كشف وزير الشباب والرياضة، رؤوف سليم برناوي يوم الخميس بالجزائر، أن شركات كبرى ستمول الرياضة الجزائرية، بطريقة ممنهجة وعلمية، غير أنها ستركز دعمها أكثر على مجال التكوين، مضيفا أن الحكومة ستعلن عن هذه الإجراءات قريبا، بعد الانتهاء من وضع آخر اللمسات.
وصرح برناوي، على هامش عملية تنصيب الرئيس الجديد للمرصد الوطني للرياضة بمركز الصحافة بملعب 5 جويلية الاولمبي «هناك شركات كبرى ستدخل عالم الرياضة، بطريقة ممنهجة وعلمية، لكنها ستمول التكوين بشكل كبير. نحن في آخر اللمسات وسنلتقي برئيس الفاف، خير الدين زطشي، في الايام القليلة المقبلة، لضبط كل الامور لكي تخرج هذه الاجراءات الى العلن».
وأضاف «ستعلن الحكومة قريبا، على لسان الوزير الاول نور الدين بدوي، عن الإجراءات الجديدة المتعلقة بتمويل الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا سيما الاندية المحترفة، وذلك بالتشاور مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) لكن دون التدخل في صلاحيات هذه الاخيرة».
وحسب الوزير، فإن هدف الشركات سيتركز على التكوين، من أجل «صنع» لاعبين كبار في المستقبل، مثلما تقوم به أكاديمية بارادو.
وقال أيضا «سندعم التكوين لأنه مفتاح النجاح للرياضة، مثلما تقوم به أكاديمية بارادو، التي باتت مثال يقتدى به في تكوين احسن اللاعبين بأقل مصاريف، وكسب مداخيل كبيرة من خلال صفقات انتقالهم إلى الاندية الوطنية والاوروبية، كما تمكنوا من تحقيق نتائج جيدة، والدليل احتلال الفريق للمركز الثالث في الموسم الماضي وهو الآن يتألق في المنافسة القارية دون انتداب أي لاعب».
واختتم برناوي «على الشركات التي ستدخل عالم الرياضة أن تقتدي بأكاديمية بارادو لتكون مثالا للنجاح ونتمنى كل الاندية تحذو حذو هذا النادي»
مشكل الملاعب في العاصمة ظرفي
ومن جهة أخرى اعتبر وزير الشباب والرياضة أن مشكل الملاعب التي تعاني منه الأندية العاصمية في الفترة الحالية «ظرفي» وأن الأزمة ستحل قريبا، بإعادة فتح الملاعب الأخرى التي تخضع حاليا الى أشغال التهيئة، وتدشين منشآت جديدة في المستقبل القريب.
وأوضح برناوي، «يجب وضع النقاط على الحروف، مشكل الملاعب في العاصمة هو ظرفي فقط، وهناك ملاعب تبنى أبرزها بالرويبة وهو ملعب رائع، حيث سيتم استلامه في غضون الأسابيع القادمة، وهناك منشآت كروية أخرى تخضع الى إعادة التهيئة على غرار ملعب 20 أوت 1955».
وأضاف «ستزول أزمة الملاعب في ولاية الجزائر نهائيا بعد تسلم ملعبي براقي والدويرة علاوة على ملعب 5 جويلية الأولمبي».
وأوضح برناوي أن استضافة الجزائر لنهائيات البطولة الافريقية للاعبين المحليين في 2022 لكرة القدم، يفرض عليها استلام الملاعب الجديدة وإعادة تهيئة الموجودة قبل انطلاق الموعد القاري.
وقال ايضا «استضافة الجزائر للبطولة الافريقية للمحليين في 2022، يحتم علينا إعادة تهيئة الملاعب في القطر الوطني، وليس فقط في العاصمة. هناك الملعب الكبير بمدينة سطيف الذي يجب الإسراع في بنائه، ولم لا نبنى ملعبا كبيرا في الجنوب اين توجد امكانيات بشرية معتبرة».
كما كشف مسؤول القطاع أن مدينة سيق بولاية معسكر استفادت من ملعب يتسع ل20 الف متفرج بتكلفة غير مكلفة وبمقاييس عالمية، وهو ما اعتبره «نموذجا» لبناء وتشييد ملاعب في شتى ارجاء الوطن.
واختتم قائلا «ملعب سيق بمعسكر يعد تحفة رائعة، كما أنه لم يكلف سوى مبلغ مليار ونصف دينار ويتسع ل20 الف متفرج. نتمنى أن يكون هذا الملعب نموذجا كونه لا يكلف الخزينة العمومية الكثير، ويخضع للمقاييس المعمول بها لدى الفيفا مما سيسمح للأندية باستقبال مباريات قارية فيه» كما كشف وزير الشباب والرياضة، أنه سيتم تمرير قانونين يتعلقان بتنظيم المنافسات الرياضية وببطاقية المناصر، من اجل الإسراع في محاربة ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية التي عادت مؤخرا لتضرب من جديد.
وأوضح برناوي، «ننتظر دخول القوانين الجديدة المتعلقة بتنظيم المنافسات وبطاقية المناصر حيز التنفيذ، لأنها ستخدم الرياضة الجزائرية وستكون من بين الحلول الناجعة للقضاء على ظاهرة العنف في الملاعب».
وأضاف «هذين القانونين، اللذين صادقت عليهما الحكومة مؤخرا سيتم تمريرهما على البرلمان قريبا ليدخلا حيز التنفيذ، والمتعلقان بتنظيم المنافسات الرياضية لتوضيح مسؤولية كل طرف في التظاهرة، وكذا قانون بطاقية المناصر لتحديد هوية المشاغبين بهدف منعهم من الدخول مجددا الى المنشآت الرياضية تفاديا لإزهاق الارواح».
واعتبر الوزير ان العنف قد بلغ الحد الذي يجب فيه «التعرف على هؤلاء المشاغبين الذين لا يمثلوا سوى أقلية صغيرة لكنها قد تلعب دورا خطيرا وسط الاغلبية».
وندد برناوي بأعمال الشغب التي جرت خلال مباراة شبيبة القبائل-شباب بلوزداد (0-3) يوم الثلاثاء، برسم الجولة الخامسة من بطولة الرابطة الاولى المحترفة لكرة القدم.
وقال ايضا «لم تمض سوى خمس جولات من البطولة، وها نحن نقف على أحداث عنف متجددة في الملاعب وهذا امر غير مقبول».