوث الشعب حمزة محصول
 شارف عبد المالك سلال، على اختتام الخرجات الميدانية لولايات الوطن، ولم يبق سوى إليزي التي سيقصدها اليوم، وتيبازة، بعدما حل أمس، ببومرداس، أين جدد التأكيد على بقاء يد الدولة ممدودة للصفح عن المغرر بهم من الإرهابيين الذين أخطأوا في حق الشعب الجزائري الذي قرر هو الآخر التسامح منذ إقرار الوئام المدني والمصالحة الوطنية، وقال مخاطبا هؤلاء»على الأقلية القليلة من بقايا الإرهاب أن يفهموا أن اليد مازالت ممدودة، ونحن أناس صلح ومصالحة، ونقول لهم أنكم أخطأتم في حق الشعب الجزائري وهو يتسامح معكم فارجعوا».
وأكد الوزير الأول، أن الجزائر اليوم أصبحت مرجعا للمصالحة الوطنية، ولن تعود أبدا إلى سنوات التدمير والإرهاب، مذكرا بفضل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تجسيد برنامج السلم والوئام المدني. وتحدث سلال عن الذين يقولون «لماذا تربطون الاستقرار بهذا الرجل؟»
وأجاب مذكرا بالأزمة الاقتصادية الخانقة التي عرفتها البلاد في أواخر سنوات التسعينات، وإحجام معظم الدول عن تقديم قروض المساعدة، إلى جانب ما عاناه المواطنون الجزائريون في الخارج من نظرة دونية، قائلا: «أرقام البنك الجزائري تؤكد في أواخر التسعينات أن الجزائر كانت مفلسة وليس لدينا ما نشتري به باخرة سميد، ودول عربية وأوروبية رفضت إدانتنا الأموال، وكان من الصعب على مواطنينا وحتى المسؤولين في الدولة الحصول على التأشيرة وكأننا مصابون بالطاعون أو الكوليرا».
وأوضح، أن سياسة  بوتفليقة سمحت للبلاد باستعادة توازنها وقيمتها، وأصبح الاقتصاد الوطني في المستوى«وقادرين على بلوغ مراتب أحسن في المستقبل» بالنظر إلى الإمكانيات البشرية والطبيعية المتاحة، وأضاف سلال أنه «حتى في الجانب الدولي أصبحت الجزائر مسموعة دوليا وقاريا» وأعلن عن تنقله غدا الجمعة إلى التشاد ولمدة يوم واحد لتمثيل رئيس الجمهورية والمساهمة في مناقشة هموم إفريقيا، بطلب من كل الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.
وأفاد الوزير الأول، أن «الأمن والسلم لا يشتريان بثمن»، واعتبر أنهما أساس الاستقرار الذي تعرفه البلاد حاليا وتصنع به الاستثناء إقليميا، وسمح للبلاد بالتحرك والإقلاع اقتصاديا واجتماعيا منذ مطلع الألفية الجديدة، ودعا إلى الاعتراف بالمنجزات المحققة لكونها حقائق تاريخية لا يمكن تجاهلها مهما بلغت درجة الاختلاف حول الأفكار والقناعات.
وأكد عبد المالك سلال، أن دوام الاستقرار وتعميقه يتحقق بالمحافظة على الرجال القادرين على تأدية هذه المهمة، قاصدا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وندد في السياق  بالترويج لثقافة الإحباط والتيئيس، وشدد على أن سياسة الكراهية لن تسير بالبلاد بعيدا.
وعرج ذات المسؤول، في خطابه على الأهداف الاقتصادية للدولة، التي تقوم على استمرار التنمية وتغيير الوجه الحضاري للمدن الجزائرية بمختلف برامج السكنات الريفية والحضارية والخدمات العمومية المقدمة للمواطن، وفي هذا الإطار أعلن عن إعطاء تعليمات لوالي بومرداس لبناء 8 آلاف وحدة سكنية للقضاء نهائيا على الشاليهات التي أنشئت عقب زلزال ماي 2003.
وتلتقي هذه الأهداف مع ضرورة تطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وخاصة الشعب التكنولوجية، التي تمكن البلاد من الاستفادة من كفاءات قادرة على تجسيد المشاريع المستقبلية كالمبرمجة في قطاع الطاقة، لاستغلال الموارد غير التقليدية والتي تحتاج حسب الوزير الأول إلى علم وتقنيات وكفاءات جديدة، وأفاد أن الإرادة السياسية للدولة لتطوير التعليم العالي، سمحت بالانتقال من 52 مؤسسة جامعية سنة 2000 إلى 92 مؤسسة حاليا، وتم خلال 10 سنوات تكوين 10 آلاف و300 حامل لشهادات ما بعد التدرج ومكنت القوانين التنفيذية الموجهة للبحث العلمي الأساتذة من التعامل مع مختلف الجامعات الدولية.
وختم بالتأكيد على أن البلاد تملك كل مقومات صنع نهضة فكرية واجتماعية في القرن الحالي، داعيا الجميع إلى المشاركة فيها باعتبارها مشروعا وطنيا.
لا تغيير في عطلة الربيع والامتحانات
طمأن الوزير الأول، عبد المالك سلال، أمس، من بومرداس، تلاميذ الطور الثانوي، بأن عطلة الربيع ستبقى قائمة ولن تكون أية انعكاسات سلبية عليهم في عملية استدراك الدروس، وقال «أؤكد بصفة رسمية لتلاميذ الثانويات أن العطلة ستظل كما هي وأن البرنامج المسطر لن يتغير والامتحانات ستجرى في تواريخها العادية» وكشف عن اتخاذ قرار مع وزير التربية الوطنية يقضي بتدارك التأخر في الدروس الناجم عن إضراب النقابات، بشكل لا يؤثر على أيام راحة التلاميذ.
وأبدى استعداده الكامل لاتخاذ جميع الإجراءات الكفلية بحل جميع مشاكل الأساتذة والمعلمين والمربين، بتبني الحوار كوسيلة وحيدة مع النقابات المعروفة وأولياء التلاميذ، وخاطب التلاميذ قائلا « عودوا إلى مقاعد الدراسة والعطلة ستبقى كما هي والاستدراك والامتحانات ستجرى بصفة عادية»
شطب أصحاب الخانة الخضراء من البطاقية الوطنية للسكن
كشف الوزير الأول عبد المالك سلال خلال لقائه أمس بفعاليات المجتمع المدني عن مشروع لشطب المواطنين المنكوبين الذين استفادوا خلال زلزال 2003 المصنفين في الخانة الخضراء 2 من البطاقية الوطنية للسكن التي حرمتهم لسنوات من حق الاستفادة من سكن في أي صيغة كانت..
القرار الذي اتخذه الوزير الأول عبد المالك سلال لقي ارتياحا كبيرا لدى الحضور الذين ثمنوا هذه الخطوة، خاصة بعد الطلبات العديدة التي تقدم بها هؤلاء إلى السلطات المحلية والولائية لشطبهم من البطاقية الوطنية مع استعدادهم لتعويض قيمة الاستفادة الرمزية التي تراوحت بين 10 ملايين و20 مليون سنتيم.