تنظّم دار الثقافة رشيد ميموني ببومرداس نهار اليوم ندوة فكرية حول حياة ومآثر الروائي الكبير رشيد ميموني إحياءً للذكرى التاسعة عشر لرحيله ذات يوم من شتاء سنة 1995، تاركا وراءه أعمالا أدبية كبيرة من أروعها، الربيع لن يكون إلا أجمل، النهر المحول، سلام للعيش، طومبيزا، حزن للعيش وشرف القبيلة، وكلها أعمال وإبداعات خالدة لهذا الروائي الذي اختار اللغة الفرنسية للتعبير، إلاّ أنّه ظلّ بعيدا عن الأضواء وحتى ملتقياته تتم بطريقة محتشمة.
الندوة الفكرية التي اختار لها المنظّمون شعار «كاتب ونضال»، ينتظر أن ينشطها ثلّة من الأسماء الأدبية والروائية الجزائرية على رأسهم الروائي الكبير رشيد بوجدرة، الذي سيقوم أيضا على هامش معرض الكتاب الذي تحتضنه دار الثقافة بتنظيم أمسية للبيع بالإهداء، إضافة إلى الدكتور عبد الحميد بورايو، الأستاذ إبراهيم سعدي والأستاذ عزيز نعمان، الذين سيشتغلون طيلة هذا اليوم الدراسي على مناقشة الأعمال الأدبية للروائي رشيد ميموني ومسيرته الفنية الحافلة، وجانب من حياته الشخصية الصعبة التي اتّسمت بالكثير من العقبات والصعاب التي اعترضت حياته، بالخصوص أنه عايش الفترات الصعبة في تاريخ الجزائر سنوات التسعينيات مع التهديدات الكثيرة التي تلقاها حينذاك.
الكاتب رشيد ميموني الذي نال أكثر من عشرين جائزة وطنية ودولية، يعتبر من أكثر الأدباء الجزائريين تتويجا، رغم تلك المسيرة الصعبة التي جعلته يرحل بعيدا عن الأهل والوطن على سرير أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 12 فيفري 1995، وبين كل هذه المسيرة المفعمة بالعطاء تبقى ظلال رشيد ميموني حاضرة رغم التهميش والتقصير في حقه من طرف المؤسسات الثقافية وحتى الأسرة الأدبية، كما أنّ ملتقى رشيد ميموني الذي انطلق بقوة سنتي 2004 و2005 شهد فتورا وتراجعا في السنوات الأخيرة. وبقيت اشكالية الترسيم والاعتماد الرسمي من طرف وزارة الثقافة من أهم المطالب والانشغالات التي عبّرت عنها الأسرة الثقافية ببومرداس بهدف رد الاعتبار لهذه الشخصية الأدبية العالمية، وتمكين الولاية من ملتقى وطني يليق بمقامها الفكري والثقافي، ودون شك ستكون هذه الإشكالية حاضرة بقوة بين المشاركين.