لا يختلف اثنان على أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة أن رحيلها في 17 جانفي 2915، ترك لدى محبيها وعشاقها عبر الوطن العربي فراغزا كبيرا وشغورا بغياب جزء من تاريخ أفلام الزمن الجميل التي تركت بصمة متميزة في قلوب ملايين المشاهدين الذين عايشوا ولازالوا يعيشون ويتذكرون أفلام فاتن حمامة على غرار فيلم (صراع في الوادي) إلى جانبها زوجها الممثل العالمي عمر الشريف، دون أن ننسى فيلم «ملاك الرحمة» و»كرسي الاعتراف» واليتيمين و»لك يوم يا ظالم» .
تعددت أفلامها لأكثر من 50 فيلما طويلا دون أن ننسى بعض المسلسلات التلفزيونية كلها أعمال درامية للفنان. حمامة كانت ناجحة ومؤثرة في المجتمع المصري والعربي.
مولدها
ولدت 07 / 05 / 1931، محافظة الدقهلية الشمالية الى القاهرة، ثم بعدها دخلت جو التمثيل في سن مبكر الى أن تربّعت على عرش الدراما السينمائية منذ 1954 الى أن وافتها المنية 2015. تمكنت بموهبتها أن تتربّع على عرش الدراما ولقبت بسيدة الشاشة العربية.
موهبتها أعطتها مساحة كبيرة في نظر كبار المخرجين، على غرار يوسف شاهين الذي اخرج لها فيلم (صراع في الوادي)، ومثل الى جانب زوجها عمر الشريف الممثل العالمي ومحمود المليجي ورشدي أباظة وآخرين كما عملت أيضا مع العديد من المخرجين ابتداء من محمد كريم في (يوم سعيد) و(داود عبد السلام) في آخر أفلامها عام 1993 (أرض الأحلام) وخير بشارة (يوم مر.. يوم حلو)، ولها أكثر من 50 فيلما سينمائيا كلها نالت النجاح الجماهيري داخل مصر وخارجها.
فاتن حمامة.. والكبار
أدت العديد من الأدوار الناجحة والخالدة أمام نجوم التمثيل في مصر وكانت بارغة في الأداء والتأثير الدرامي على المشاهد، حيث وقفت أمام أنور وجدي يوسف وهبي، محمد فوزي، فريد الأطرش محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، محمود ياسين، محمد منير، يحي الفخراني إلى جانب التمثيل أمام بعض سيدات الدراما المصرية على غرار ماجدة، زهرة العلا، مديحة يسري وأخريات.
استفتاء فني
وفي استفتاء فني حول أفضل مئة فيلم مصري، بمناسبة مئوية السينما المصرية 1996، جاءت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي فازت على منافساتها بالمرتبة الأولى، حيث ضمت قائمة المسابقة أكبر عدد من الأفلام شاركت في بطولتها متقدمة على الأخريات بامتياز.
الأفلام التي شاركت في المسابقة ومثلت فيها منها: (ابن النيل والمنزل رقم 13)، (صراع الوادي)، (دعاء الكروان) و(الحرام) و(امبراطورية ميم) و(أريد حلا) و…..
وماذا عن التلفزة
يقولون بأن فاتن حمامة كانت تحب التمثيل السينمائي أكثر من التمثيل في المسلسلات التلفزيونية وهذا ما وقع فعلا فعملها كان محدودا، منها مسلسل (حكاية وراء كل باب) و(ضمير أبله حكمت) و( وجه القمر)، لكن رغم قلة التمثيل في المسلسلات التلفزيونية إلا أنها تركت بصمة متميزة لدى مشاهد الشاشة نظرا لقيمة هذه القامة وأدائها الدرامي الرائع سينمائيا وتلفزيونية.
التكريمات والمهرجانات
استطاعت نجمة التمثيل العربي فاتن حمامة ان تحصد الكثير من الجوائز داخل مصر وخارجها، حيث نالت في مهرجانات عربية وأجنبية جوائز لا ينالها الا الكبار على غرار جائزة طهران عام 1977، عن فيلم (أفواه وأرانب) وجائزة أخرى على مستوى مهرجان قرطاج، ومنها الجائزة الكبري بالمغرب 2004، الخاصة بفيلم المرآة في المهرجان الدولي الذي شاركت فيه أكبر الدول في صناعة السينما، لكن حمامة العرب اصطادت الجائزة بامتياز.
الثقافة لدى فاتن
كانت فاتن حمامة عاشقة للأدب العربي والأجنبي حتى النخاع، حيث مثلت من روايات طه حسين واحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس وكانت فاتن تحب التجوال والسفر مابين مصر وبيروت ولندن، خاصة وأن جمال عبد الناصر قال عنها ذات يوم انها ثروة ثقافية كبيرة وكرّمها في بداية الستينات.
الجامعة الأمريكية تكرّمها
بعد تكريمها من طرف جمال عبد الناصر والرئيس السادات والحسن الثاني جاء دور الجامعة الأمريكية في بيروت في 2013، كرمت بشهادة الدكتورة الفخرية. أما آخر تكريم قبل وفاتها فكان في عيد الفن المصري في 14 مارس 2014، حيث كرمها الرئيس المؤقت لمصر آن ذاك عدلي منصور.
لا تحب الظهور في الاعلام
قيل عنها أنها تحب العمل في صمت وبدون إشهار لأن نجاح الفنان هي أعماله التي تتحدث عنه وليس الدعاية المجانية، غير أن فاتن ظهرت في ماي 2014، ضمن وفد اعلامي مع فنانينمصريين ذهبوا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في احدى لقاءاته ضمن حملته الانتخابية للرئاسة يقولون بأنه عندما شاهد فاتن قطع خطابه وذهب لمصافحة سيدة الشاشة العربية، فهي بالفعل رمز تاريخ التثميل العربي الذي أسهم في تشكيل الوجدان العربي عبر المعمورة ماضيا وحاضرا ومستقبلا، لأن الفن الأصيل لا يموت والكبار لا يموتون أبدا.