كشف الأستاذ في العلوم السياسية د. أحمد عظيمي أمس «أن الحديث عن تدخل الجيش في مختلف الانتخابات الرئاسية التي عرفتها الجزائر نابع من ضعف الطبقة السياسية التي تسعى دائما للبحث عن أطراف تعلق عليها فشلها».
وقال عظيمي في ندوة نقاش نظمتها جبهة التغيير بالعاصمة حول موضوع «الرئاسيات بين السياسي والعسكري»، بأن المؤسسة العسكرية قد انسحبت من الحياة السياسية سنة 1989 وفقا للتصريحات التي أدلى بها المحافظ السياسي للجيش الوطني الشعبي يحيى رحال، بعد انسحاب الجيش من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني ومنه ترك الساحة السياسية للأحزاب التي أنشأت بموجب دستور 23 فيفري 1989.
واعتبر ذات المتحدث، الجيش الوطني الشعبي المؤسسة الوحيدة من الجيوش الإفريقية والعربية الذي تم تأسيسه دون تدخل القوى الاستعمارية «ولم يكن وريثا للدولة العثمانية مثل الجيش المصري وهو ما منحه خصوصية هامة جدا وتقاليد لا توجد هنا وهناك، فأصل النشأة كان سياسيا من خلال الحركة الوطنية ومجموعة الـ 22 لينتقل إلى جناح عسكري لجبهة التحرير الوطني» .
وقال في سياق متصل، أن فكرة السياسي والعسكري ظهرت للوجود في مؤتمر الصومام سنة 1956 حيث تم التأكيد على أولوية السياسي على العسكري، ورجع عظيمي الى مذكرات الراحل يحيي رحال الذي كان طبيب التكوين، حيث أكد بأنه لم يشعر أبدا بأنه عسكري الفكر طالما أن معظم القيادات من المثقفين.
وأشار بالمقابل إلى الاستثناء الذي عرفته الجزائر في 2004 عندما دعم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي الراحل محمد العماري المرشح علي بن فليس، بينما كانت الانتخابات الأخرى بعيدة عن تدخل المؤسسة العسكرية، ورغم ذلك لم يفز بن فليس بالانتخابات ليتأكد الجميع أن القضية أكبر من أن تكون تدخلا للعسكر في الحياة السياسية» على حد تعبيره.
وتنبأ عظيمي بفوز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بالانتخابات القادمة إن ترشح وهذا دون تدخل المؤسسة العسكرية لأن الساحة السياسية ضعيفة ولا تملك ثقلا تؤثر به، موضحا في افتراض آخر بأنه سيصعب لأي كان التنبؤ بمن سيفوز إذا لم يترشح بوتفليقة.
واعتبر عظيمي لقاء قائد أركان الجيش الوطني الشعبي ونائب وزير الدفاع قايد صالح رئيسة حزب العمال لويزة حنون، بأنه ضمان لعدم تدخل المؤسسة العسكرية ،كما أن إسناد تنظيم الانتخابات لوزارة الداخلية والجماعات المحلية وتنصيب لجنة ومنح صلاحيات قراءة النتائج للوالي كلها قرائن تؤكد ابتعاد الجيش عن الساحة السياسية ولو أن الراحل علي كافي قد أكد لعظيمي في وقت سابق ضرورة تدخل الجيش عندما تكون الساحة السياسية ضعيفة.