أعلنت السلطات الايرانية ترحيبها بالحوار المقترح من قبل السعودية لبحث سبل انهاء المشاكل والخلافات القائمة بالبلدين بالطرق الدبلوماسية وبعيدا عن خيار الحرب الذي لوح به البلدان مرارا في الآونة الاخيرة و الذي أدخل منطقة الخليج كلها في حالة من اللاإستقرار.
فبعد إعلان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طلب منه الاضطلاع بدور الوساطة مع إيران وتصريح مسؤول عراقي كبير أن بلاده أجرت اتصالات بين طهران والرياض من أجل تخفيف حدة التوتر بينهما، أكدت الحكومة الإيرانية تلقيها رسائل من الرياض، معلنة ترحيبها بالحوار مع السعودية و استعدادها للتفاوض من أجل انهاء الخلافات بين البلدين التي أثرت على منطقة الخليج عامة و أدخلتها في حالة توتر غير مسبوق بعدما تم استهداف ناقلات نفط كانت في المياه الخليجية.
كشف الدبلوماسي الإيراني السابق صباح زنكنة أن المنطقة شهدت خلال الأيام الأخيرة تحركات دبلوماسية عراقية وباكستانية لخفض التوتر بين طهران والرياض، مشيرا إلى أن الوساطة «جاءت برغبة وطلب سعودي».
استجابة لهذه التحركات الدبلوماسية، أبدت إيران على لسان رئيس البرلمان علي لاريجاني ترحيبها بمقترح السعودية إجراء محادثات لحل الخلافات، قائلا: « نرحب بما نقل عن (ولي العهد السعودي) محمد بن سلمان إزاء رغبته في حل القضايا من خلال المحادثات مع طهران»، مشيرا الى أن أي حوار بين إيران والسعودية «يمكن أن يساعد في حل العديد من القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة».
كانت تقارير اعلامية قد نقلت عن ولي العهد السعودي قوله الأحد الماضي أنه «يفضل الحل السياسي والسلمي عن الحل العسكري في حل نزاعات المملكة مع إيران « في مؤشر على رغبة الرياض في تفادي التصعيد و الخيار العسكري الذي طالما لوحت به حكومتا البلدين في الاسابيع الماضية.
أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أول أمس الاثنين، أن «القادة السعوديين أرسلوا رسائل إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني من خلال أطراف ثالثة لإجراء مفاوضات إزاء القضايا محل الاهتمام المشترك»، وأن طهران ردت بأنها «منفتحة على إجراء حوار مع السعودية لتسوية القضايا المتبادلة والتحدث مع دول المنطقة لتشكيل تحالف من أجل أمن المنطقة».
كان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أبدى استعداد بلاده للجلوس من أجل التفاوض مع السعودية لحل الخلافات، وذلك خلال زيارة رسمية قام بها إلى الكويت قبل نحو شهرين.
أهم القضايا
يعد الامن في منطقة الخليج و النزاع في اليمن من بين القضايا محل خلاف واتهامات متبادلة بين البلدين حيث يرى المراقبون للعلاقات السعودية-الايرانية أن حل هذه المشاكل من شأنه أن يعيد الدفء الى العلاقات بين البلدين، والاستقرار لمنطقة الخليج التي باتت تعاني من تداعيات الخلاف بين الرياض وطهران.