بدأت سحب الأزمة السياسية التي لا تزال البلاد تشهدها منذ قرابة سبعة أشهر تنقشع تدريجيا بعد إعلان أكثر من عشر شخصيات ترشحها لانتخابات الـ12 ديسمبر القادم، في خطوة تؤكد أن الموعد الانتخابي الرئاسي سيكون خطوة حاسمة لإنهاء الأزمة والتوجه إلى مرحلة جديدة في بناء الجمهورية، مع استمرار الحراك الشعبي السلمي في مشهد ديمقراطي قل حضوره في العالم الثالث.
لم يمض أسبوع على استدعاء الهيئة الناخبة ليوم 12 ديسمبر حتى سارعت بعض الشخصيات الوطنية إلى سحب استمارات التوقيعات وفق ما ينص عليه القانون العضوي للانتخابات، و تعد الخطوة تمهيدا للطريق إلى التوجه نحو الاقتراع الذي بات هو الحل الوحيد لتفادي مزيد من تعمق الأزمة السياسية رغم استمرار الحراك الشعبي السلمي في ظل دعوات شعبية وحزبية إلى ضرورة تفادي الخلافات الشخصية حفاظا على مصلحة البلاد.
في سياق السباق نحو قصر المرادية أعلن علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات عن نيته الترشح رسميا للانتخابات الرئاسية، وقال رئيس الحكومة الأسبق في منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،أول أمس، «انه بعد الاطلاع على المرسوم الرئاسي رقم 19-245 المؤرخ في 15 سبتمبر 2019، المنشور في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والمتضمن استدعاء الهيئة الانتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية، ليوم الخميس 12 ديسمبر 2019؛ وطبقا للتشريع المعمول به والمتعلق بالانتخابات ألرئاسية وجهتُ، في هذا اليوم، 19 سبتمبر 2019، رسالة إلى السيد رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، أُعلمه، من خلالها، بنيتي في تكوين ملف الترشح لانتخاب رئيس الجمهورية».
وأوضح بن فليس بأن موضوع المشاركة في هذا الانتخاب من عدمها سيُفصل فيه خلال الدورة المقبلة للجنة المركزية للحزب و ذلك طبقا للقانون الأساسي للحزب و نظامه الداخلي و كذا النظام الداخلي للجنة المركزية، قائلا « و أنا أقوم بهذا الإجراء المتعلق بسحب مطبوعات الاكتتاب الفردية، يجدر بي التوضيح أن القرار النهائي بعود للجنة المركزية». وبهذا يكون بن فليس أول الشخصيات السياسية معرفة لدى الرأي العام الوطني قد أعلن رسيما نيته الترشح للرئاسيات.
إضافة إلى بن فليس سحبت عشر شخصيات مختلفة الانتماء السياسي استمارات الترشح للرئاسيات، وهو ما يؤشر على اقبال عدد كبير من الراغبين في الترشح.ومن المتوقع أن تكون رئاسيات 12 ديسمبر حاسمة ومليئة بالمفاجآت بعد المؤشرات الأولية عن التنافس المحموم الذي قد يسجل مع بداية الحملة الانتخابية بعد وجود أنباء عن مشاركة شخصيات كبيرة للظفر بكرسي قصر المرادية، لاسيما في وقت تسجل فيه البلاد مرحلة جديدة واستثنائية من تاريخها السياسي بعد إنهاء نظام العصابة الذي دام عشرين سنة من الحكم، وهدم بفضل الشعب الذي خرج في مسيرات شعبية مطالبة بالتغيير رافقتها المؤسسة العسكرية بكل سلمية.