أكدت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، على هامش زيارتها التفقدية لولاية سيدي بلعباس أن الوزارة تواصل عملها لمرافقة وتفعيل إستراتيجية الإستثمارات الكبيرة في مجال المخططات البيئية وتثمين هذه الإستثمارات لجعلها مصدرا لخلق الثروة من خلال إنجاز عدة مشاريع بيئية منها مراكز فرز النفايات في إطار الشراكة الجزائرية البلجيكية والذي يمس حاليا 3 ولايات : سيدي بلعباس، معسكر ومستغانم.
أوضحت زرواطي أن مشكل تسيير ملف النفايات مرتبط بعدة عوامل، أهمها عدم تحيين مخططات جمع النفايات المنزلية على مستوى البلديات وعدم الأخذ بعين الاعتبار الجانب البيئي عند وضع المخططات السكنية بالإضافة إلى الإختلالات المسجلة في مستحقات مؤسسات جمع النفايات المنزلية المترتبة على عاتق بعض البلديات، وكذا نقص الثقافة البيئية وهي النقطة الأساسية التي تركز عليها البرامج المستحدثة من خلال توسيع هذه الثقافة لدى الناشئة ودعم البرامج تربوية الهادفة المتعلقة بطرق الحفاظ على البيئة وكيفيات التعامل مع النفايات والفرز الانتقائي.
استهلت الوزيرة زيارتها بمعاينة مركز الردم التقني للنفايات المنزلية ببلدية بن عشيبة الشيلية والذي تصل نسبة إنجازه إلى 90 بالمائة ومن المنتظر استلامه كليا مع بداية شهر نوفمبر المقبل وهو المشروع الذي من شأنه القضاء على المفرغات العشوائية وإعطاء طابع بيئي للمنطقة وحماية الأراضي الفلاحية من التلوث حيث يتربع على مساحة 5 هكتارات ويشمل 6 بلديات تقع مجملها بجنوب الولاية.
كما عاينت أيضا مركز الردم التقني للنفايات بسيدي بلعباس الذي يضم مركزين للفرز والتسميد لا يزالان قيد الإنجاز بعد تسجيل عدة عراقيل صعبت من مهمة تسليم المنشأتين في الوقت المحدد منها غياب الإمداد الكهربائي وإنزال التربة على عمق أكثر من 4 أمتار على مساحة 5000 متر مربع، وقد بلغت نسبة إنجاز مركز الفرز 90 بالمائة وهو المركز الذي سيباشر الإنتاج الفعلي مع حلول شهر سبتمبر بعد الفراغ من التجارب الأولية وتكوين عمال وإطارات مركز الردم التقني ووحدة التسميد العضوي في مجال استغلال والتحكم في التجهيزات الحديثة للدعم والتسيير المدمج للنفايات من قبل الخبراء البلجيكيين والخبراء الجزائريين التابعين للوكالة الوطنية لتسيير النفايات.
وسيسمح مركز الفرز بانتقاء مواد البلاستيك، الحديد، الزجاج والورق بهدف إعادة تدويرها، حيث يستقبل على سبيل المثال سنويا 390 طن من البلاستيك، هذا ووصلت نسبة إنجاز مركز التسميد إلى 75 بالمائة ويعتبر من المنشآت المتخصصة في تسيير النفايات التابعة للمشروع النموذجي الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للنفايات والذي يندرج ضمن إطار التعاون البلجيكي الجزائري في مجال التسيير المدمج للنفايات.
وكانت إنطلاقته بداية 2017 بعد خضوع عماله لتكوين من قبل الوفد البلجيكي المختص في مجال تسيير النفايات، حيث سيقوم المركز الذي يعد الأول من نوعه بالجهة الغربية للوطن بتثمين النفايات العضوية من خلال جمع النفايات الخضراء وتحويلها لسماد فلاحي.
وحسب مصلحة النفايات الصناعية والحضرية فإن وحدة التسميد العضوي التي ستدخل حيز الاستغلال قريبا، سيستفيد منها فلاحو الولاية وحتى الولايات المجاورة إذ ستعمل على تحويل النفايات الخضراء التي مصدرها بقايا الخضر والفواكه بالأسواق وأوراق الأشجار، وكذا الأعشاب إلى سماد طبيعي بمنتوج يقدر بـ 10 أطنان في اليوم توجه إلى الفلاحين لما لها من أهمية ودور بالغ في تخصيب التربة والزيادة في المردود والإنتاج.
ووقفت الوزيرة على مشروع صناعة الألواح الشمسية الخاصة بالطاقات المتجددة على مستوى المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية وهي الوحدة التي دخلت حيز الإنتاج 2016، وتشغل حاليا 50 عاملا وإطارا متخصصا في هذا المجال فيما تصل قدرتها الإنتاجية السنوية إلى 20 ميغاواط حاليا وتسعى لرفعها مستقبلا إلى 60 ميغاواط ليتوسع بذلك نطاق تسويق منتوج الوحدة وطنيا بعد نجاح تجربة تسويقها محليا ليشمل العديد من الورشات والمناطق بالوطن من خلال تدعيم بعض المشاريع ذات الطابع السكني بالألواح الشمسية عبر إطار إتفاقيات مع الجماعات المحلية في كل مدينة سيدي عبد الله بالجزائر.