طباعة هذه الصفحة

اختيرت إلى جانب أهم المعالم في مختلف العواصم العالمية

«أوبرا الجزائــر» تتوشّــح بشعـار مــونديال قطــر 2022

أسامة إفراح

ستكون «أوبرا الجزائر» المعلم الذي سيعرض على واجهته الشعار الرسمي لمونديال قطر، وذلك للمرة الأولى مساء غد الثلاثاء. وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» قد أعلن أن الثالث من سبتمبر سيكون موعد الكشف عن الشعار الرسمي لـ «مونديال قطر 2022». من جهتها، كشفت «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» القطرية أنه سيتم إطلاق الشعار بعرضه على واجهات معالم بارزة في قطر ودول عربية، وعلى شاشات عملاقة في عدد من العواصم العالمية.

اختير معلم ثقافي بارز ليكون واجهة عرض لشعار «مونديال قطر 2022» في الجزائر، ويتعلق الأمر بدار الأوبرا بوعلام بسايح بالعاصمة.
وجاء في بيان لـ «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» القطرية، أنه سيتم إطلاق الشعار خلال حملة رقمية يصحبها عرض الشعار على واجهات معالم بارزة في قطر ودول عربية، إلى جانب عرضه على شاشات عملاقة في عدد من العواصم العالمية، وذلك بشكل متزامن على الساعة «20:22» بتوقيت الدوحة (الساعة 18:22 بتوقيت الجزائر)، ونلمس في اختيار التوقيت رمزية تحيل إلى سنة 2022 تاريخ تنظيم المونديال، كما يتزامن هذا الموعد مع يوم استقلال قطر (3 سبتمبر 1971)، وهو اليوم الذي انتهت فيه اتفاقية الحماية بين قطر وبريطانيا.
وإلى جانب عرضه على واجهات مبانٍ ومعالم رئيسية في العاصمة القطرية الدوحة (الحي الثقافي «كتارا» و»سوق واقف» وفندق الشيراتون» و»برج الشعلة»)، فإنّ الشعار سيعرض أيضا في عواصم عربية أخرى، على غرار تونس (مدينة الحمامات)، والرباط (كورنيش الرباط)، الكويت (أبراج الكويت)، ومسقط (دار الأوبرا)، وبيروت (صخرة الروشة)، وعُمان (فندق الرويال)، وبغداد (برج بغداد، ساحة التحرير). كما سيعرض شعار «مونديال قطر» في دول أخرى كالولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وروسيا، وتركيا، والأرجنتين، والبرازيل، وتشيلي، والمكسيك، والهند، وكوريا الجنوبية، وجنوب أفريقيا.

أوبرا الجزائر..معلم ثقافي متفرّد

وتعتبر «أوبرا الجزائر»، الواقعة ببلدية أولاد فايت (الضاحية الغربية للعاصمة)، معلما ثقافيا متفردا، يتربع على 35 ألف متر مربع، يضم 1400 مقعد، وهي جزء من قطب ثقافي ضخم يشمل أيضا قاعة للعروض الكبرى بسعة حوالي 12 ألف مقعد، الواقعة بالمدخل الشمالي لمدينة أولاد فايت بمحاذاة الطريق الوطني الرابط بين ولاية تيبازة والعاصمة. ويعتبر هذا القطب الثقافي أول دار أوبرا في المغرب العربي والخامسة عربيًا بعد دار الأوبرا المصرية والسورية، والأوبرا السلطانية في مسقط، ودار دبي للأوبرا.
كما أنّ أوبرا الجزائر «موطن لكل من الأوركسترا السمفونية الجزائرية وفرقة الباليه الوطني وفرقة الموسيقى الأندلسية، وتختص أيضا بالتكوين في المجال الثقافي بفروعه المختلفة على غرار الغناء والكوريغرافيا، بالإضافة للتكوين في مجال التقنيات كالإضاءة والصوت والبلاطو».
وتعتبر هذه الأوبرا شاهدا على العلاقات المميزة مع الصين الشعبية، التي قدّمت هذا الصرح الثقافي هبة للجمهورية الجزائرية، وقد تمّ تقديم أول حفل بها سنة 2016 للأوركسترا السمفونية الوطنية.
ويمتاز تصميم «أوبرا الجزائر» بهندسة معمارية مغاربية تعلوها لمسة عصرية وبسيطة ببهوها الرخامي الرحب وسلالمها الدائرية. وتتسع القاعة الرئيسية للعروض لـ 1400 شخص بمقاعد حمراء، وقاعة تمرينات للباليه، وقاعات لعزف البيانو، ومكاتب بالإضافة إلى موقفين للسيارات ومرافق أخرى.

الثّقافة في مساندة الرّياضة

ليست هذه المرة الأولى التي تختار فيها اللجنة المنظمة الواجهة الثقافية للترويج لمونديال 2022، حيث سبق تنظيم معارض وتظاهرات ثقافية من أجل التسويق للحدث الرياضي الأكبر في العالم بعد الأولمبياد.
وعلى سبيل المثال، كان معهد العالم العربي في باريس قد احتضن معرضا بعنوان «العالم العربي وكرة القدم.. ثورة الساحرة المستديرة»، اختتم نهاية جويلية الماضي، وتناول أحد عشر جانباً من تاريخ كرة القدم العربية، من بينها رحلة قطر لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وقام المعرض بتوثيق قصة منتخب جبهة التحرير الوطني الجزائرية لكرة القدم، والذي ضم لاعبين في فرق فرنسية التحقوا بثورة التحرير الجزائرية. وسلط المعرض الضوء على كرة القدم في فلسطين، وكرة القدم النسائية في الأردن، والشعبية الواسعة للعبة في القاهرة، كما استعرض لمحة عن أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم العربية. ووقع كل من رئيس «معهد العالم العربي» والأمين العام لـ «الجنة العليا للمشاريع والإرث» حينها اتفاقية شراكة لدعم الفعالية.
وفي مثال آخر، كانت «اللجنة العليا للمشاريع والإرث» قد أعلنت في وقت سابق من العام الجاري عن تعاونها مع مبادرة «جول كليك» بالمملكة المتحدة، لتنظيم معرض يقدم صوراً فوتوغرافية يلتقطها الجمهور لتجسيد ثقافة وشعبية كرة القدم في قطر. وطُلب من المشاركين في هذه المبادرة، وبلغ عدد 50 مشاركا من مختلف الخلفيات، أن يعكسوا بعدساتهم ما تعنيه كرة القدم بالنسبة لهم في قطر، التي ستستضيف النسخة المقبلة من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.
وتهدف مبادرة «جول كليك»، التي تنشط في أكثر من 40 دولة حول العالم، إلى تعزيز التواصل بين شعوب العالم عبر كرة القدم، وإلقاء الضوء على ثقافة كرة القدم في قطر، ودور اللعبة في التقريب بين أفراد المجتمع في بلد يمتاز بتركيبة سكانية تعد من بين الأكثر تنوعاً في العالم.
ولعلّ أبرز تجليات الإبداع الثقافي في مثل هذه التظاهرات الرياضية العالمية، هو حفل الافتتاح في حدّ ذاته، الذي كان في كلّ مرّة لوحة فنية بامتياز، يستعان فيه بأمهر المصمّمين والفنانين من مختلف الروافد الإبداعية، خاصة وأن الثقافة والرياضة يلتقيان في خصائص عدة، قد يكون من أهمّها الإمتاع، ومدّ جسور التقارب.