طباعة هذه الصفحة

النّــزيــف

حمزة محصول
16 فيفري 2014

أخذ العنف في جمهورية إفريقيا الوسطى طريقا آخر، ولم يعد قضية سياسية بين معارضة متمرّدة ونظام يصارع من أجل البقاء، بل أضحى خطرا يهدّد بتمزيق البلاد إلى نصفين، ويخلّف جراحا لن تندمل لعشرات السنين. فعندما يصف مسؤول بارز في الأمم المتحدة ما يجري للمسلمين هناك بالتطهير العرقي، فذلك إعلان متأخّر عن حالة استنفار قصوى.
نعم، الفتنة في جمهورية الألماس بلغت ذروتها، ولم يعد للتحذير من تمزق المجتمع أي معنى، فالتمزق وقع ويزداد حدة من يوم لآخر، كيف لا، والقتل الجماعي للمدنيين وتهديم المنازل وحرق الشركات وكل ما يمت بصلة للإسلام والمسلمين يسوى بالأرض ويدهس بالأقدام من قبل الميلشيات المسيحية، يحدث كل يوم؟
 لم يعد أيضا وجود قوات حفظ السلام الإفريقية، والقوات الفرنسية في مهمة «سنجاري»، أيّ معنى، فقد تصاعد الصراع العرقي-الديني، بعد دخولها، بينما أقنعت فرنسا العالم للتدخل عسكريا من أجل وقف أعمال الإبادة، وها هي تستمر ويدفع المسلمين أرواحهم وينكّل بجثثهم، وتحول الحديث عن نزوح مواطني إفريقيا الوسطى، إلى الحديث عن المسلمين الفارين.
كان من الممكن تسوية الخلافات السياسية في أقصر مدة ممكنة، بوساطات وحلول دبلوماسية، أما الخلافات العرقية-الدينية، فهي ضربة قاضمة لوحدة المجتمع والشعب المشكل لكيان الدولة، ولا تزيد إلا من تعميق الجراح وإدكاء الحقد والانتقام.
ليس لمسلمي ومسيحيي جمهورية إفريقيا الوسطى سوى هذا البلد، ولا بد من تحرك عاجل، وهبة عالمية لحقن الدماء ومباشرة مصالحة وطنية.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.