طباعة هذه الصفحة

أبرز بمدرسة أشبال الأمة بوهران استراتيجية قيادة الجيش

الفريق ڤايد صالح: تكوين جيل نخبوي قادر على تحمل المسؤوليات

 على الشباب الاستلهام من تاريخنا البطولي لبناء مستقبل وطنهم الواعد

أبرز نائب وزير الدفاع الوطني  رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد ڤايد صالح، الأربعاء،بوهران، «الاستراتيجية» التي تبنتها القيادة العليا للجيش من أجل تكوين «جيل نخبوي من الإطارات من ذوي الكفاءات العالية، قادرة على تحمل المسؤوليات المستقبلية».
أوضح بيان لوزارة الدفاع الوطني أن الفريق ڤايد صالح ذكر خلال تفقده لمدرسة أشبال الأمة بوهران في خامس يوم من زيارته إلى الناحية العسكرية الثانية، في كلمة توجيهية بـ»الجهود التي بذلت في سبيل إحداث مدارس أشبال الأمة والتي تم تحقيقها في وقت قياسي، وفقا للاستراتيجية المتبصرة والبعيدة النظر التي تبنتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، والتي تهدف إلى تكوين جيل نخبوي من الإطارات من ذوي الكفاءات العالية، قادرة على تحمل المسؤوليات المستقبلية».

لماذا مدارس أشبال الأمة

وقال في هذا الشأن:»إنكم تعلمون جميعا مدى الحرص الذي ظل يحدونا من أجل إحداث مدارس أشبال الأمة العشر، عبر كافة ربوع الوطن، وقد تم تحقيق ذلك في وقت قياسي، وفقا لاستراتيجية متبصرة وبعيدة النظر تبنتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي،تهدف إلى تكوين جيل نخبوي من الإطارات من ذوي الكفاءات العالية، قادرة على تحمل المسؤوليات المستقبلية».
«فمن وحي هذا الطموح، — يضيف ڤايد صالح— بذلنا كل ما في الوسع من أجل توفير لهذه المدارس كافة الوسائل المادية والبشرية والبيداغوجية، بل وحتى المعـنوية والتحفيزية، الـتي سمحت جـميعها للشبلات والأشبال  بتلقي تكوينا راقيا يكفل لهم بأن يصبحوا ضباطا أكفاء، تعبق قلوبهم بحب الجزائر، وتزخر عقولهم بشتى العلوم والمعارف التكنولوجية والعسكرية، وتغمر نفوسهم آمال كبيرة وتواقة، قوامها الإرادة وسلاحها الإصرار على تحقيق هذه الطموحات بكل جدارة واستحقاق».
واستطرد قائلا :«إن توفير الظروف الملائمة معيشيا وحياتيا ومهنيا، هي كلها أدوات بل ومتطلبات ملحة تسهم بالتأكيد في إنجاح الجهد التعليمي المرغوب الذي نسعى إلى تحقيقه عبر هذه المنظومة التعليمية المتكاملة التي تمثلها مدارس أشبال الأمة، وتعتبر بحق جزءا حيويا وطموحا ضمن المنظومة التكوينية برمتها في الجيش الوطني الشعبي».
وأكد في هذا الخصوص بأن «الإنجازات الهامة التي استفادت منها جميع مدارس أشبال الأمة، ستجد لدى شبلاتها وأشبالها وأساتذتها وإطاراتها استحسانا شديدا، وستمثل لهم محفزا آخر من محفزات التعليم الناجح والمثمر» لافتا الى ان «الغاية من كل ذلك هي تهيئة كافة الظروف التي توفر للشبلات والأشبال أجواء ملائمة للتفوق والتميز في الدراسة، وتفتح المجال واسعا أمام الأساتذة لمنح الشبلات والأشبال تعليما ذا مستوى راق».
وأردف نائب وزير الدفاع الوطني مخاطبا الحضور«ولأن المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي برمتها وبكافة مستوياتها، بما في ذلك مدارس أشبال الأمة، قد حظيت ولا تزال تحظى لدينا كقيادة عليا بالرعاية الشديدة والاهتمام المتواصل، فإنني أكدت في أكثر من مناسبة، وأعيد التذكير بذلك أمامكم اليوم، أن توفير العنصر البشري الكفء والمؤهل والمتشبع بقيم ومبادئ نوفمبر الخالدة،هو الهدف الأسمى الذي نسعى جاهدين لتحقيقه من خلال كافة الجهود المبذولة على مستوى المنظومة التكوينية والتعليمية  في الجيش الوطني الشعبي».
وتابع قائلا :» وعليه فإنني أدعوكم مجددا إلى تخصيص كل وقتكم، لنهل العلم والمعرفة، وبذل الكثير من الجهد الدؤوب والمتفاني من أجل تحقيق النتائج المرغوبة، فمستقبلكم— يضيف— بين أيديكم وأنتم من يصنعه بفضل إرادتكم وعزيمتكم وإصراركم على تبوإ المراتب العليا».

ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها في ذاكرة الأجيال
                
من جهة أخرى، أكد الفريق ڤايد صالح في كلمته التي بثت إلى جميع مدارس أشبال الأمة عبر التراب الوطني على «ضرورة ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال الصاعدة، ليستمدوا منها زادا معنويا دافقا ولا يضاهى، بما يعينهم على مواجهة بل التغلب على كافة التحديات والصعوبات ومواصلة دربهم بكل أمل وتفاؤل وطموح، نحو الإسهام الجاد والمجدي في بناء مستقبل وطنهم».
وقال في هذا الصدد :«إننا ندرك جيدا في الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني ونسعى جاهدين، بحول الله تعالى وقوته، إلى ترسيخ معاني ثورة نوفمبر وقيمها النبيلة في ذاكرة الأجيال الصاعدة، وتمكينها من أن تستوعب رسالة نوفمبر وأن تعي أبعادها وقداستها باعتبارها ملحمة من أعظم الملاحم وأرفعها شأنا وأزكاها ذكرا وأقربها إلى قلوب الجزائريين، فهي مدعاة للتمجيد يحق لجيشنا اليوم وكل يوم، الافتخار بامتداد جذوره إلى صانع هذه الملحمة، جيش التحرير الوطني، وستبقى جذوة هذا الافتخار ساطعة ومتألقة، سطوع الدور الريادي الموكل لجيشنا الوطني الشعبي في إطار ما خول إليه من مهام».
«فمن هذا المنطلق تحديدا— يضيف الفريق قايد صالح—، فإنه يصبح من الطبيعي،  بل من الحتمي،أن تعود ذاكرة الجزائريين، لاسيما فئة الشباب منهم، إلى ماضي بلادهم الخالد ويستمدون منه زادا معنويا دافقا، بما يعينهم على مواجهة، بل التغلب على كافة التحديات، ومواصلة دربهم بكل أمل وتفاؤل وطموح، نحو الإسهام الجاد والمجدي في بناء مستقبل وطنهم الواعد».
وفي ذات الشأن ذكر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي بأن «تاريخ الجزائر الذي نعتز به اليوم أيما اعتزاز، لم يأت كما يعلم الجميع إلا بفضل هؤلاء الرجال الصناديد الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حرية واستقلال وطنهم، وهم يرون حينها أن مستقبل هذا الوطن سيكون مشرقا وواعدا، ويتعين عليكم أنتم اليوم أيتها الشبلات أيها الأشبال، أن تعتقدوا جازمين، بأن مستقبل الجزائر ينبغي له أن يكون متوافقا تمام التوافق مع تاريخها الوطني القدوة بل المعجزة».
وأردف قائلا:«اعلموا، أيتها الشبلات أيها الأشبال أن بلادكم الجزائر بفضل ثورتها الخالدة وتاريخها الوطني الحافل بالأمجاد والبطولات، قد استطاعت أن تضع بصمتها وبوضوح على صفحات التاريخ الإنساني المعاصر، وأن تدون بحروف من ذهب، قدرة الإنسان الجزائري على تغـيير مجرى الأحداث التاريخية، وعلى إعادة توجيهها وصياغتها وفـقا لتطلعاته الشرعية وطموحاته المشروعة، وسيبقى التاريخ الإنساني يحفظ في ذاكرته، دون شك، وباعـتزاز شديد عظمة الجزائر وشعبها، و ثورتها التحريرية المظفرة، ويخلد بطولات من صنعوها، ويثني على الدور الريادي الذي ساهمت من خلاله هذه الثورة المجيدة،في نشر وتعميم مُـثـلَ الحرية والسـلم عبر  العالم».
وفي ذات السياق ذكر الفريق ڤايد صالح بتأكيده «في العديد من المناسبات على أن أشبال الأمة بقدر ما تمتد جذورهم إلى عنفوان هذه الثورة التحريرية المجيدة وتاريخها الخالد، التي شهدت ميلاد أسلافهم الميامين من أشبال الثورة، هؤلاء الذين جعلت منهم ثورتهم رافدا قويا من روافدها الغزيرة والمتعددة، فبقدر كل ذلك، فإن أشبال الأمة اليوم في عهد الجزائر المستقلة، يمثلون رفقة كافة الشباب الجزائري الوطني والمخلص، مستقبل وطننا وأمتنا» مضيفا بالقول  «وإننا نرى فيهم هم أيضا رافدا مستقبليا واعدا من الروافد التي تتغذى وتتزود منها صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني».
وبدورهم عبر الشبلات والأشبال في تدخلاتهم عن «فخرهم واعتزازهم بانتسابهم إلى هذه الصروح التعليمية الرائدة،مجددين «العزم على بذل كل الجهود في سبيل تحصيل علمي راق يمكنهم دوما من تصدر الطليعة».    
على صعيد آخر أشار البيان إلى أن الفريق ڤايد صالح كان مرفوقا خلال زيارته لمدرسة أشبال الأمة بوهران باللواء مفتاح صواب، قائد الناحية العسكرية الثانية، حيث ترأس بها لقاء توجيهيا والتقى مع شبلاتها وأشبالها وتبادل معهم الحديث مطولا.
كما استمع الفريق ڤايد صالح إلى عرض قدمه قائد المدرسة، ليطوف بعدها بمختلف المرافق الإدارية والبيداغوجية ومختلف المخابر، ويعاين مشروع توسعة المدرسة الذي قاربت أشغاله على الانتهاء، على أن يسلم بصفة نهائية قبل نهاية السنة الجارية.