تخزين الأغذية البلاستيكية دون مراعاة القواعد الصّحية
أكد الناشط في مجال البيئة، الخبير بالمعهد الوطني للتكوينات البيئية – عضو جمعيات و منظمات بيئية وطنية وعالمية مهتمة بالشأن البيئي، حمزة قرطبي، ان 80 % من الامراض المنتشرة بين الجزائريين لاسيما السرطانات، سببها التلوث البيئي والاستهلاك العشوائي وغير المنظم، الذي يعتبر نتيجة حتمية للتطور التكنولوجي الاقتصادي والاجتماعي مع تزايد إحتياجات المستهلك.
أوضح الأستاذ المكون في أشغال الدورة التكوينية حول الإعلام البيئي حمزة قرطبي، ان بيئتنا أو مطابخنا لا تكاد تخلو من قارورات أو علب تخزين الأغذية البلاستيكية. غير أن الكثير منا يجهل القواعد الصحية لاستعمالها والأخطار التي قد تنجم عن الإخلال بها، موضحا ان مصدر هذه الأخطار كلها نابع من التفاعل الكيميائي بين المادة البلاستيكية والوسط الذي وضعت فيه أو المادة الغذائية المحفوظة بداخله. لذلك و وفق المقاييس الدولية المعمول بها، يلجأ صانعو القارورات أو العلب البلاستكية إلى وضع رموز وعلامات متعارف عليها دوليا تساعد المستهلك على معرفة طرق الاستعمال السليمة للعبوة أو المادة المعبأة بداخلها، لا بد ان يعيها المستهلك ويتعرف عليها كطريقة تساهم في ترسيخ التربية البيئية وتوضيح المفاهيم البيئية الصحيحة لتحديد الخطر ومصدره.
في ذلك دعا قرطبي الى الانتقال من الطرق التقليدية في التحسيس والتوعية حول مشاكل البيئة الى تغيير السلوكات و الذهنيات، موضحا ان شعارات الوجوب خاطئة بيداغوجيا ولم تعد تفي بغرض تنفيذ استراتيجيات وأنظمة المحافظة على البيئة، وعليه أصبح من الضروري بحسب حمزة قرطبي تصحيح مفاهيم الافراد حول مختلف المخاطر التي تهدد صحتهم بالدرجة الأولى وتهدد البيئة بنفس درجة الخطر، من خلال استعمال المفاهيم العلمية والبيئية الصحيحة و القريبة من الواقع . علّل المتحدث طرحه بمثال عن أكثر المشاكل شيوعا في الجزائر و التي يعتبر البلاستيك أحد أهم عواملها، حيث يقول قرطبي ان استعمالات البلاستيك الخاطئة في الحياة اليومية للافراد، هي من أخطر مصادر ومسبّبات الامراض، مؤكدا في قوله انه ان كان الفرد يبحث عن اجابات لتساؤلاته حول مشاكله الصحية – فليرجع إلى بيىته ويراجع سلوكاته البيئية. أوضح الأستاذ المكوّن في أشغال الدورة التكوينية حول الاعلام البيئي حمزة قرطبي ان المشاكل البيئية تهدد الامن القومي لدول قائمة على أساس المنافسة الاقتصادية نتيجة التلوث وعدم تمكنها من ضمان أمنها الغذائي الذي يعتبر أحد انعكاسات التغييرات المناخية التي تؤثر سلبا على جميع الانظمة البيئية.
بذكر المشاكل التي تهدد البيئة والسلامة البشرية، قال قرطبي إن مسؤولية هذه المشاكل تقع على الحكومات والانظمة الإنتاجية بنفس المسؤولية التي تقع على الافراد و النمط المعيشي للمجتمعات، حيث تقع على الاول مسؤولية الانتاج غير العقلاني استجابة لاحتياجات الافراد فيما تقع على الافراد مسؤولية الاستهلاك العشوائي و غير المنظم، حيث يأتي دور التربية البيئية بمفهومها الشامل من أجل ترسيخ مفهوم الاستهلاك الذكي.