الحديث عن مرشح للجيش مزايدات سياسوية والمواطن يدفع فاتورة التجاذبات
غداة الإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية، جزم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي عز الدين ميهوبي بتلقيه اتصالات من منظمات وجمعيات في قطاعات الإعلام والفن والثقافة، تؤيد ترشحه وتدعمه، مدافعا بشراسة عن مسار «الأرندي»، ورافضا الإقصاء الذي يدل ـ حسبه على «الضعف»، ووصف خطابه بـ»الواقعي والطموح»، متوقعا مشاركة من شأنها تجنيب الجزائر الفراغ القاتل للدولة.
استعرض، أمس، الأمين العام لـ»الأرندي» بالنيابة، الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابي الذي سيحاول إقناع الجزائريين به، لمنحهم أصواتهم في الانتخابات الرئاسية، أهم ما جاء فيه تقنين مشاركة الشباب الذين يقل عمرهم عن 35 سنة بمنحهم حصة في المجالس المنتخبة بنسبة 25 بالمائة، وكذا إمكانية استحداث 4 ملايين منصب شغل في الخماسي المقبل في حال توفر الشروط، وتوقع في السياق مشاركة الشعب الجزائري لإدراكه بأن الانتخابات حتمية للخروج من وضع يزداد تعقيدا، وتجنب فراغ قاتل في الدولة.
وبخلاف الندوات الصحفية التي كان ينشطها الأمين العام السابق، قاعة المحاضرات المتواجدة بالطابق الأرضي للتجمع الوطني الديمقراطي، لم تشهد أمس اكتظاظا كما أنها لم تمتلئ ، ورغم ذلك بدا مرشح الرئاسيات عن «الأرندي» في ثاني ندوة صحفية نشطها بعد مصادقة أعضاء المجلس الوطني على لائحة ترشيحه مرتاحا، قدم خلالها فحوى برنامجه الذي وصفه بـ»الطموح» و»الواقعي»، وكذا الدفاع عن المسار النضالي للحزب.
ورد لاحقا على أسئلة الصحافيين ، لكن عكس أول أمس رفض الرد على أي سؤال يخص الذين انتقدوا ترشحه، باستثناء ذلك المتعلق بالانتقادات اللاذعة التي طالته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقادات قال إنه اعتاد عليها ولا تثبط عزيمته، لأن الصندوق هوالفيصل وليس «فايسبوك»، مشددا على ضرورة قيام سلطة الضبط في السمعي البصري بالدور المنوط بها أمام تحامل بعض القنوات.
وتساءل ميهوبي في السياق «ما الذي نجنيه بلا رئيس جمهورية، لا يوجد زيارات لرؤساء ولا زعماء، شبه فراغ في الحياة السياسية»، قبل أن يجزم بضرورة تجنب «الفراغ القاتل للدولة»، وبدا متفائلا بالمشاركة مستدلا في ذلك بإقبال المواطنين على تجديد أوحيازة بطاقة الناخب، وبالنسبة له فإن الاقتراع لن يختلف عن سابقيه ذلك أن نسبة المشاركة القوية ستسجل في الجزائر العميقة، مقابل مشاركة «نسبية ومحدودة» في المدن الكبرى».
ولا تطرح مشاركة وجوه محسوبة على فترات من النظام السابق، تقلدت مناصب المسؤولية أي إشكال بالنسبة له، عكس من تخوفوا من أن يكون لها أثر سلبي على أداء الفعلي الانتخابي، «طالما أن الدستور يسمح لهم بالمشاركة»، معربا عن أمله في أن تكون «مشاركتهم مؤسسة على البرامج والأفكار، لضمان حملة انتخابية نظيفة وبعيدة عن الانزلاقات، فاتحا قوسا بخصوص حملته الشخصية مؤكدا أنه ستكون جوارية تتجه رأسا إلى المواطن، بأقل تكلفة ممكنة»، مضيفا بأنه سيحاول جاهدا محاورة الذين سيحاولون منعه».
وفي معرض رده على سؤال يخص تعامله مع الشعب الرافض لتنظيم انتخابات برموز النظام السابق، أكد ميهوبي احترام كل الآراء بما فيها تلك التي لا ترى المسألة كأولوية، مفيدا «نحن كجزائريين نختلف، هناك جناح كان يريد مرحلة انتقالية، لكن نحن لا نراها أسلوبا ديمقراطيا مقبولا، ونعارض المجالس التأسيسية لأن الدولة نشأت منذ الاستقلال وليس اليوم»، وخلص إلى أن في ذلك «إجحاف في حق الرجال الكبار الذين قادوها من العام 1962 «، كما أن الحزب تبنى الحوار ويرفض بشكل قاطع الإقصاء الذي نادت له المعارضة، على اعتبار أنه «غير ديمقراطي و»غير أخلاقي واللجوء إليه ـ حسبه ـ «دليل على الضعف.
من جهة أخرى صنف الحديث عن «مرشح للجيش الوطني الشعبي التي ظهرت في بعض الأوساط في خانة «المزايدات السياسوية»، لافتا إلى أن موقف قيادته واضح لا غبار عليه «لا دعم ولا تزكية» مزيلة بذلك الضبابية التي سعت وراءها بعض الأطراف».