صرح وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري الشريف عوماري، أن تنصيب المجلس الوطني ما بين المهن لشعبة الإبل الذي تم، أول أمس، بالجزائر، سيفتح آفاقا واعدة أمام المربين ويمكن النشاط من المساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.
أوضح عوماري خلال لقاء جمعه أمس بأعضاء المكتب الوطني للمجلس عقب انتخابهم قائلا : «اليوم تم بعث شعبة تربية الابل التي تولي لها الدولة أولوية كبيرة بعد ترسيمها كشعبة وطنية ما يجعلنا مرتاحين للعمل بكل تشاركية مع المربين ومختلف الفاعلين لتطوير هذا المجال».
وحسب الوزير فقد تم إعداد مخطط العمل الخاص بتطوير هذه الشعبة خلال اجتماع الحكومة المنعقد في 10 يوليو الماضي، والذي أفرز عدة لقاءات بين مربي الابل ومسؤولي القطاع إلى جانب العديد من الزيارات الميدانية سمحت بوضع ورقة طريق لتطوير النشاط أساسها تنظيم وهيكلة المهنيين.
وأكد الوزير أنه سيتم الشروع في تنفيذ ورقة الطريق هذه المعدة بين الوزارة ومربي الإبل بعد عرضها على الحكومة لتفعيلها،ما سيعطي لهذه الشعبة «المكانة التي تليق بها بمناطق الجنوب الكبير خاصة المناطق الحدودية».
وسيتم في هذا الإطار العمل على دعم مجال الأعلاف وتهيئة المراعي وتهيئة مناطق الشرب وتوفير الطب البيطري وآليات التكوين والإرشاد وغيرها من الخدمات ذات الأهمية لهذه الشعبة،يضيف عماري.
كما ثمن الوزير مجهودات المربين ورواد هذه الشعبة التي وصفها بـ «المسؤولة « و»القيمة» وكونها عكست صورة الوعي الكامل وروح المسؤولية والتضامن لتنمية مجال تربية الابل والمهن المرتبطة بها.
وكانت الوزارة قد شرعت منذ يوليو الماضي في زيارات ميدانية إلى الجنوب لتشخيص الأوضاع والنقائص التي تميز هذا النشاط، أين تم اتخاذ إجراءات استعجالية لتوفير الأعلاف وغلاف مالي لإنشاء نقاط التروية في المراعي،الى جانب ايفاد بعثات خاصة للبياطرة تتكفل بتشخيص الامراض التي تصيب الإبل، يضيف عماري.
ويتوقع الوزير «مستقبلا واعدا» لشعبة تربية الإبل في ظل استعداد الحكومة لدعم مربي الإبل والدفع بتنمية هذا النشاط والنشاطات المرتبطة به على غرار سباقات الإبل وإنتاج الحليب ودباغة الجلود وغيرها.
ويرتقب أن يقوم الوزير بزيارات أخرى الى مناطق من الجنوب الكبير معروفة بنشاط تربية الإبل على غرار جانت وتين زواتين وتيمياوين برج باجي مختار وغيرها.
من جانبه، أكد رئيس المجلس الوطني ما بين المهن لشعبة الإبل طويسات عبد القادر أن الإجراءات المتخذة من طرف الحكومة ستسمح بتثبيت المربين في مناطقهم وتساعدهم على ترقية مجال تربية الإبل ومضاعفة عددها سيما بعد تنصيب 16 مجلس مهني عبر ولايات الجنوب.
وحسب طويسات فإن هذه الإجراءات جاءت في وقت عرفت فيه ثروة الإبل في الجزائر تناقصا معتبرا، بفعل عدة عوامل تتعلق بنقص الإمكانيات لدى المربين، والظروف المناخية القاسية في الجنوب، ونقص الإعلاف.
وحسب نفس المسؤول فقد مكنت اللقاءات التي ضمت مختلف الفاعلين من التوصل إلى اتفاق لترقية هذه الشعبة، والاعتماد على الوسائل العلمية الحديثة بالتعاون مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ومختلف المؤسسات ذات الصلة.
وفي هذا الإطار ينتظر التنسيق مع الجامعات والمؤسسات العلمية والمعاهد ومراكز التكوين وإشراك الخبراء والمختصين في مساعي النهوض بنشاط تربية الابل في الجنوب، يتابع نفس المصدر.
وتضم شعبة تربية الإبل حسب طويسات حوالي 16 تخصصا نذكر منها : منتجي الحليب ومنتجي الأوبار ومنتجي اللحوم والناقلين ودباغة الجلود،والتي يمكن أن تتجه إلى عمليات التصدير في حال تم توفير الإمكانيات اللازمة.
وحسب رئيس المجلس فإن الشعبة عرفت انطلاقة قوية من خلال الوقوف بصرامة على انتخابات أعضاء المكتب الوطني والتي رافقها تنظيم لجاني محكم حرصا على تعزيز نشاط تربية الإبل عبر ولايات الجنوب الكبير.