شهد مركز الناحية الواقعة قرب جبال موقورنو ببلدية سي المحجوب، البرواقية، مراقبة شديدة من طرف الطائرات العمودية الفرنسية التي كانت تقتفي أثار المجاهدين بالمناطق المحرمة، خاصة حينما تكون مغطاة بالثلوج لسهولة عملية الاستكشاف، وبالفعل اكتشفت الطائرات العمودية ذلك اليوم 21 فيفري 1962 آثار أقدام على الثلج فتتبعتها، حتى تمكنت من تحديد مكان تواجد المجاهدين، ومن ثمة أرسل العدو الطائرات المقنبلة وطائرات عمودية مقاتلة نحو المركز، وقد دامت عملية القصف حتى غروب الشمس، حيث أسفر هذا القصف الجهنمي عن استشهاد المجاهدين الأربعة عشر جميعا.
وفي صبيحة الغد، أي 22 فيفري من نفس السنة، واصلت طائرات العدو عملياتها الاستكشافية في المنطقة وحوالي الساعة العاشرة صباحا، كان فوج من مجاهدي الكتيبة الزوبيرية رفقة أحمد فراش، المدعو سي اللوحي، متمركزا بمكان مرتفع يقع بالقرب من المركز الذي كان يتمركز به سي طحطوح، ورفاقه الذين استشهدوا بعد تعرضهم للقصف في اليوم الأول، لهذا قام العدو بعملية إنزال لبعض قواته بواسطة الطائرات العمودية في هضبة منبسطة كان يتمركز بالقرب منها، أحمد اللوحي ورفاقه استعدادا للمعركة.
وبمجرد إتمام عملية الإنزال بادر المجاهدون، الذين كانوا مجهزين بأسلحة أوتوماتيكية متطورة، بإطلاق نيران كثيفة على طلائع قوات العدو حتى تمكنوا من إبادتهم، وهنا كفّ العدو على عميلة الإنزال التي كبّدته خسائر بشرية فادحة، واتجه إلى استعمال الطائرات العمودية المقاتلة والطائرات المقنبلة الأخرى لقصف موقع المعركة، حيث يتمركز المجاهدون، وبعد ساعتين من القصف الجهنمي الكثيف سقط في ميدان الشرف ثمانية من مجاهدي الفوج، بينما تمكن ثلاثة مجاهدين من الانسحاب سالمين.
لقد استشهد في هذه المعركة 22 شهيدا خلدوا أسماؤهم في سجل التاريخ، كانوا يشكلون فصيلة من فصائل الكتيبة الزوبيرية. وللتذكير، فإن بعض جنود هذه الفصيلة مازالوا أحياء وهم الذين أدلوا بشهادتهم، ومن شهداء المعركة: فراش أحمد المدعو سي أحمد اللوحي مسئول عسكري بالمنطقة الثانية، بن الدين عبد الرحمان المدعو طحطوح مسئول بذات المنطقة، خليل الشرفي محمد المدعو الأرتيفيسي مسئول الأخبار بالناحية الأولى، بوعبدلي مصطفى المدعو البليدي مسئول سياسي بالناحية الأولى، بن عيسى ملائكة، أحمد الحناشي، حشلاف، محمد بوضة، وبوجمعة محمد.