باشر الديمقراطيون في واشنطن الخطوة الأولى في إجراءات عزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشبهة أنه طلب من نظيره الأوكراني التحقيق حول خصمه السياسي جو بايدن، في خطوة نادرة أحدثت زلزالا في واشنطن لكن فرصها بالنجاح تبقى ضئيلة.
وأعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الديمقراطية نانسي بيلوسي، مساء الثلاثاء، فتح تحقيق رسمي بهدف عزل الرئيس دونالد ترامب المشتبه بانتهاكه الدستور عبر السعي للحصول على مساعدة دولة أجنبية (هي أوكرانيا) لإلحاق الضرر بخصمه الديمقراطي جو بايدن.
واعتبرت بيلوسي أن «تصرفات رئاسة ترامب كشفت عن الحقائق المشينة لخيانة الرئيس لقسمه وخيانته لأمننا القومي وخيانته لنزاهة انتخاباتنا». وأعلنت «أن مجلس النواب يفتح تحقيقا رسميا لعزل» الرئيس.
إجراءات معقدة
وطلبت بيلوسي من اللجان النيابية الست التي تجري أصلا تحقيقات بشأن الرئيس الجمهوري أن تضع نفسها في إطار هذا الإجراء.
ويعني هذا الأمر أنه في حال جمعت هذه اللجان أدلة كافية، فسيكون بإمكانها توجيه لائحة اتهام إلى الرئيس، يشار إلى طرحها في جلسة عامة لكي يصوت عليها مجلس النواب مجتمعا.
وبما أن الديمقراطيين يتمتعون بالأغلبية في مجلس النواب، فإن توجيه اتهام إلى ترامب بهدف عزله هو خطر يحدق بقوة بالرئيس الجمهوري.
ولابد لأي تصويت على عزل الرئيس أن يحصل على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ كي يتم بالفعل عزل الرئيس، وهو أمر لم يسبق حصوله في تاريخ الولايات المتحدة. فإذا كان مجلس النواب هو الذي يوجه الاتهام للرئيس بهدف عزله فإن مجلس الشيوخ هو الذي «يحاكمه».
ونظرا إلى أن الديمقراطيين ليسوا سوى أقلية في مجلس الشيوخ فإن احتمال تصويت أغلبية الثلثين لصالح عزل ترامب أمر مستبعد تماما.
ومن نيويورك حيث حضر قمة حول المناخ في مقر الأمم المتحدة، وصف ترامب الإجراءات التي أطلقها خصومه الديمقراطيون بأنها «حملة مطاردة نتنة».
وقال في تغريدة على تويتر «يوم بمثل هذه الأهمية في الأمم المتحدة، كثير من العمل وكثير من النجاح، لكن الديمقراطيين قرروا إفساد كل شيء حملة مطاردة نتنة. أمر سيء جدا لبلدنا». وفي تغريدة أخرى كتب ترامب بالخط العريض «تحرش بالرئاسة!».
قضية أوكرانيا
وما زاد من المطالبات ببدء إجراءات عزل، فضيحة عن مسعى مفترض من ترامب للضغط على الرئيس الأوكراني المنتخب فولوديمير زيلنسكي، لفتح تحقيق بشبهات فساد بحق بايدن ونجله هانتر الذي مارس أعمالا في الدولة الواقعة بشرق أوروبا.
وتفجرت الفضيحة في أعقاب شكوى من عميل سري في الاستخبارات الأميركية بشأن محادثة هاتفية بين ترامب وزيلنسكي في 25 جويلية.
وسعيا للتصدي لاحتمالات إجراءات العزل أعلن ترامب أنه سيكشف عن فحوى المكالمة.
وكتب في تغريدة «سترون أنه كان اتصالا وديا جدا ولائقا تماما، ما من ضغط، وخلافاً لجو بايدن وابنه، لا مقايضة».
ولم يسهم قرار ترامب الإعلان عن فحوى المحادثة كثيرا في تهدئة الديمقراطيين الذين يطالبون البيت الأبيض بالكشف أمام الكونغرس بمحتوى الشكوى المقدمة من عنصر الاستخبارات والتي يعتقد أنها تحتوي على أدلة إضافية عن مخالفات.
سابقة
ووفق مجلة «سلايت» الأمريكية، لم ينجح الكونغرس من قبل في إقالة رئيس، فقد تم التحقيق مع الرئيسين السابقين «أندرو جونسون» في عام 1868 و»بيل كلينتون» في عام 1998، لكن لم تتم الإطاحة بهما في نهاية المطاف، بينما استقال»»ريتشارد نيكسون» في عام 1974 لتجنب الإقالة شبه المؤكدة.