سهام لمّاعة تتهاطل يمكن مشاهدتها دون منظار ولا تلسكوب
يعيش الفلكيون وهواة السهر ليلا على ضوء النجوم، خاصة في هذه الليالي التي تتزامن وعيد الأضحى المبارك من شهر أوت الجاري للتمتع بمشاهدة همرات البرسييد أو البرشاويات ( Perséides ) وهي شهب تتهاوى علينا من السماء بالعشرات كسهام خاطفة ولماعة. هذا ما اكدة جمال فهيس، رئيس الجمعية العلمية الفلكية البوزجاني بالمدية وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك في بيان تسلمت «الشعب»، نسخة منه.
وقال فهيس، إن هذه الظاهرة الفلكية التي تحدث هذه الأيام يمكن مشاهدتها بدون الحاجة إلى منظار أو تلسكوب، يكفينا لمتابعة هذا المشهد السماوي الرائـع التحلي بدقـة الإنتباه والملاحظة بالعين المجـردة وبكثير من الصـبر مع إختيار موقع رصد مناسب يستحسن أن يكون بعـيدا عن الأضـواء الكاشفة مع الإستلقاء على الظهـر أو أريكة بحرطويلة مع التوجه نحو الشمال الشرقي.
يحدث أن ينهمر عدد كبير من الشهب في الجو، وقد يستمر ذلك فترة تطول أو تقصر، ويقدر عدد ما يتهاوى منها بأكثر من 4 ألاف شهاب في الساعة الواحدة، وقبل أن يعرف الناس سر حدوث تلك الهمرات، فإن رعبا شديدا كان يسيطر عليهم إذ كانوا يظنون بأن نجوم السماء تنقض بإتجاه الأرض، وبعد دراسة العلماء لهذه الظاهرة، تبين أنها ناتجة عن بلوغ الأرض على مدارها حول الشمس منطقة تخلى فيها أحد المذنبات عن جزء من مركبات ذيله التي تتألف من أجرام صغيرة هشة، وأن دخول تلك الأجرام على التوالي جو الأرض هو الذي يسبب حدوث تلك الهمرات.
هناك همـرات تتكرّر أكثر من مرة في العام الواحد، وسببها إنتهاء حياة أحد المذنبات وإنتشار مركباته من الأجـرام الصغيرة على عـدة مواقع من مدار الأرض، مما يؤدي إلى حدوث همرة من الشهب كلما بلغت الأرض على مدارها موقعا من تلك المواقع.
وقد أستطاع العلماء بعد عناء كبير من البحث والمراقبة، أن يحدّدوا الفترات التي تلتقي فيها الأرض مع مخلفات المذنبات في فصلي الربيع والصيف ثم في فصلي الخريف والشتاء، وأعطوا لكل موعد حدوث همرة من تلك الهمـرات أسم المذنب الذي تكون مخلفاته سببا في حدوثها أو اسم الكوكبة النجمية التي تبدو قادمة منها.
(الجدول يمثل أشهر أسراب الشهب)
تاريخ المشاهدة
إسم الهمرة
العـدد
في الساعة
مركز الظهور
2 – 3 جانفي
كوادرانتيد Quadrantides
07 إلى 40 بالقرب من كوكبة الراعي
21 أفريل
ليريد Lyrides
08
بالقرب من كوكبة هرقل
06 ماي
الدلويات Aquarides
06
بالقرب من الدلـو
12 أوت
برشاويات Perséides
70الى 90
بالقرب من فرساوس
20 أكتوبر
الجباريات Orionides
20 بالقرب من الجبار
15 نوفمبر
الأسديات Lionides
20 بالقرب من الأسد
12- 10 ديسمبر
التوأميات Geminides
من 16 إلى 50 بالقرب من التوأم
ماهي الشهب؟
معظـم الشهب يتألف من أجرام صلبة صغيرة الحجم بعضها ذات تركيب معدني يغلب عليه الحديد، وبعضها الأخر صخري معدني، وكلها ناتجة عن فتات الكويكبات والنيازك.
ويترواح حجم الشهاب بين 0.5 سم وبين عدة سنتمرات، ولا يدعى ذلك الجرم شهابا إلا بعد أن يدخـل الغلاف الغـازي الأرضي ويحترق فيه بالكامل، ساحبا وراءه خطا من النور الوهاج ومخلفا بعده في الجو رمادا دقيقا بعضه يهبط ببطء نحو سطح الأرض، وبعضه يضل معلقا لفترة في الفضـاء مع بقية الجزيئات الدقيقة السابحة فيه، ثم لا يلبث أن يهبط هو الآخر إلى سطح الأرض كغبـار دقيق أو مع قطرات المطر مؤلفا النوى الدقيقة التي يتكاثف حولها بخار الماء في الجو ليتحوّل إلى قطرات .
ويدوم شريط النـور الذي يتركه الشهاب خلفه مدة ثانية أو عدة ثوان، وذلك حسب حجم الشهاب ومدى صلابة جرمه وتسارعه.
يستطيع الإنسـان الذي يراقـب السماء ليلا باستمرار أن يشاهد حوالي خمس شهب في الساعة الواحدة في أجواء المدن، حيث يمنع إنعكاس أنوارها في الهواء من رؤية الشهب سريعة الاحتراق، أما المراقب القائـم في منطقة يسودها الظلام فيمكن أن يرى من الشهب أكثر بكثير مما يراه ساكـن المدينة، علما بـأن عدد الشهـب التي تدخل جو الأرض سنويا لا يقل عـن 20 مليون شهاب.