أثارت بعثات دبلوماسية صحراوية ودولية, خلال ندوة احتضنها مقر مجلس حقوق الإنسان الأممي مساء امس الأول، على هامش دورته العادية 42 في جنيف, مسألة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في الاراضي الصحراوية المحتلة والوضع الإنساني المقلق في مخيمات اللاجئين الصحراويين على ضوء النقص الذي شهدته مؤخرا من قبل الجهات المانحة.
جددت في هذا السياق, مجموعة جنيف لدعم الصحراء الغربية, خلال الندوة - حول موضوع ‘’حقوق الإنسان في سياق المساعدات الإنسانية’’- دعوتها للمفوض السامي لحقوق الإنسان إلى إستئناف برنامج البعثات التقنية إلى الصحراء الغربية بشكل دوري مرة كل ستة أشهر وتقديم تقرير عن حالة حقوق الإنسان خلال دورات المجلس, أو تقديم الأسباب التي أدت إلى منع مكتبها من الوصول إلى الصحراء الغربية المحتلة.
وأكدت البلدان أعضاء المجموعة في بيان شفهي - ألقته بعثة جنوب إفريقيا خلال الجلسة العامة لمناقشة البند2 من أشغال الدورة - أن «الأوضاع المزرية لحقوق الإنسان والإنتهاكات الخطيرة في الصحراء الغربية المحتلة أخذت منحى خطيرا مؤخرا, أبرزها الحملة القمعية ضد المدنيين الصحراويين في جويلية المنصرم في مدينة العيون المحتلة», معبرة في السياق ذاته عن تأييدها لدعوة منظمة العفو الدولية لإجراء تحقيق نزيه في استخدام أجهزة الاحتلال المغربي «للقوة المفرطة» خلال تلك الأحداث الدامية.
وأضافت المجموعة أن «الأحداث والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تشهدها المنطقة بشكل متكرر وممنهج ضد المدنيين العزل راجع إلى عدم منح بعثة المينورسو ولاية مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها التي تتمتع بها جميع عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في مختلف بقاع العالم».
واختتمت بعثة جنوب إفريقيا بيانها بتذكير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالالتزامات التي قطعتها على نفسها القمة العالمية الإنسانية الأولى التي عقدت في إسطنبول عام 2016, بشأن ضمان مساءلة الجناة والمتورطين في انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني.
وطالبت في هذا الصدد الوفاء بهذا الالتزام تجاه 173,600 صحراوي في مخيمات اللاجئين وأزيد من 600 صحراوي من ضحايا الاختفاء القسري لدى الإحتلال المغربي وعشرات الأسرى المدنيين المحتجزين في سجون الإحتلال المغربي على بعد مئات الكيلومترات عن عائلاتهم يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي والحرمان من الحق في الزيارة والرعاية الطبية.
وشكل الوضع الانساني للاجئين الصحراويين في مخيمات اللاجئين «بندا مهما» طرح على طاولة المفوضية السامية لحقوق الإنسان في جنيف وهو الامر الذي أكده وزير المياه والبيئة في الحكومة الصحراوية إبراهيم بوجمعة بومخروطة.
موغريني تدين
وصفت الممثلة السامية المكلفة بالسياسة الأمنية والشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي, فيديريكا موغريني, جريمةاغتيال الشابة الصحراوية, صباح عثمان أحميدة, شهر جويلية الفارط بالعيون المحتلة «بالمأسوية».
و في ردها على سؤال للنائب الاوروبي جواو فيريرا حول اعمال العنف المرتكبة ضدالمواطنين الصحراويين الذين خرجوا الى الشارع من اجل الاحتفال بطريقة سلمية بتتويج الجزائر بكأس امم افريقيا لكرة القدم و المطالبة بالحق في تقرير المصير, قالت السيدة موغريني ان «الاتحاد الاوروبي على دراية بحادثة الوفاة المأسوية لشابة صحراوية (24 سنة) بالعيون اثر تدخل قوات الاحتلال المغربية»,حيث استندت المسؤولة في ردها على بيان جبهة البوليساريو الذي اشار الى التدخل الذي قامت به قوات الاحتلال المغربية بإطلاق النار و استعمال خراطيم المياه ضد الحشود.