قتل ما لا يقل عن 43 شخصا وأصيب العشرات بجروح في قصف جوي استهدف مدينة مرزق جنوب ليبيا مساء الأحد، حسبما أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية ومسؤول محلي. من جانبه، أكد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تنفيذ ضربة على المدينة لكنها نفت استهداف أي مدنيين.
أعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية امس الاثنين مقتل 42 شخصا على الأقل وإصابة العشرات في قصف جوي استهدف بلدة جنوب البلاد.
وأدان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في بيان الهجوم الذي استهدف حي القلعة السكني بمدينة مرزق مساء الأحد.
وقال إبراهيم عمر عضو المجلس البلدي في مرزق امس «تعرض الحي السكني (القلعة) لقصف جوي خلف 42 قتيلا وأكثر من 60 جريحا».
من جهتها، أكدت قوات شرق ليبيا «الجيش الوطني الليبي» بقيادة المشير خليفة حفتر تنفيذها ضربة في ساعة متأخرة الليلة ما قبل الماضية على المدينة التي تقع في عمق جنوب ليبيا، لكنها نفت استهداف أي مدنيين.
وقال الجيش الوطني الليبي في بيان إن الضربة استهدفت «مقاتلي المعارضة التشادية»، وهي عبارة تشير عادة إلى قبائل التبو المعارضة له في المنطقة.
وسيطر الجيش الوطني الليبي على مرزق أوائل العام الحالي في إطار هجوم هدفه السيطرة على الجنوب المنتج للنفط. لكنه انسحب منها لاحقا لتركيز قواته في الشمال حيث يحاول السيطرة على العاصمة طرابلس في حملة مستمرة منذ أربعة أشهر.
مطار معيتيقة في عين الاعصار
ارتفعت وتيرة الهجمات التي تستهدف مطار معيتيقة الدولي المطار الوحيد المتبقي في العاصمة طرابلس خلال الايام الماضية، وهو ما تواكب مع جدل سياسي حول دعوة المبعوث الأممي غسان سلامة لوقف استخدام مطار معيتيقة عسكريا، خلال إحاطته في مجلس الأمن الإثنين الماضي، والتي أتبعها ببيان آخر يدين «الضربات المتكررة التي استهدفت المطار» بعد هجومين بالقذائف هذا الأسبوع.
منذ منتصف الأسبوع الماضي كان المطار في قلب التفاعلات السياسية والعسكرية، إذ قوبلت إحاطة سلامة بنفي وزارة المواصلات بحكومة الوفاق ما ورد في على لسان المبعوث الأممي، مؤكدة أن «المطار يستخدم لحركة الملاحة الجوية المدنية، وهو المنفذ الدولي الأكثر استخداما من الليبيين ومن كافة المناطق»، داعية في الوقت نفسه سلامة إلى زيارة المطار للتأكد من استخدامه للأغراض المدنية.
لكن أصوات القذائف عادت لتتساقط مرة أخرى في أرجاء المطار هذا الأسبوع، إذ جرى استهدافه بهجومين خلال اليومين الماضيين كان أولها السبت الماضي، حين استهدفت قذيفتان مهبط المطار وثالثة سقطت أمام بوابة الردع، لتتوقف حركة الملاحة لساعات قبل أن تعود في اليوم نفسه. وفي حادث هو الثاني خلال 48 ساعة، نجت طائرة شركة البراق من قصف استهدف المطار.
ومع استمرار حرب العاصمة طرابلس، لا يستبعد محللون استهداف المطار مرات ومرات أخرى، في ظل استمرار لهجة التصعيد السياسي المتبادل، أو الاكتفاء بما يصفها المتابعون للشأن الليبي بـ«إدانات معلبة» تفتقد لأدوات الردع اللازم للحيلولة دون استهداف مرفق حيوي للدولة، والنأي به عن الصراع العسكري القائم.