بن ناصر، بن سبعيني، بوداوي، سليماني وأوناس أكبر المستفيدين
أفضل تحوّلات في تاريخ الكرة الجزائرية
يعتبر «الميركاتو « الصيفي لسنة 2019 الأفضل في تاريخ كرة القدم الجزائرية منذ الاستقلال على الإطلاق، بعدما تنافست الفرق الأوروبية العربية والخليجية على خدمات دوليينا، بداية من نهاية الموسم الكروي المنقضي، وجاء اهتمام هذه الأندية باللاعبين الجزائريين لسببين أساسيين الأول متعلق بتألق المنتخب الوطني في كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر الذي عاد بالتاج القاري إلى ارض الوطن بعد انتظار دام 29 عاما، والثاني كون تونس باتت تعتبر لاعبي المغرب العربي تونسيين، وبالتالي استفادت الفرق التونسية من جلب خيرة اللاعبين الناشطين في البطولة الوطنية، وهو ما سينعكس بالإيجاب على الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني الذي سيجد الخلف جاهزا لتعويض أي لاعب كان.
المستفيد الأكبر من كأس أمم إفريقيا بمصر من دون منازع هو متوسط ميدان الخضر «إسماعيل بن ناصر» صاحب 21 ربيعا الذي تمكن من الظفر بعقد احترافي، مدته 4 مواسم كاملة مع العملاق الإيطالي ميلان، بعدما خطف كل الأضواء، خلال أمم إفريقيا من لاعبي القارة السمراء، حيث كان اللاعب الوحيد رفقة الحارس «مبولحي» الذي لعب كل لقاءات المنتخب الوطني في كأس إفريقيا أساسيا، ونال لقب أفضل لاعب في الدورة بعدما قدّم مستويات راقية، حيث توّج رجلا للمباراة في مناسبتين وأنهى المنافسة كأفضل ممرّر بثلاث تمريرات حاسمة، وتم اختياره من قبل الكاف في التشكيلة المثالية لأمم إفريقيا 2019، وهو ما جعل ميلان تخطفه من ناديه إيمبولي.
لاعب آخر استفاد من تألقه في أمم إفريقيا يتعلق الأمر بابن مدينة قسنطينة «رامي بن سبعيني» الذي خطف عقدا احترافيا من نادي مونشنغلادباخ الألماني الناشط في البندسليغا، فبعدما نصّب نفسه أساسيا على الرواق الأيسر وكان واحدا من أبرز العناصر في المنظومة الدفاعية للخضر، وبصم على تمريرة حاسمة ضد كوت ديفوار، كان من الصعب على الفرق الأوروبية تجاهله وانتقل بموجب ذلك للعب في البطولة الألمانية، ممضيا بذلك في رابع فريق أوروبي خلال مسيرته الكروية.
هذا ولم يمرّ تواجد ثالث أفضل هداف في تاريخ المنتخب الوطني الجزائري «إسلام سليماني» في قائمة الخضر المتنقلة إلى «كان» مصر مع المدرب «جمال بلماضي» مرور الكرام، حيث ورغم مشاركته في لقاء واحد كأساسي ودخوله بديلا في مناسبتين، إلا أنه تمكن من تسجيل هدف وتقديم تمريرتان حاسمتان، كما سجل ضربة الجزاء في سلسلة الركلات الترجيحية ضد المنتخب الإيفواري، مساهما في عودة الخضر بالتاج القاري إلى الجزائر من أرض الكنانة، وهو ما جعله يبعث مشواره الكروي من جديد بالتعاقد على سبيل الإعارة مع نادي موناكو الذي سجل معه أول أهدافه، الأسبوع الفارط، في أوّل لقاء له بألوان نادي الإمارة الفرنسي، وهو ما سيضمن له التواجد في مناسبات أخرى مع الخضر.
نيس وأولمبياكوس ورين الأكثر
بات نادي نيس الفرنسي أكثر الفرق الأوروبية تمثيلا من اللاعبين الجزائريين، حيث وبعد الموسم الاستثنائي الذي حققه «يوسف عطال» بدأ نادي الجنوب الفرنسي يهتم بدوليينا خصوصا بعدما تألقوا في «كان» مصر، وهو ما جعلهم يصّرون على خطف الجناح الأيمن لنادي نابولي «آدم وناس» على سبيل الإعارة من نادي نابولي الإيطالي بعدما كان قريبا من ليل الفرنسي، براتب سنوي قيمته 3 مليون أورو مع أحقية الشراء، نهاية الموسم الكروي الجاري، ليصبح الرواق الأيمن لنادي نيس مشكلا 100٪ من اللاعبين الجزائريين وسيسمح لوناس من التألق بجانب «عطال» وكسب المزيد من الانسجام بينهما.
لاعب آخر لفت الأنظار يتعلق الأمر بالموهبة الصاعدة «هشام بوداوي» الذي تمكن من الظفر بأول عقد احترافي في مسيرته الكروية مع نادي نيس بعقد قيمته 4 ملايين أورو، ليصبح صاحب 19 ربيعا ثالث لاعبي الخضر في نادي نيس الفرنسي.
ناد أوروبي آخر سيكون ممثلا بعدد كبير من اللاعبين الجزائريين، يتعلق الأمر بنادي أولمبياكوس اليوناني، فبعدما تعاقد أصحاب اللونين الأحمر والأبيض مع هداف الخضر «العربي هلال سوداني» الذي كان بعيدا عن المنافسة لقرابة 10 أشهر كاملة، بعدما تعرض لإصابة خطيرة الموسم المنقضي مع فريقه الأسبق نوتنغهام فوريست حرمته من الظهور مع الخضر في كأس أمم إفريقيا، «سوداني» عاد إلى أجواء المنافسة من بوابة العملاق اليوناني وقاده إلى التأهل إلى رابطة الأبطال الإفريقية بعدما أقصى كل منافسيه في الأدوار التمهيدية، وهو ما سيسمح له من كسب وقت لعب ومنه طرق أبواب المنتخب من جديد.
أولمبياكوس لم يتوقف عند هذا الحد وقرّر انتداب خريج أكاديمية ليون الفرنسي «ياسين بن زية» الذي تنقل، الخميس، إلى مدينة أثينا لإجراء الفحوصات الطبية تمهيدا لتعاقده مع الفريق ليكون ثاني لاعب جزائري يظهر بألوان النادي اليوناني، كما دخل الفريق في مفاوضات متقدمة مع لاعب ليستر سيتي الإنجليزي «رشيد غزال» لانتدابه على شكل إعارة للموسم مع أحقية الشراء، وهو ما من شأنه أن يبعث مشوار دوليينا، ما سيمنح الناخب الوطني الكثير من الخيارات مستقبلا.
نادي رين الفرنسي يتجه هو الآخر ليكون ممثلا بلاعبيْن في حالة بقاء «زفان» والتعاقد مع لاعب المنتخب الأولمبي والظهير الأيسر «نوفل خاسف» الذي بعثت معه إدارة النادي الفرنسي المفاوضات من جديد، بعدما تحصل على ورقة تسريحه من قبل لجنة المنازعات، ومن دون شك سيتعاقد الموهبة الصاعدة للنصرية مع رين خلفا لمواطنه «بن سبعيني» الذي تنقل إلى مونشنغلادباخ الألماني.
هذا وسينتقل الظهير الأيسر لنادي وفاق سطيف والمنتخب الأولمبي صاحب العشرين ربيعا «عيسى بودشيشة» إلى نادي بوردو الفرنسي بعقد مدته 4 مواسم كاملة، ويعتبر لاعب الوفاق من أبرز المواهب الشابة الصاعدة في الجزائر.
ثلاثة لاعبين يفضّلون الوجهة القطرية
مفاجأة الميركاتو الصيفي لسنة 2019 كانت انتقال الدولي الجزائري ونجم الدراغاو الأسبق صاحب 29 ربيعا «ياسين براهيمي» للعب مع نادي الريان القطري قادما إليه من نادي بورتو، رغم أنه كان مطلوبا من عدة أندية أوروبية، إلا أنه فضّل الوجهة الخليجية لعاملي الأموال والتفكير فيما بعد المسيرة الكروية، والسير على خطى مدربه «جمال بلماضي» وزميله الأسبق «مجيد بوقرة» اللذان أنهيا مسيرتهما الكروية بقطر، وباشرا مهنتهما التدريبية في الميادين الخليجية.
لاعب آخر التحق بالبطولة القطرية «عدلان قديورة» الذي كان من بين أفضل العناصر من جانب المنتخب الوطني في نهائيات أمم إفريقيا 2019، وكان للاعب الأسبق لنادي «نوتنغهام فوريست» شأن كبير في عودة الخضر بالتاج القاري، وهو ما جعل نادي الغرافة يلّح على خدماته رغم تقدمه في السن واقترابه من بلوغ 34 سنة، ليكون «الدبابة» أحد المستفيدين الكبار من نهائيات «الكان» رفقة «بن ناصر» و»سليماني»، خصوصا مع اقتراب مسيرته الكروية من النهاية، ليضمن بذلك فريقا يسمح له بالظهور أساسيا والبقاء في كتيبة المحاربين لوقت أطول.
آخر لاعب التحق بالبطولة القطرية هو «سفيان هني» الذي ورغم ابتعاده عن المنتخب منذ التحاق «جمال بلماضي» بكتيبة الخضر لأسباب تكتيكية، إلا أنه استفاد بشكل غير مباشر من تتويج الأفناك باللقب القاري، حيث أكدها في أول تصريح بعد التحاقه بنادي الغرافة القطري، قائلا: «تتويج المنتخب الوطني سيفيد كل اللاعبين الجزائريين هذه الصائفة»، حيث أمضى على عقد مدته موسمين قابلين للتجديد قادما من نادي سبارتاك موسكو، ما قد يكون سببا في عودته إلى المنتخب، خصوصا أنه سيكون زميل «قديورة» في الفريق وهو ما سيسمح له من أن يكون دائما تحت رادار المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للخضر.
«بلايلي» و»طاهرات» في البطولة السعودية
عكس كل التوّقعات، انتقل مايسترو الخضر والترجي الرياضي التونسي «يوسف بلايلي» إلى العملاق السعودي الهلال، بعدما تم تداول اسمه في العديد من الفرق الفرنسية والبلجيكية والقطرية وحتى عملاق الأناضول غلاطاسراي، إلا أنه في الأخير فضّل الوجهة السعودية،نظرا لقلة العروض الجدّية في تجربة جديدة لصاحب 27 ربيعا في أقوى بطولة في القارة الآسيوية، رغم أن وجهته امتعض لها عدد كبير من أنصار الخضر الذين كانوا يوّدون مشاهدة فيها مدلّلهم ينشط في أحد الفرق الأوروبية لتفجير طاقاته أكثر.
في ذات السياق، انتقل صخرة دفاع الخضر «مهدي طاهرات» صاحب 29 سنة للعب في البطولة السعودية من بوابة نادي أبها، ليرفع بذلك عدد الجزائريين في بطولة الدرجة الأولى السعودية إلى 7 لاعبين، رفقة المحارب «جمال بلعمري» لاعب نادي الشباب، وحارس الخضر «مبولحي» وزميله في المنتخب «دوخة» وحارس شبيبة القبائل السابق «عسلة»، بالإضافة إلى «مصطفى زغبة» الذي انتقل إلى نادي الوحدة هذه الصائفة، دون نسيان الحارسين (رحماني وبوصوف) اللذان تعاقدا مع أندية ضمك والطائي على التوالي الناشطين في الدرجة الثانية السعودية.
«بن طالب» قد يبعث مشواره إما من «بريمن» أو «ليون»
سيكون الدولي الجزائري متوسط ميدان نادي شالك 04 مع فرصة ثمينة لإعادة بعث مشواره من جديد، واسترجاع مستواه فوق المستطيل الأخضر هذا الموسم، بعدما قررت إدارة فريقه بيع عقده، حيث يسير لاعب توتنهام الأسبق إلى التعاقد مع نادي فيردير بريمن الألماني أو ليون الفرنسي، فيما كانت تتحدث التقارير، طيلة الأسبوع الماضي، عن قرب التحاقه بنادي فيردير بريمن الألماني، إلا أن صحيفة بيلد الألمانية أكدت في تقرير لها، صبيحة الجمعة، سفر «بن طالب» من مطار دوسلدورف باتجاه ليون للتعاقد مع الفريق الفرنسي في وجهة غير متوّقعة، ما قد يكون سببا في استعادة متوسط الميدان مستواه ومنه العودة إلى المنتخب الوطني، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة في ظل تواجد عدد كبير من النجوم في الوسط.
بارادو وسوسطارة أكبر الفرق تصديرا للمواهب الشابة
يعتبر ناديا بارادو وإتحاد العاصمة أكثر الفرق تصديرا للاعب المحلي إلى البطولات الأجنبية، حيث انتقل في الخمس مواسم الأخيرة 8 لاعبين من الطواحين إلى الاحتراف، يتقدمهم «بن سبعيني» يليه «عطال» وبعده الثنائي (الملالي ومزياني)، ليبلغ هذا الموسم بارادو عتبة الأربع لاعبين تنقلوا دفعة واحدة خارج الوطن، يتعلق الأمر بـ (بوداوي، نعيجي، لوصيف وبن غيث) حيث تعاقد الأول مع نيس والثاني مع جيل فيسنتي البرتغالي والثالث مع نادي أونجي وابن مدينة الأغواط مع الترجي الرياضي التونسي، وهو ما يؤكد العمل القاعدي الكبير الذي يقوم به الفريق العاصمي.
في نفس السياق، تمكن فريق إتحاد العاصمة من إبراز 5 لاعبين تنقلوا إلى مختلف البطولات بعدما تكونوا في أكاديمية الفاف وانتقلوا منها إلى الإتحاد، حيث كان «فرحات» لاعب نادي نيم الفرنسي السبّاق للخروج من الإتحاد، لينتقل بعده الموسم الماضي الثنائي (عبد اللاوي ودرفلو) إلى نادي سيون السويسري وأرنهايم الهولندي على التوالي، ليطير هذا الموسم «مزيان» إلى العين الإماراتي و»بن خماسة» في طريقه إلى نادي مالاغا، الناشط في الدرجة الثانية الإسبانية.
24 لاعبا تعاقدوا مع فرق تونسية
هجرة جماعية بأتم معنى الكلمة لأفضل العناصر الناشطة في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم والأقسام الدنيا إلى الأندية التونسية، حيث تعاقد 24 لاعبا جزائريا مع أندية الدرجة الأولى التونسية، وكان نصيب الترّجي الرياضي التونسي 4 لاعبين، يتعلق الأمر بكل من (شتي، بدران، بن غيث وبن ساحة) ليضافوا إلى كل من طيب مزياني، فيما خطف نادي البنزرتي التونسي أكبر عدد من الجزائريين بلغوا 6 عناصر يتقدمهم اللاعب السابق لشباب بلوزداد «جمال الدين شتال» بعقود مدّتها ثلاث سنوات، وهي نفس المدة التي تعاقد بها نادي إتحاد تاطاوين مع أربع لاعبين، فيما تعاقد «محمد عطية» مع مستقبل سليمان، وعبد الرحمن بن جامع مع نجم المتلوي، والثنائي (بوخنشوش وتافر) مع النجم الساحلي التونسي، فيما أمضى ابن مدينة الأربعاء «إسلام بكير» مع النادي الصفاقسي التونسي رفقة «قريشي» من إتحاد الشاوية ومغتربين جزائريين ناشطين بنادي مارسيليا والذين توجوا معه، الأسبوع الفارط، بلقب كأس تونس.