أحدثت التّقلّبات الجوية التي عاشتها ولاية بومرداس المصحوبة بأمطار ورياح قوية، هلعا بين المواطنين خوفا من حدوث فيضانات في بعض المناطق والأحياء المعروفة بتجمع المياه والتجمعات السكنية المتواجدة على ضفاف الوديان، خاصة وأن هذه الأمطار الموسمية معروفة بقوتها وما تتركه سنويا من خسائر مادية في الطرق والبنى التحتية نتيجة غياب الصيانة وانعدام مخطط للوقاية على مستوى البلديات.
انتقلت صور الفيضانات التي غمرت عدد من أحياء العاصمة وشوارعها، وبعض المرافق العمومية التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي سريعا بين المواطنين خاصة في العاصمة، حيث سرعان ما انتقلت إلى المنطقة الشرقية بولاية بومرداس التي شهدت هي الأخرى رياحا قوية مصحوبة بأمطار ورعود تسببت في انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق، مع التخوف من حدوث فيضانات مفاجئة بسبب تجمع المياه نتيجة تقلص المنافذ والمجاري التي تبقى اغلبها غير مهيأة لاستقبال أمطار الخريف التي تكون عادة مصحوبة بالأتربة والمخلفات التي تجمعت طيلة أيام الصيف.
كما لا تزال بعض الأودية الرئيسية بولاية بومرداس منها واد يسر ووادي سيباو تشكل خطرا على المدن والتجمعات السكنية المجاورة، أبرزها على مستوى بلديتي عمال وبني عمران التي كثيرا ما شكّلت خطرا على السكان بسبب نقص التهيئة، وانعدامها في بعض المحاور ومخاوف فيضان سد بني عمران رغم الإجراءات المتخذة من قبل السلطات المحلية والوكالة الوطنية للسدود، وكذا الديوان الوطني للتطهير ومديرية الأشغال العمومية للقيام بأشغال التهيئة والصيانة وبناء جدار صد للحد من هذه المخاطر.
وأجمعت آراء المواطنين الذين علقوا على ظاهرة التقلبات السريعة لأحوال الطقس مع بداية شهر سبتمبر، «أن هذه الموجة الأولى من الأمطار تعتبر إنذارا للمسؤولين المحليين على مستوى البلديات، المطالبين بالتحرك من أجل القيام بأشغال التهيئة الضرورية لتنقية البالوعات ومجاري المياه ومعالجة النقاط السوداء المعروفة بالولاية تجنبا للمخاطر المحدقة بالمواطن وشبكة الطرقات، والعمل على إعادة تفعيل وتجسيد مشاريع تهيئة عدد من الأودية لحماية المدن من الفيضانات».
وتبقى العلميات التي يقوم بها الديوان الوطني للتطهير في تنقية البالوعات بمجموع حوالي 600 بالوعة و6 كلم من الأودية التي تتوسط المدن الكبرى على غرار واد طاطاريق بعاصمة الولاية ووداي الثنية وقورصو منذ شهر جوان الفارط غير كافية من الناحية العملية، خاصة وأن مخطط الحماية والوقاية يتطلب تجنيدا كبيرا لكل الهيئات والإدارات المحلية، وحتى المواطن نفسه لتجنب كوارث الفيضانات المحتملة وعدم تكرار تجربتي فيضانات دلس سنة 2007 التي خلفت خسائر مادية كبيرة وأرواح بشرية وواد يسر وواد الأربعاء، الذي أحدث هو الآخر أضرارا في أحياء بلدية سيدي داود ومرافقها العمومية قبل سنوات.