جرت، أمس، في تونس الانتخابات الرئاسية المبكرة التي دعي إليها أكثر من سبعة ملايين ناخب لاختيار رئيس، في استحقاق يشهد منافسة غير مسبوقة، وسط إجراءات أمنية استثنائية.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها بدءاً من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي على أن تغلق في الخامسة مساء في كل الولايات، باستثناء بعض المكاتب التي ستغلق قبل ساعتين لدواع أمنية بسبب وقوعها على الحدود الغربية للبلاد.
وأقبل التونسيون من مختلف الفئات العمرية أمس، بقوة على مكاتب الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية جديد بحيث شكلوا طوابير طويلة منذ الساعات الأولى، فيما جرت العملية وسط إجراءت أمنية مشددة.
واصطف العشرات من الناخبين أمام مراكز التصويت لاختيار رئيسهم الجديد الذي سيخلف الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي توفي في 25 جيويلية الماضي عن 92 عاما.
وأدى الناخبون واجبهم الانتخابي وسط إجراءات أمنية مشددة بحيث تم تجنيد حوالي 70.000 شرطي و32.000 عنصر من الجيش.
وكان هذا الاقبال الكبير للناخبين على مكاتب الاقتراع متوقعا من قبل متتبعي الساحة السياسية التونسية بالنظر إلى التنافس بين مختلف التيارات السياسية المشاركة والحماس الذي أثارته الحملة الانتخابية لدى التونسيين والتي تميزت لأول مرة في تاريخ البلد بنقاشات سياسية مباشرة بين المترشحين ال26 لرئاسة الجمهورية.
وكانت نسبة المشاركة الأخيرة في انتخابات سنة 2014 ب 5ر64 بالمائة. و نقلت وسائل اعلام محلية أن مختصين في الشأن «يتوقعون تجاوز النسبة الى حد كبير».
إجراءات استثنائيّة
ويذكر أن الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات، التي تسهر على تنظيم الانتخابات، قد اتخذت اجراءات استثنائية في بعض الدوائر، من خلال فتح مكاتب الاقتراع ابتداء من الساعة العاشرة صباحا إلى غاية الرابعة مساء بدلا من السادسة مساء مثلما هو الحال بالنسبة لباقي مكاتب الاقتراع.
ويشمل هذا الاجراء 242 مركز اقتراع و331 مكتب اقتراع موزعين على دوائر سيدي بوزيد وجندوبة والقصرين وقفصة.
وفي هذا السياق أشار رئيس الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات التونسية نبيل بافون إلى أن تعديل توقيت الاقتراع بالنسبة للمراكز والمكاتب المعنية أملته «اعتبارات أمنية».
كما أفاد بافون أن الاقتراع خارج الوطن والذي انطلق يوم الجمعة الفارط ليتواصل الى غاية يومي السبت و الأحد، «يجري في ظروف جيدة» عبر كل الدوائر الانتخابية.
وأبرز رئيس الدولة المؤقت محمد الناصر، الذي أدى واجبه الانتخابي في وقت سابق من صبيحة أمس، أن « كل المواطنين سواسية في الحقوق والواجبات».
وقد أدى رؤساء الأحزاب، كل واحد منهم على حدى، واجبهم الانتخابي على مستوى مكان إقامته.
ويرتقب الإعلان عن النتائج الأولية اليوم، والنتائج النهائية غدا الثلاثاء، وفي حالة اجراء دور ثان، فإنه سينظم بعد مرور 15 يوما.