طباعة هذه الصفحة

رغم معاناة سكان برماق من أزمة الماء

ولاية المدية تعدّ برنامجا واسعا للتحويل والربط

المدية: م.أ.ع

استغرب سكان حي برماق، بالقطب الجامعي بالمدية، الانقطاع الفجائي للمياه بحنفياتهم منذ أزيد من أسبوع في عز هذا الفصل، مما حتّم عليهم استعمال الدلاء للتزود بهذه المادة، الأكثر من حيوية، من الينابيع لأجل الشرب وغسل الملابس.
من جهة أخرى، وليس بعيدا عن هذا الحي القديم، يعيش موظفو مديرية التجارة بالقطب الحضري نفس هذه الوضعية الكارثية، مما يضطرهم إلى قضاء حاجاتهم اليومية خارج هذا المرفق العمومي المستلم منذ أسابيع فقط، إلى حد الترجل إلى نادي الإذاعة بغية الحصول على قارورة ماء.
هذا وقد ترأس والي ولاية المدية اجتماعا على مستوى ديوان الولاية للاطلاع على عرض حال مقدم من قبل مدير قطاع الري يتعلق بدراسة «مشروع تحويل المياه من غريب على محور غريب - البرواقية إلى محور جديد غريب - المدية وضواحيها على طول خط بلدية وزرة - بن شكاو- تيزي المهدي»، وكذا «مشروع ربط بلديتي السواقي وبوسكن انطلاقا من منظومة تحويل مياه كدية أسردون» حيث ذكّر إبراهيم مراد، مسؤول الجهاز التنفيذي في مستهل كلمته، الجميع «بأن يبذل كل الشركاء قصارى ما لديهم من إمكانات مادية وقانونية وبشرية لتمكين ولاية المدية من إعداد استراتيجية متكاملة لتوفير المياه لمواطنيها والتحكم والحفاظ عليها، ضمن ما يسمى بسياسة الأمن المائي التي تنتهجها الجزائر للقضاء على نقص هذه المادة الحيوية كجزء من استراتيجية التنمية المستدامة في عالم متغير»، وذلك ضمن سلسلة الاجتماعات الهادفة لمتابعة سير المشاريع المتعلقة بقطاع الموارد المائية بهدف تأمين المياه الشروب إلى مواطني هذه الولاية.
يذكر، أنه عند تقديم مدير الموارد المائية بولاية المدية، تقريره أشار إلى «أنّه وفي إطار تزويد دائرة البرواقية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد كدية أسردون، ستتمكن الولاية من استغلال حصّة الماء الشروب التي كانت تستفيد منها هذه الدائرة من سد غريب». على هذا الأساس، جاءت عملية تسجيل هذه الحصة لصالح مدينة المدية وضواحيها، كاشفا عن وجود عملية مسجلة ضمن المشاريع الاستعجالية، تأتي وفقا للحصّة التي تعود لولاية المدية من سد كدية أسردون والتي تسمح بتزويد البلديات المستهدفة مباشرة، إذ ستمكّن هذه الأخيرة بلديات أخرى بصفة غير مباشرة كالسواقي وبوسكن من استغلال كمية مستهدفة للتحويل تصل إلى 12000م3 مع إمكانية ارتفاعها إلى 18000م3 يستفيد منها حوالي 80000 نسمة في آفاق 2040، وهذا على مسافة 26 كم، مما يترك أثرا إيجابيا على كل من بلدية المدية بنسبة 157ل/يوم ستصل إلى 208ل/يوم، وبلدية تيزي مهدي بنسبة 57ل/يوم نحو 148ل/يوم، وبلدية بن شكاو من 155ل/يوم إلى 199ل/يوم، وبلدية وزرة من 52ل/يوم، تتحسن إلى 140ل/يوم، مع العلم أنّ انتهاء الأشغال يأتي في غضون 12 شهرا من انطلاقها.
أمّا بالنسبة لدراسة مشروع ربط بلديتي السواقي وبوسكن بشبكة المياه القادمة من سد كدية أسردون فهي تأتي، بحسبه، ضمن استراتيجية توسيع الاستفادة من المشروع لصالح بلديات قارة خارج المحور الرئيس لمحول كدية أسردون، حيث أنّ الكمية المستهدفة للتحويل الجانبي تقدّر بـ3700م3/اليوم، يستفيد منها 9800 ساكن حاليا وقد يصل العدد إلى 16220 ساكن سنة 2040.
 وفيما يخص طول القنوات، فسيصل إلى حوالي 21 كلم تترتب عن ذلك آثار إيجابية في ما يخص الاستفادة من الماء الشروب لصالح مواطني السواقي بنسبة 128ل/يوم وستتحسن إلى 200ل/يوم سنة 2040، ومواطني بوسكن بنسبة 97ل/يوم لتصل إلى 200ل/يوم مستقبلا.
وفي نهاية الاجتماع، أصرّ الوالي، أمام الحاضرين، على ضرورة العمل من أجل «وضع آلية يتم بها تحديد كميات المياه الواجب توافرها لمواطني الولاية، مع تحديد حاجياتهم الآنية والمستقبلية وكذا مصادر ونوعية وكمية المياه وفق مخطط توجيهي محكم مبني على دراسات واقعية حول استخدامات الثروة المائية في مختلف المجالات: المدنية، الصناعية، الزراعية...».