لم ينتظر مجموعة من شباب مدينة عنابة السلطات المحلية للتحرك وتهيئة الأحياء وجهر البالوعات التي تسببت الشتاء الماضي في فيضانات عارمة وخسائر مادية وبشرية أيضا، حيث بادروا إلى الاتكال على أنفسهم والتشمير على سواعدهم لتنظيف شوارعهم ومختلف البالوعات المتواجدة بها، حتى لا يتكرر نفس السيناريو الذي شهدته عنابة السنة الماضية.
بات سكان بونة يتخوّفون من سقوط قطرات من الأمطار، على اعتبار أنها تسبب كوارث طبيعية بعديد الأحياء وشوارع المدينة، وما ينجم عنها من غرق للمنازل واهتراء للطرقات، التي تتحول إلى برك وأوحال تحول حياة السكان إلى معاناة حقيقية.
هذه الظواهر التي تتكرّر كل سنة تكشف عن تقاعس السلطات المحلية في أداء دورها المنوط بها، معتمدة على سياسة «البريكولاج»، حيث أنه بالرغم من تجند عمال البلديات لتسريح وجهر البالوعات، مع اقتراب موسم الشتاء إلا أن «دار لقمان على حالها» ليبقى سكان بونة يتكبدون الخسارة، ويعيشون رعبا حقيقيا خاصة من يفترشون البيوت القصديرية ويعيشون بالطوابق الأرضية.
وعلى هذا الأساس، لم يقف بعض شباب بونة موقف المتفرج، حيث بادروا في سابقة استحسنها الكثيرون إلى تنظيف البالوعات من الأوساخ، وعلى رأسهم شباب حي 150 مسكن ببلدية الحجار، المتضرر الأكبر من الفيضانات التي شهدتها عنابة الشتاء الفارط، والتي أدت إلى غرق مركب الحجار ومدارس وعديد المنازل، ناهيك عن تسجيل سقوط ضحايا الأمطار التي تفضح في كل مرة غياب المسؤولين بعنابة.
كما انتهج شباب حي العلمة وخرازة ببلدية واد العنب نفس المبادرة، حيث قاموا بحملة نظافة واسعة تخللها جمع القمامة والنفايات، وهي العملية التي تواصلت إلى ساعات متأخرة من الليل لتفادي الانسداد على مستوى قنوات صرف مياه الأمطار وقنوات الصرف الصحي.
وينتظر سكان بونة تجسيد مشروع حماية عنابة من خطر الفيضانات، لا سيما بعد أن أكد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بعنابة توفيق مزهود على ضخ السلطات المركزية 1700 مليار في خزينة الولاية، والموجهة لتجسيد هذا المشروع على أرض الواقع وحماية سكان بونة من الكوارث الطبيعية التي باتوا يواجهونها كل سنة مع سقوط الأمطار، إلى جانب تخصيص 200 مليون دج لجهر الأودية المتواجدة بعنابة والتي تعتبر السبب الرئيس للفيضانات.
...وقافلة تحسيسية بالمسيلة لتجنّب أخطار الفيضانات
نظّمت مصالح مديرية الحماية المدنية بالمسيلة قافلة تحسيسية تجوب مختلف المناطق المعرضة للفيضانات تحت شعار «أمطار بدون أضرار» بمشاركة مختلف الفاعلين من جميع القطاعات عملا بالمخطط الولائي للتدخل ضد أخطار الفيضانات قصد توعية المواطن بحجم الضرر الذي تسببه بعض التصرفات غير المسؤولة منه.
أعطى والي المسيلة الشيخ العرجا إشارة انطلاق القافلة من أمام مقر الولاية بمشاركة كل الدرك الوطني، الأمن الوطني، مديريات البيئة، الموارد المائية، التجارة، الأشغال العمومية،الديوان الوطني للتطهير، مركز الردم التقني، الكشافة الاسلامية الجزائرية، بعد أن تلقى الوالي شروحات مفصلة حول دورة القافلة.
كانت البداية بزيارة متوسطة الشهيد يحياوي محمد الطاهر بحي الكيا، وإعطاء نصائح وتوجيهات وإرشادات للوقاية من أخطار الفيضانات ومختلف الإجراءات الواجب اتخاذها بعد وقوع الكارثة، كما تلقى الطاقم التربوي شروحا حول الإسعافات الأولية في جميع الحالات الطارئة.
ومن بين التصرفات غير المسؤولة التي يقوم بها المواطنون وتتسبّب في إحداث الفيضانات، رمي القمامة في قنوات الصرف الصحي وقنوات تصريف مياه الأمطار وحتى في البالوعات دون اكتراث، وهو ما يتسبب في انسدادها وارتفاع منسوب المياه الذي يدخل البيوت، وكذا قيام الكثير من المواطنين ببناء مساكن على أطراف الأودية التي تفيض، وتكون المساكن أحد ضحاياها، كما يعاب على السلطات المسؤولة غياب الرقابة على البناءات الفوضوية والسكنات الهشة، وعدم تنظيف البالوعات مع بداية موسم الأمطار.
المسيلة: عامر ناجح