أحيت، أمس، ولاية قسنطينة، الذكرى 63 المخلدة لاستشهاد البطل «زيغود يوسف» قائد الولاية الثانية التاريخية ومهندس هجومات 20 أوت 1955 وهذا في معركة « وادي بوكركر» الشهيرة في 23 سبتمبر1956.
وقد احتضنت دار الثقافة « مالك حداد بهذه المناسبة التي حضرها والي الولاية والسلطات المحلية ندوة تاريخية ومعرضا للصور والوثائق التاريخية والكتب وإصدارات وزارة المجاهدين، إضافة الى تكريم عائلة البطل الشهيد زيغود يوسف.
وفي مداخلته « طفولة وبداية نضال الشهيد زيغود يوسف» عرج بالحضور الدكتور «علاوة عمارة « أستاذ التاريخ بكلية الآداب بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى الأصول الاجتماعية لهذا البطل وأهم التواريخ التي سجلت حياته الاسرية والنضالية الحافلة والتي كانت انطلاقاتها من بلدية «السمندو» وتنقلاته إلى منطقة خنشلة ثم عودته الى مسقط رأسه، تحضيره للثورة التحريرية وأيضا لمؤتمر الصومام الشهير، وحتى سقوطه شهيدا رفقة أربعة من رفاقه في معركة « وادي بوكركر» في 23 سبتمبر 1956، بعدما نصبت له فرنسا كمينا استشهد فيه استشهاد الأبطال، مع العلم أن المحاضر أرفق محاضرته بالكثير من الوثائق الإدارية وتقارير إدارة الاستعمار والصور عن زيغود يوسف منذ التحاقه بمقاعد الدراسة، نضاله وحتى تاريخ استشهاده.
الأستاذ الباحث « رياض شروانة « من الجامعة الفرنسية باريس الأولى، أكد في محاضرته» محطات في تاريخ قائد الولاية الثانية الشهيد زيغود يوسف من خلال وثائق الثورة 1954/ 1957، على أن مجموعة كبيرة من وثائق ثورة التحرير التي كانت بحوزة ابطل « زيغود يوسف» يوم استشهاده صادرتها الجهات الفرنسية وهي محفوظة بـ»فان سان» في باريس بفرنسا، وليس كما يقال عنها أن الشهيد « زيغود» أحرقها قبل استشهاده، ومن هذه الوثائق حسب الباحث الكثير من القرارات حول مؤتمر الصومام والتحضير للثورة التحريرية ومذكراته التي كتبها بخط يده شخصيا، حيث خلص المحاضر إلى أن البطل زيغود يوسف كان له الفضل الكبير في لم شمل الرفاق الفرقاء كما أبرز ذكاء واستراتيجية كبيرة في أحداث 20أوت 1955، وقدم المحاضر في هذا العرض محطات وتواريخ كثير في الحياة النضالية للشهيد.
من جهته، وفي تصريح لـ « الشعب» قدم المجاهد « يوسف بوعندل « عضو أمانة ومجلس المنطقة التاريخية الثانية شهادة عن الرجل قال فيها إن الشهيد «زيغود يوسف « يرجع له الفضل الكبير في إحداث 20 أوت وإعادة اللحمة بين أفراد الثورة حيث فكر الشهيد لمدة شهرين قبل أن يقرر القيام بعملية الشمال القسنطيني التي سجلت القطيعة بين عهدين فوصلت بذلك بالثورة إلى نقطة اللارجوع وفي الأخير إلى النصر الأكيد فيعود فيها الفضل كما أضاف إلى إيمان زيغود الراسخ حيث استخار الله واستشار فيها رفاق السلاح.