احتضن فندق «نيو داي» بحسين داي، أمس الثلاثاء، الندوة الصحفية المتعلقة بالطبعة الثانية عشرة من المهرجان الثقافي الدولي للشريط المرسوم «فيبدا»، التي تجري فعالياتها من 1 إلى 5 أكتوبر المقبل بساحة رياض الفتح، تحت شعار «الأبطال الخارقون في الجزائر». وفيما استعرضت محافظة المهرجان دليلة نجم برنامج التظاهرة، أكد السفير الأمريكي بالجزائر جون ديروشر على المشاركة النوعية لبلاده باعتبارها ضيف شرف هذه الدورة.
سيهيمن الأبطال الخارقون بشكل رئيسي على برنامج الطبعة الثانية عشرة للشريط المرسوم، الذي يأتي شعارها في ذات السياق. وستكون الأيام الخمسة التي تجري فيها فعاليات المهرجان فرصة للاقتراب أكثر من الشريط المصوّر الأمريكي، المعروف باسم «الكوميكس»، والذي سيكون ضيف شرف هذه الدورة. هو بعض ممّا تطرّقت إليه دليلة نجم، محافظة التظاهرة، خلال الندوة الصحفية التي نشّطتها أمس الثلاثاء.
من جهته، عبّر سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر جون ديروشر عن سعادته بنزول بلاده ضيف شرف على المهرجان، وهو ما يدعّم التبادل الثقافي بين البلدين، واعدا ببرنامج أمريكي ثري خصوصا مع خبرة وصيت المشاركين الأمريكيين في التظاهرة، وهو ما سيشكّل سانحة لنقل جزء من هذه الخبرة إلى المبدعين والمهتمين الجزائريين.
وحسب برنامج التظاهرة، سيحتضن جناح الولايات المتحدة الأمريكية معرض مؤلفي «مارفل» و»دي سي كوميكس». وتتطرق محاضرة «80 عاما من باتمان» إلى هذا البطل الذي يعتبر واحدا الأبطال الخارقين الأكثر شهرة في العالم، وسيعود هذا اللقاء إلى مغامرات هذه الشخصية منذ ظهورها في مجلة «ديتيكتيف كوميكس». كما يتطرق لقاء آخر إلى السر وراء النجاح العالمي للشرائط المرسومة الأمريكية، وأبطالها على غرار كابتن أمريكا، سبايدر مان، سوبرمان، وغيرهم.
كما ستكون هذه الطبعة فرصة لاكتشاف الشرائط المصورة البولندية لأول مرة في المهرجان، من خلال تقديم البطل البولندي Thorgal»، وكذا لقاء شخصية «سبيرو» الشهيرة، والتي تحتفل بعيد ميلادها السبعين. دون نسيان المشاركة البلجيكية والإسبانية.
ويشهد المهرجان مشاركة الفنانين الجزائريين من الجيل الأول الاحتفاء بخمسينية «مقيدش»، «هذه المجلة الأسطورية التي ظهرت عام 1969، والتي أحبها الشباب الجزائري في ذلك الوقت والتي بقيت راسخة في أذهان محبيها إلى يومنا هذا»، كما تقول محافظة التظاهرة.
وقد ظهرت مجلة «مقيدش» بمبادرة من المرحوم عبد الرحمن مدوي، مدير إدارة النشر في الجمعية الوطنية للنشر والتوزيع «Sned»، وجمعت رسامين على غرار محمد أرام، أحمد هارون، ومنور مرابطين المدعو «سْليم»، والراحل محمد بوسلة ومحمد مزاري المدعو «ماز». وكانت هذه أول مجلة شريط مرسوم جزائرية لفريق مكون من عشرين مصممًا شابًا، وقد تمّ إخراج 31 عددا بين عامي 1969 و1974، بمساهمة الرسام والكاتب السينمائي البرتغالي المنفي في الجزائر، هنريك أبليز المدعو «كابيتيا»، والمخرج السينمائي والكاتب لمين مرباح، والصحفي والكاتب السينمائي بوخالفة أمازيت.
ورشات ومحاضرات بالجملة
وفيما يخص الورشات التي يحتضنها المهرجان، نذكر فضاء «واعمر حجة»، حيث سيستمتع الأطفال بورشات تكوينية في ورشة الرسم والتلوين، مكياج «مانغا»، إعادة التدوير، مسابقة للرسم والبحث عن الكنز.
واحتفالا بالذكرى الثلاثين لتوقيع الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، تنظم محافظة المهرجان بالتعاون مع «يونيسف» ورشة عمل لإنشاء ألبوم ملون مع الأطفال حول موضوع «30 سنة من حقوق الطفل».
ولا يخلو البرنامج من أنشطة في محيط المستشفيات: العيادة المركزية للحروق باستور، قسم أورام الأطفال بمستشفى مصطفى باشا، قسم طب الأطفال بمستشفى بارني.
ويعود «كرونيكاس» مرة أخرى هذا العام، بصحبة مؤلفين بلجيكيين وكوبيين وذلك من خلال ورشة عمل بقاعة العرض «الخيمة العملاقة». كما يقترح المهرجان ورشة شريط مرسوم موضوعها «العنف ضد المرأة». من جهة أخرى، تعد فقاعة القراءة المكان الوحيد الذي يمكن من خلاله قراءة القصص المصورة المجانية من جميع أنحاء العالم، من بين أكثر من 3000 عنوان، وذلك كل يوم، من الساعة 10 إلى الساعة 12 ومن الساعة 14 إلى الساعة 16.
ويشمل البرنامج عددا كبيرا من المحاضرات واللقاءات، كالمحاضرة حول الشريط المرسوم الإسباني واقتراح وسائل وروابط ترافق الأشرطة المرسومة العربية في البحث عن مساراتها الخاصة. والمحاضرة بعنوان «عالم النشر: الشريط المرسوم.. هذا الفن الفقير»، ويدور موضوعها عن النسبة الضئيلة جدا التي يمثلها الشريط المرسوم في الجزائر والتي لا تتعدى 1 ٪ من الإنتاج، مقابل 4 إلى 5 ٪ في دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان. أما الرسام والناشر والمترجم القادم من ستوكهولم «فابيان غورانسون»، فسيتحدث عن حياته المهنية، ويوميات سفره، وخاصة الواقع الذي يرويه في الشريط المرسوم، وذلك في لقاء عنوانه «سرد الواقع في الشريط المرسوم». فيما تعرّج محاضرة «الشريط المرسوم البولندي، حياة ورحلة البطل «Thorgal على «روزينسكي» وهو رسام شريط مصور اشتهر برسوماته التاريخية عن هذه الشخصية.
للتذكير، فقد تأسّس المهرجان الدولي للشريط المرسوم (FIBDA) سنة 2008، وحاول العمل على الترويج للتراث الإبداعي للشريط المصور الجزائري منذ نشأته، ودعم المواهب الشابة وتنظيم دورات التدريب والتطوير التي يشرف عليها خبراء ودعمهم من خلال نشر أولى إبداعاتهم، وإيصال الشرائط المصورة الجزائرية إلى العالمية من خلال التبادلات الدولية، ودعوة العديد من المبدعين من جميع أنحاء العالم وإقامة علاقات وطيدة مع ممثلي «الفن التاسع» في العالم، لا سيما المهرجانات الرائدة.