أكّد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي أنّ كتاب «ذاكرة فرد..تاريخ أمة» لعيسى قاسمي تأريخ وتوثيق لتاريخ الجزائر، مشيرا إلى أنّه يتحدّث فيه عن ذاكرة شعب ووطن بأكمله.
وقال عز الدين ميهوبي خلال ندوة فكرية لعرض كتاب «ذاكرة فرد..تاريخ أمة» نظّمها المجلس الأعلى للغة العربية أمس بمتحف المجاهد، أنّ عيسى قاسمي عندما فكّر في كتابة سيرته، وجد نفسه يكتب عن سيرة عائلته، وحين كتب سيرة عائلته وجد نفسه يكتب عن تاريخ أمّته، وحين كتب عن «توجة» وجد نفسه يكتب عن القبائل بأكملها.
وأشار ميهوبي والذي كتب مقدمة الكتاب أنّ الإصدار مفعم بالصّدق والأحاسيس، حيث ينتقل فيه الكاتب من ذاكرة فرد إلى تاريخ أمة بأكملها، وهو ما جعله يقترح عنوان «ذاكرة فرد..تاريخ أمة» على الكاتب، حيث صبّ ـ يضيف ـ كمّا هائلا من المعلومات التاريخية في الكتاب، بالرغم من أنّه لم يكن مؤرخا إلاّ أنّه استأنس بعبق التاريخ.
واعتبر المؤلف عيسى قاسمي والمدير الأسبق لمدرسة الشرطة بالصومعة، أنّ المقدمة أضفت على الكتاب مسحة أدبية ممتعة، مشيرا إلى أنّ الإصدار هو تلخيص لتجربة جماعية أكثر منها فردية، حيث تقاسم أحداثها مع معظم أبناء الجزائر الذين شاركوا في الثورة التحريرية المجيدة، ويواصلون المسيرة بعد الاستقلال بنفس الوتيرة والإيمان.
وأضاف أنّ الكتابة هي تعبير عمّا تراكم في ذاكرة الإنسان بفعل تداعيات الحياة، داعيا إلى ضرورة ألاّ يحتفظ الفرد بهذا المخزون لنفسه، بل لابد من تلخيصه بأمانة ليستفيد منه الأجيال من جهة والمؤرخين في كتابة تاريخ الأمة من جهة أخرى.
ويعتبر كتاب «ذاكرة فرد..تاريخ أمة» شهادة حية عن مجتمع بأكمله، حيث تحدّث فيه عيسى قاسمي عن العلاقة الوجدانية التي تربط الإنسان بمسقط رأسه، والحياة الاجتماعية لسكان قرية «توجة» ببجاية، كما تحدّث عن الجانب التاريخي والثوري لسكان وادي الصومام، والظروف القاسية التي عانى منها المواطن الجزائري بفعل سياسة الاضطهاد والقمع التي انتهجها الاستعمار الفرنسي.
وتطرّق في كتابه عن فترة ما بعد الاستقلال والفترة التي عاشها الشعب الجزائري في الفترة الممتدة من تاريخ الإعلان عن توقيف القتال والاعتراف بالاستقلال، كما عرج للحديث عن الأقدام السوداء، والخلافات التي طفت بين بعض قيادات الثورة، وصولا إلى عزم الشعب الجزائري على رفع التحديات، ومسيرته نحو الرقي والتقدم، وأحداث أخرى مفصلة أرّخها المؤلف في إصداره «ذاكرة فرد..تاريخ أمة».