كشفت المؤسسة الإستشفائية للأمراض العقلية بولاية سيدي بلعباس عن تسجيل تزايد متواصل في عدد المرضى المصابين بالأمراض النفسية والعقلية، والذي يقابله نقص كبير في الممارسين الصحيين والأخصائيين، الأمر الذي خلق ضغطا كبيرا على مستوى المؤسسة المذكورة، وأثّر بشكل سلبي على نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.
أكّد مدير المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في الأمراض العقلية عيدوني عبد الحميد، تسجيل ارتفاع في عدد المرضى الذين تستقبلهم المؤسسة من سنة لأخرى لأسباب عديدة أهمها المشاكل الإجتماعية، المالية والأسرية وهو التزايد الذي يقابله نقص في التأطير المتخصص، حيث تغطي المؤسسة 5 ولايات كمعسكر، سعيدة، سيدي بلعباس، عين تموشنت وتلمسان، وهو ما خلق حالة ضغط كبيرة على مصالح المؤسسة بالنظر إلى طاقتها الإستيعابية التي تتعدى 45 سريرا بكل من جناح الرجال والنساء، في حين يفوق عدد النزلاء من الرجال فقط 60 نزيلا في كثير من الأحيان، ويرتفع العدد إلى ما يزيد من 60 حالة خلال الصائفة، في حين يتراوح عدد النزيلات من فئة النساء ما بين 30 و40 مريضة. وتضم المؤسسة طبيب متخصّص واحد تابع لمصلحة الأطفال وطبيبتين اختصاصيتين بمصلحة المرضى الكبار.
ومحاولة منها لتعويض النقص، قامت إدارة المؤسسة بإبرام اتفاقية مع المركز الإستشفائي الجامعي عبد القادر حساني لتكثيف عمل الأطباء المختصين والمقيمين للإستفادة من خدماتهم على مستوى المؤسسة المتخصصة للأمراض العقلية، خاصة في المناوبات الليلية بهدف ضمات تغطية صحية تحت إشراف الممارسين الصحيين.
هذا وتشهد مصلحة الأطفال هي الأخرى نقصا في التأطير المتخصص الأمر الذي يؤثر على نوعية التكفل، حيث استقبلت المصلحة منذ دخولها الخدمة سنة 2016، عددا هاما من الأطفال يفوق 1700 مريض من مختلف الأمراض النفسية والعقلية منها أزيد من 50 بالمائة من الحالات للأطفال المصابين بطيف التوحد بمختلف انواعه، أين تقدم المصلحة لهم الإستشفاء النهاري باعتبار أن المصلحة لا تتوفر على الإقامة، وكذا الفحوصات والإستعجالات مع ضمان علاج دوري منتظم.