طباعة هذه الصفحة

خاطرة

مشـاعر مكدسة

سلمى قرين

أفهم جيدا معنى أن يحتاج الإنسان إلى الصراخ ... أن يحتاج الإنسان إلى الصراخ بعمق، وأفهم جيدا شعور أن تكون مكب هذا الصوت المزعج ..أفهم جيدا حجم المشاعر الحـزينة التي يحملها القلب بعد أن يضيف إلى ما يحـمله عناء ولوم الآخرين، أن لا تكون الشخص الذي جمع هذا الصراخ في نفسه لكنك تكون الضحية دائمـا، أن تقف وتقترب وتنظر بعمق، بحزن، بشوق إلى المرآة ... تقترب إلى حد أن يلامس أنفسك زجاجها، وكأنك تتعمد ذلك لربما يخترقها ...وتدخل نفسك وتنتشلها، أن يكون هناك من يرتجف مرضا منك ولا تدري أنت لماذا ...مع أنك تحمل كل هذه الأعباء لكنك لا تبالي ... ليس لأن المشاعر قتلت فيك ودفنت، لكنك لا تريد المزيد .... أن تتمنى الزوال ... الزوال لمدة فقط لتتحسن الأمور بداخلك، أفهم جيدا معنى أن يشعرك شخص بالعجز دائما ... حتى لواخترقت حياء السماء ورميت بنجومها على الأرض، ووزعت نفسك على زرقتها ... ستكون ناقصا ... لأنك لم تخترق القمر. أفهم جيدا أن تشعر أنك غير مرحب في حياة شخص ... والمحزن أنه حقيقة وليس شعور ... أن تكون على دراية بأنك في عين ذاك الشخص النقطة التي تنهي حديث ... أوالقطرة التي تفيض قارورة لتر أولترين ....بعد أن كان أرضا جافة، غرست فيه الأمل ودفعت ثمن هذا الغرس ... بينما احتجت لمن يسقيك لكن من شدة شحهم لم تجد من يدفع هذا الثمن لأجلك ... بعد أن كسرت قشرة النكد من عليك في بعض الأيام ... لازال يريد أن تبتعد.
يــمر الإنسان عادة بفترة لا يتقبل فيها نفسه ... ولا يتقبل أنفس الآخرين ... لكن في تلك اللحظات يكون على حقيقته .. فهو يجهل ربما أن حقيقة الإنسان تدفن في قلبه ...وتبقى بين أنفاسه، حتى لا يسبب الألم للآخرين ... ولأنني أدرك جيدا ربما ...آثار تلك الكلمات الخرساء على قلوبنا .. أفضل أن تنهد علي جدران غرفة على أن أسبب الألم لمن أحبوني بصدق ....