انطلق، أمس، في العاصمة ياوندي «الحوار الوطني الكبير» الذي دعا اليه رئيس الكاميرون بول بيا، والهادف الى التوصل إلى حل للأزمة التي تشهدها المناطق المضطربة الناطقة بالإنجليزية في غرب البلاد. ترأس رئيس الوزراء الكاميروني جوزيف ديون نغوتي هذا الحوار الذي يستمر حتى الرابع من أكتوبر المقبل ويسعى الى البحث عن سبل وضع حد للنزاع الدائر في منطقتي الشمال الغربي و الجنوب الغربي للبلاد ذات الاقلية الناطقة بالإنجليزية (16 بالمائة).
قال رئيس الوزراء في تصريح للصحفيين، أنه بعد اجراءه مشاورات واسعة مع عدة أطراف معنية بالحوار طيلة الاسبوعين الماضيين، تحضيرا لهذا اللقاء الوطني الكبير فإنه « لا يسعني الا أن أعبر عن تفاؤلي باعتبار أن 99 بالمائة من الكاميرونيين عبروا عن رغبتهم في تحقيق السلام».
يأتي الحوار استجابة لدعوة أطلقها الرئيس بول بيا حيث أعلن «عقد تشاور وطني ضخم» في نهاية شهر سبتمبر الجاري حول النزاع بين الجماعات الانفصالية للأقلية الناطقة بالإنجليزية وقوات حفظ النظام في غرب البلاد».
قال الرئيس الكاميروني - في خطاب للأمة يوم 11 سبتمبر الجاري إنه قرر إطلاق «حوار وطني ضخم» في نهاية الشهر الحالي «سيمكن الحكومة من دراسة طرق ووسائل الاستجابة للتطلعات العميقة للمواطنين في الشمال الغربي والجنوب الغربي، وأيضا لجميع أمة الكاميرون».
أوضح الرئيس بيا أن « هذا الحوار سيجمع أطياف المجتمع المختلفة، بما في ذلك ممثلي قوات الدفاع والأمن وممثلين عن الجماعات المسلحة». وفي خطابه، جدد بيا عرضه بـ « العفو عن الانفصاليين المسلحين الذين سيلقون أسلحتهم طواعية»، لكنه تعهد لأولئك الذين يرفضون الخضوع بتطبيق القانون بـ»كل صرامة» في حال وقعت مواجهات مع قوات الأمن والدفاع.
منذ عام 2017 بدأ من تطلق عليهم الحكومة الكاميرونية تسمية «الانفصاليين» تمردا مسلحا من أجل تحقيق مطالب اجتماعية، حيث يتهمون الحكومة بـ»تهميش» المناطق الناطقة بالانجليزية بشمال غرب و جنوب غرب البلاد . تفشت عملية الخطف في المنطقتين كما أودى القتال بحياة 1800 شخص وشرّد ما يزيد عن نصف مليون أخر منذ اندلاع الصراع ، بحسب تقديرات الامم المتحدة.
تتحدث المنطقتان الشمالية الغربية والجنوبية الغربية الانجليزية، في حين أن حوالي 80 في المائة الباقية من البلاد يتحدثون الفرنسية. ويقاتل انفصاليون في هاتين المنطقتين القوات الحكومية في مسعى لإقامة دولة مستقلة تحت اسم «أمبازونيا».
من جانبه، أكد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أشاد بقرار رئيس الكاميرون اطلاق حوار و الذي «من شأنه أن يسهم في تشجيع الحكومة الكاميرونية على ضمان أن تكون العملية شاملة وتستجيب للتحديات التي تواجه البلاد «.