خلفت النيران التي اندلعت، نهاية الأسبوع ونهار أمس الجمعة، بسلسلة الأطلس البليدي، ومرتفعات «تمزقيدة «، مقتل رضيعة في عامها الثاني، و إصابة أفراد عائلتها الأربعة بحروق، تفاوتت في درجات خطورتها، وإتلاف ما لا يقل عن 20 هكتارا ، تضاف إليها حرائق أخرى بحظيرة الشريعة، وغابة الزاوش في أولاد يعيش ، و دائرة الأربعاء إلى الشرق تماما، لا يزال عناصر الحماية المدنية و أعوان الغابات، يواصلون إخمادها ومراقبة النقاط، التي تم السيطرة عليها، تفاديا لاندلاعها مجددا.
الحريق المأساوي، والذي عاينت « الشعب « جانبا منه بمنطقة عين الرمانة إلى الغرب تماما من البليدة، تسبب في مقتل طفلة رضيعة، تعرف بـ « ملاك « ، كانت تنام في طمأنينة إلى جنب والديها، و هي لم تتجاوز بعد عامها الثاني. دون مقدمات، انتشرت النيران بسرعة في الغابة المجاورة لمسكنها العائلي، بدأت تقترب من حيطان و نوافذ الدار ، و تسللت إلى الداخل أتت على كل شيء اعترض طريقها، واشتد لهيب السنة النار، و ارتفعت الحرارة إلى أن احمرت، و أفاق أهل « ملاك « ، و كادوا يختنقون ، في وقت بعض الجيران بالخارج و المارة بالطريق القريب جدا من مسكن عائلة « ملاك « ، لم يناموا بعد و لاحظوا النيران و هي تقترب و تنتشر في محيط السكن، حيث ابلغوا مصالح الحماية بالخطر.
استغلوا الوقت و تدخلوا محاولين نجدة جميع أفراد العائلة، حيث تمكنوا بعد وصول أعوان الحماية من إنقاذ 4 أفراد الوالد و زوجته و طفلين، بينما «ملاك «، علقت و اختنقت من شدة الدخان، و سقطت مغشيا عليها، و لم يستطع المنقذون أن يروها وسط الظلام و الدخان الكثيف ، لتفارق الحياة ، بينما تم تحويل بقية عائلتها على المستشفى ، و مصلحة الحروق في الدويرة ، لتلقي العلاج .
وفد وزاري يزور العائلة ويتفقد أحوالها ..
ممثلين لوزير الداخلية و الجماعات المحلية ، قام المندوب الوطني للأخطار الكبرى و تسيير الكوارث الطاهر مليزي ، مرفوقا بوالي البليدة يوسف شرفة ، والمدير العام للحماية المدنية ، و إطارات و منتخبون ، بزيارة أفراد العائلة الضحية ، و الاطمئنان على أحوالها ، و تبليغهم تعازي المسؤولين.
اغتنم الوالي مناسبة مراسيم جنازة «الضحية ملاك « ، ليصرح بأن الوصاية تعد بالتكفل بالعائلة المعوزة والفقيرة، من الناحيتين المادية و المعنوية، مع منحها سكنا بكامل التجهيزات، بدلا عن المسكن الذي كانت تؤجره، و الذي أتى الحريق على كامل أغراضه، والتكفل بكل ما يلزم العائلة، من الناحيتين النفسية و المادية، علما أن الوالد مصاب بمرض مزمن، وعمره زاد عن 60 ، و يعاني من متاعب صحية أخرى، ويحسب على شريحة « الباتريوت « .
استمرار الحرائق بمحمية الشريعة وشرق البليدة ..
في سياق الحرائق يواصل أعوان الإنقاذ و الإطفاء ، محاربة النيران التي ما تزال تندلع بحظيرة الشريعة ، بالمكان المسمى « جلالطة» ، أين تمكن الإطفائيون من تجنيب المحمية العالمية، من كارثة حريق حقيقي، خصوصا و أن عوامل المناخ ساعدت في ذلك ، و الرياح كانت قوية فاقت سرعتها 20 كيلومتر في الساعة، بالإضافة الى إنقاذهم لعشرات العائلات، و الحال أيضا الى شرق البليدة، وخاصة في الأربعاء و أولاد يعيش، و التي شهدت هي الأخرى اندلاعا لحرائق مشبوهة، جعلت عناصر الدرك،يباشرون تحقيقا أمنيا للكشف عن الأسباب الحقيقية من وراء تلك النيران .