تشهد مختلف فضاءات الترفيه المنتشرة عبر كامل تراب ولاية تبسة إقبالا كبيرا للعائلات منذ حلول موسم الاصطياف، خاصة خلال الفترة المسائية، سيما مع نهاية الأسبوع للاستمتاع باللعب والنسمات حسبما لوحظ منذ بداية موسم الحر.
تحوّلت هذه الفضاءات العمومية من ساحات وحدائق التسلية ومساحات خضراء مجهزة بألعاب للأطفال ومختلف فضاءات الترفيه إلى قبلة للعائلات التبسية خلال الفترات المسائية للاستماع بالنسمات الرطبة والهواء بغية الترفيه وتغيير الأجواء، خاصة في ظلّ الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة في هذه الولاية الداخلية.
وتستقطب كل من حديقتي التسلية والترفيه «تيفاست» و»المنتزه الذهبي» بعاصمة الولاية اللتان تفتح أبوابهما أمام الجمهور يوميا بداية من الساعة الخامسة مساء أعدادا كبيرة من المواطنين للمرح بمختلف الألعاب الموجهة للاطفال والكبار والاستمتاع بالنشاطات الترفيهية والتثقيفية التي يتمّ تنظيمها إضافة الى الترويح عن النفس بالمناظر الطبيعية.
ويقوم المشرفون على هذه الفضاءات العمومية والساحات الترفيهية التي عادة ما تكون سهلة المنفذ والوصول إليها كونها تتوسّط النسيج العمراني والأحياء على إقامة عدة نشاطات ترفيهية للأطفال وحفلات موسيقية للكبار بغية تمكينهم من الاستمتاع بقضاء أوقات ممتعة بمناسبة حلول موسم الاصطياف.
وأصبحت هذه الفضاءات التي تعدّدت منذ سنوات بولاية تبسة الحدودية عبر محتلف بلدياتها تشكل الوجهة المفضلة للعائلات التبسية، خاصة بالنسبة للعائلات محدودة وضعيفة الدخل التي لا تتمكن من التنقل نحو الولايات الساحلية للاستمتاع بالرمال الذهبية وزرقة مياه البحار وأمواجها.
وأوضح عدد من قاصدي هذه الحدائق الذين يأتون من مختلف أحياء المدينة وكذا البلديات المجاورة في تصريحات عديدة لـ»وأج» أن هذه الفضاءات أصبحت تشكل قبلة رئيسية وهامة للأسر التبسية كونها متوفرة عبر عدد من الأحياء الرئيسية وقريبة من وسائل النقل، خاصة خلال الفترة الليلية.
وأشار المتحدثون إلى أن الحديقة تعتبر مكانا عموميا مؤمنا بالنظر للتواجد الكثيف لعناصر الأمن من خلال المخطط الأمني الذي سطرته المصالح المعنية وهو ما يبعث ـ حسبهم - بالأمان والطمأنينة وعدم الخوف من المتسكعين أو خطر المنحرفين.
وفي هذا السياق أكدت السيدة (كريمة.م) أن توفّر هذه الفضاءات بولاية تبسة ازداد وارتفع بصورة «ملحوظة ومحسوسة» منذ سنوات، حيث أصبحت السلطات المحلية تولي أهمية لهذا الجانب لتمكين المواطن البسيط ـ حسبها - من الاستجمام والترويح عن نفسه في ولايته.
وأضافت ذات المتحدثة، أن المواطن التبسي كان يقصد منطقة «يوكوس» أو غابة بكارية للتنزه والترفيه إلا أنه ومنذ سنتين أصبحنا نلاحظ اهتمام بالساحات العمومية المجهزة بألعاب للأطفال وكراسي للكبار وكذا توفر المساحات الخضراء التي تريح النفس، ما مكّن العائلات الالتقاء بهذه الفضاءات بدل المنازل.
من جهتها أشارت السيدة (ليلى.ت) أنها تلتقي بشكل دوري بصديقاتها وجاراتها بالمنتزه الذهبي للعائلات أو حديقة تيفاست التي استفادت من عملية تهيئة وإعادة تأهيل قصد قضاء سهرات ممتعة تمتد إلى ساعات متأخرة من الليل والاستمتاع بالنسمات الرطبة بدل الالتقاء بالمنازل وتشغيل المكيفات، حسبها.
وأشادت ذات المتحدثة بمثل هذه الفضاءات الترفيهية التي أصبحت تلقى رواجا بولاية تبسة منذ أزيد من 4 سنوا، مشيرة إلى أنها تشكل «متنفسا حقيقيا» لسكان هذه الولاية الحدودية التي تشهد ارتفاعا شديدا لدرجات الحرارة خلال موسم الاصطياف تتعدى 48 درجة في معظم الأوقات.
مسابح جوارية وهوائية لتمكين البراءة من السباحة
يعمل قطاع الشباب والرياضة بولاية تبسة على توفير مسابح جوارية وهوائية وأحواض للسباحة عبر مختلف بلديات الولاية الـ28 قصد تمكين شباب وأطفال هذه الولاية الحدودية من السباحة والترفيه عن النفس في ظلّ ارتقاع درجات الحرارة حسبما أفاد به لـ»وأج» المدير الولائي للقطاع محمد لخضر زهواني.
وأضاف ذات المسؤول، أنه قد تمّ تخصيص مبالغ مالية هامة من ميزانية الولاية في شقّها المتعلّق بترقية مبادرات الشباب وتمويل مختلف الأنشطة الشبانية والرياضية لاقتناء ما لا يقل عن 50 مسبحا هوائيا تمّ توزيعها عبر 13 بلدية بولاية تبسة بغية تمكين أطفال وشباب هذه الولاية الحدودية من الاستمتاع بأفضل الأوقات خلال موسم الاصطياف.
كما تمّ تخصيص ما لا يقل عن 70 مليون د.ج لتجديد المسبح البلدي ببلدية الكويف الحدودية الذي يعود للحقبة الاستعمارية و12 مليون د.ج لتهيئة المسبح البلدي بالونزة وغلاف مالي مماثل لمسبح الشريعة ـ حسبما أشار إليه ذات المتحدث ـ وذلك بهدف تمكين شباب هذه المناطق من قضاء أوقات ممتعة خلال فصل الصيف، خاصة وأنها تعرف ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة.
ويحصي قطاع الشباب والرياضة بولاية تبسة أيضا مسبحا نصف أولمبي بعاصمة الولاية يفتح أبوابه أمام محبي هذه الرياضة طيلة السنة، إضافة إلى 5 مسابح جوارية و8 أحواض للسباحة، حسبما أشار إليه السيد زهواني، مذكرا أنه تمّ تجميد إنشاء 5 مسابح.
وأكد ذات المتحدث، أن هذه الفضاءات الشبانية والرياضية تحظى باهتمام كبير من طرف السلطات المحلية بهدف تمكين أطفال وشباب هذه الولاية الداخلية من قضاء أمتع الأوقات خلال موسم الاصطياف وتجنيبهم مشقة ومعاناة التنقل نحو ولايات ساحلية قريب وبعيدة للاستمتاع بفصل الصيف.
من جهته، أكد والي الولاية مولاتي عطا الله في عدة مناسبات، أن مصالحه تعمل على توفير أكبر عدد ممكن من الفضاءات العمومية من بينها الساحات والمساحات الخضراء والحدائق التي تقصدها العائلات التبسية خلال موسم الاصطياف من خلال تخصيص مبالغ مالية لتهيئتها وتجهيز الساحات العمومية، إضافة إلى إقامة عديد النشاطات التثقيفية التي يشرف عليها قطاعي الشباب والرياضة والثقافة.
ودعا مسؤول الجهاز التنفيذي الأول بالولاية المستثمرين العموميين والخواص إلى خوض تجارب للاستثمار في هذا المجال لإنشاء فضاءات ترفيهية وحدائق وغابات استجمام وغيرها، مؤكدا أنه سيتم توفير كل التسهيلات والدعم الضرورية لإنجاح مثل هذه المشاريع التي من شأنها توفير مناصب شغل جديدة وتطوير قطاع الشباب والرياضة بولاية تبسة الحدودية.