طباعة هذه الصفحة

في ندوة حول العلاقات المغاربية وإفريقيا الغربية

سفيرا السنغــال ونيجيريا يدعــوان لشراكـة اقتـصـادية قـوية مع الجــزائـر

حكيم/ب

أرجع المتدخلون في ندوة حول العلاقات بين الدول المغاربية ودول غرب إفريقيا، تأخر التعاون الاقتصادي في القارة السمراء، إلى تفضيل الدول التعامل مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والصين، في صورة تؤكد بُعد الخطابات السياسية عن الواقع الذي يتطلب إرادة أكبر وبراغماتية في عالم بات لا يرحم الوحدات السياسية الضعيفة.

قال كريم محمودي، رئيس كنفدرالية إطارات المالية والمحاسبة ـ التي نظمت الندوة ـ أن العولمة تفرض على الأفارقة التكتل جهويا وإقليميا لمواجهة التحديات، خاصة في ظل توفر أسواق واعدة وثروات هامة وموارد بشرية في المستوى، موضحا بأن صعوبات توحيد الجهود سياسيا غير مبرر لعدم إنشاء علاقات اقتصادية تساهم في تحسين المستوى المعيشي لسكان القارة السمراء.
ودعا سفير السينغال بالجزائر عمر ندياي إلى ترقية العلاقات العلاقات الاقتصادية الجزائرية السينغالية، ورفعها إلى مستوى العلاقات السياسية.
وشدد السفير على ضرورة إحياء اجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين والتي لم تجتمع منذ 1997، كما أن الاتفاقيات التي أمضتها دكار والجزائر لم تتجدد منذ سنوات الستينات والسبعينات، وهو ما زاد من صعوبة تجسيد التعاون الاقتصادي.
وعبّر ندياي عن أمله في أن تستثمر الجزائر في مجال الطاقة والتكوين المهني بالسينغال بالنظر للحاجات الكبيرة لتعزيز ودفع التنمية وتطوير البنية الاقتصادية، وقال في سياق متصل أن المبادرات بين البلدين ـ في سياق إعادة الحياة للعلاقات الاقتصادية ـ تبقى فردية من خلال زيارة رجال أعمال من البلدين لاستكشاف فرص إقامة مشاريع مشيدا بتطور الطلب على التأشيرة للسنغال من أجل السياحة، وكذا مواصلة التكوين في جامعات الطب التي تضمن تكوينا عالي المستوى في دكار بعد عمليات التوأمة التي أبرمتها مع جامعات فرنسية.

سفير نيجيريا يدعو الجزائريين للاستثمار في بلاده
دعا سفير نيجيريا، هراونا غينسو، المستثمرين الجزائريين إلى ولوج الاقتصاد النيجيري وإقامة مشاريع منتجة للثروة هناك في سياق تعزيز التعاون الإفريقي /الإفريقي أو الجنوب / جنوب، وهذا للتقليل من التبعية للغرب والصين.
و أوضح في مداخلة بالملتقى، أن الدول الإفريقية، كانت تحكمها علاقات اقتصادية قوية فيما بينها قبل أن تدمّر هذه التقاليد القوى الاستعمارية.
وثمّن السفير مجهودات دول المغرب العربي التي تحاول تحسين العلاقات مع دول غرب إفريقيا ومن بينها الجزائر التي توسع شبكات رحلاتها الجوية لتدارك النقص في مجال الخدمات وتمكين الفاعلين من اكتشاف فرص الاستثمار في غرب إفريقيا التي تضم أسواقا يفوق عدد سكانها 340 مليون نسمة، والتي تنتظر الاستثمار في مجالات الصناعة والنقل والاتصالات والطاقة والزراعة والموارد الطبيعية.
ودعا في سياق متصل، إلى تعزيز الاستثمارات في المجال البنكي لمرافقة المستثمرين الأفارقة الراغبين في تجسيد مشايعهم، داعيا إلى الاقتداء بالمغرب الذي ضاعف استثماراته في إفريقيا من 240 مليون دولار إلى 800 مليون دولار وحتى وارداته من الساحل الإفريقي تضاعفت من 250 مليون دولار إلى 500 مليون دولار.
ويأمل سفير نيجيريا من الجزائر، أن ترفع من قدراتها الاستثمارية، بالنظر لتجربتها في مختلف القطاعات الاقتصادية، فبالإضافة إلى الطاقة والصناعات الغذائية يمكن أن تستفيد الجزائر من أسواق نيجيريا لتسويق المواد الصيدلانية ومواد البناء والخزف طالما أن نيجيريا تستورد هذه المواد من الصين وأوروبا، كما أن المستثمر الجزائري بإمكانه أن يجسد مشاريعه بسهولة، وهذا في ظل عدم تجاوز المبادلات التجارية الجزائرية مع دول إفريقيا 1 بالمائة.