أصيب مواطن موريتاني بجروح إثر انفجار قنبلة عنقودية مغربية عندما كان يمارس نشاط رعي المواشي في منطقة «ديرت» القريبة من الجدار المغربي، التي تبعد حوالي 90 كيلومترا عن منطقة تفاريتي الصحراوية.
ويتعلق الأمر وفق ما ذكرته وكالة الانباء الصحراوية (واص)، بالمواطن الموريتاني، عالي يسلم، من مواليد سنة 1989 والذي أصيب بجروح عند انفجار قنبلة عنقودية مغربية من نوع «بي ال أو 63». وذكرت الوكالة انه «في إطار المجهودات والتكامل التي يقوم بها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في مجال مساعدة الضحايا فقد قامت فرقة بنقل الضحية إلى مستشفى تيفاريتي».
يذكر أن المنطقة المحاذية للجدار المغربي هي أكثر المناطق تلوثا وكثافة بالألغام والقنابل العنقودية والأجسام المتفجرة الأخرى.
وترفض الدولة المغربية التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية التي تريد العمل في هذه المنطقة ولازالت لم توقع علي اتفاقيتي أوتاوا وأوسلو لحظر الألغام المضادة للأفراد والقنابل العنقودية.
ويناشد الصحراويون في كل مرة، الامم المتحدة الى التسريع في نزع الالغام التي زرعها الاحتلال المغربي والمقدرة بالملايين على طول الجدار العسكري والتي تواصل ازهاق أرواح الابرياء من أبناء الشعب الصحراوي. ووفق تقارير صحراوية فان القوات المغربية مستمرة في زرع الغام عوض تلك التي تجرفها السيول في فصل الشتاء.
وخلال ثمانينيات القرن الماضي، قامت المملكة المغربية بتشييد جدار فاصل يقسم أراضي الصحراء الغربية ويعبرها من شمالها لجنوبها، بطول 2700 كلم وبارتفاع ثلاثة أمتار. وأدى تشييد الجدار إلى فقدان التواصل بين عائلات صحراوية تعيش على جانبيه، كما تأثرت حياة البدو الرحل لفقدانهم مناطق يرعون فيها بماشيتهم ويتزودون منها بالماء.
وزرع الاحتلال المغربي ألغام مضادة للأفراد على عرض مئات الأمتار في محيط الجدار، مما يجعل الصحراء الغربية من أكثر المناطق الملغمة في العالم.
ووفق تقديرات مسؤولين صحراويين، فقد زرع المغرب ما بين خمسة إلى عشرة ملايين لغم.
وكانت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام قالت في تقرير سابق لها أنه «منذ وقف إطلاق النار قتل وجرح 300 شخص بسبب انفجار الألغام والقنابل العنقودية»، والسبب أن «الأمطار تجرف آلات الموت هذه إلى مناطق يفترض أنها آمنة».
وبحسب شهادات مختلفة، قتلت الألغام آلاف الجمال، كما أثرت على حياة النبات والحيوان في المنطقة.
وطالبت الجمعية الصحراوية لضحايا الألغام، المجتمع الدولي وبصفة خاصة الأمم المتحدة بالضغط على المغرب للانصياع لاتفاقيتي حظر الألغام والقنابل العنقودية (أوتاوا وأوسلو)، والسماح للمنظمات بتنظيف المنطقة العازلة لما تشكله من مخاطر على المواطنين ومواشيهم.