شرع المجتمع الدولي بشكل جدي في التحضير لمؤتمر برلين المنتظر خلال أسابيع قادمة حول الأزمة الليبية، فيما تتطلع دول الجوار إلى لعب دور أكبر لتقريب مواقف الفرقاء، بينما يظل وقف إطلاق النار الرهان الأكبر.
أكّد وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، إحراز بعض التقدم بشأن الحرب في ليبيا، وقال إنّها «ليست مجرد نزاع مدمّر، ولكن أيضا تدفّقات هجرة لأشخاص يائسين يصلون إلى شواطئنا».
ولم يتحدّث دي مايو، في مقال نشره عبر صفحته على فيسبوك، أمس، بالتفصيل عن التقدم المحرز في الملف الليبي، وذلك غداة اجتماع وزاري حول ليبيا، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، برئاسة إيطالية - فرنسية مشتركة.
وأطلقت الترتيبات من نيويورك على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، لإيجاد مقاربة جديدة، من شأنها تقريب وجهات نظر الفرقاء الليبيين.
وفي السياق، أسندت لدول الجوار المؤثرة مهمة مراقبة أي اتفاق يتمخض عن مؤتمر برلين حول ليبيا، المقرر انعقاده في شهر أكتوبر، في وقت شدّدت الجزائر على ضرورة إشراك الليبيين أنفسهم في أي مبادرة سياسية، وأيضا البلدان المجاورة.
في المقابل، أكدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، على ضرورة إنجاح الجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية من قبل المجتمع الدولي بتأييد مساعي المبعوث الأممي بشأن ليبيا في إعادة إحياء المسار السياسي، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، خاصة في ظل ما يُشكله الوضع في ليبيا من مخاطر ليست فقط على السكان المدنيين، ولكن على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
غارات جويّة
قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون اثر غارة جوية لطيران قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مساء أمس الأول، قد استهدفت موقعا لقوات حكومة الوفاق في مدينة سرت (450 كلم) شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وأوضح المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في سرت طه حديد، وفق وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا)، أنّ «الحصيلة الأولية لغارات جوية استهدفت مواقع القوة في منطقة الجارف» (25 كلم) غرب سرت كانت «قتيلا وثلاثة جرحى».
وأكّد بأنّ «طيران أجنبي داعم لقوات حفتر هو المسؤول عن القصف، خاصة عقب تبنيه هجمات مماثلة الأيام الماضية في سرت».
ويأتي القصف الجوي للمرة الثالثة في الشهر الجاري مستهدفا مواقع قوات حكومة الوفاق في سرت.
وتسيطر على مدينة سرت «قوة حماية وتأمين سرت» المشكلة من قوات عملية «البنيان المرصوص» التابعة لحكومة الوفاق، والتي نجحت في تحرير المدينة المعقل الرئيسي لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قبل نحو3 أعوام.
وتشن قوات حفتر هجوما منذ مطلع إبريل الماضي للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا التي أعلنت من جانبها إطلاق عملية (بركان الغضب) لصد الهجوم.
وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها في مقتل 1093 شخصا وإصابة نحو6 آلاف آخرين، إضافة إلى نزوح قرابة 120 ألف شخص من مواقع الاشتباكات، بحسب الأمم المتحدة.