ثمن الباحث في التراث عبد القادر بن دعماش جهود وزارة الثقافة في خدمة الفن والثقافة الجزائرية، فضلا عن التكفل بحقوق الفنان المادية والمعنوية، من خلال تأسيس المجلس الوطني للفنون والأداب، والمصادقة على قانون التغطية الاجتماعية للفنانين والمؤلفين.
اعتبر عبد القادر بن دعماش ضمن منبر “ضيف الشعب” المجلس الوطني للفنون والأداب مكسب كبير للفن والفنانين في الجزائر، مشيرا إلى أنه مشروع ضخم تبنته وزارة الثقافة منذ سنوات عدة، إلى أن رأى النور بعد صدور المرسوم التنفيذي المتضمن إنشاء المجلس في جوان 2011، وأكد عبد القادر بن دعماش أن المجلس الوطني للفنون والأداب اعتراف بالوجود القانوني للفنان، واعتراف للدولة من خلال هذه الهيئة بهاته الفئة، قائلا “المجلس اعتراف بالفنان، وهو يتكون من مختلف الشرائح الفنية والثقافية في بلادنا.
وأضاف بن دعماش بأنه وافق على توليه مهمة المجلس بعد اختياره من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، كونه نابع من مرسوم حكومي، ووقع عليه الوزير الأول، بوجود نواب الرئيس ممثلين لوزارة الثقافة ووزارة العمل والشغل والضمان الاجتماعي، وأشار إلى أن المجلس يتمتع بعديد الصلاحيات، بعد أن تم تنصيبه رسميا يوم 05 أفريل 2012، و«مهمتنا تجسيد الخطوط العريضة للمجلس الذي تأسس لاستفادة الفنان من الضمان الاجتماعي” يقول بعد أن يقدم له المجلس الوطني للفنون والآداب الاعتراف الرسمي بمهنته من خلال استفادته بالبطاقة المهنية للفنان، كما هو معمول به في القطاعات الأخرى، يضيف المتحدث.
واعتبر الباحث عبد القادر بن دعماش أن بطاقة الفنان هي اعتزاز له، واعتراف بمسيرته الفنية، بعد أن كان أغلب الفنانين يربطهم عقد مؤقت بينهم وبين الإدارة التي تعامل معها، دون أي أثر قانوني.
قانون التغطية الاجتماعية للفنان حسب “ضيف الشعب” والذي صادق عليه مجلس الحكومة يوم 09 جانفي الماضي، سينشر في العدد القادم للجريدة الرسمية للسنة الجارية، وانطلاقا من ذلك يُشرع في تطبيقه وبالتالي الاعتراف بالفنان، داعيا إلى ضرورة عدم تركه دون عقود واضحة تضمن له حقوقه، وبخاصة أثناء الحوادث المهنية، حيث يسهل عليه المجلس تأمينه اجتماعيا في مجاله الفني حتى وإن كان موظفا في قطاع آخر.
وأشار الباحث في التراث الموسيقي إلى المادة 11 من المرسوم والتي تنص على معالجة وضعية الفنانين المسنين لأكثر من 70 سنة لتمكينهم من حقوقهم، بعد أن عجز التسجيل في الضمان الاجتماعي لأن القانون لا يسمح له بذلك، ومن هنا يمنح له هذا القانون منحة التقاعد.
وأشاد عبد القادر بن دعماش في ذات السياق بمجهودات وزيرة الثقافة خليدة تومي في دعم المشروع، وبالتالي دعم الفنان الجزائري، والنضال بقوة لأجل تمكينه من حقوقه، قائلا بأن وزارة الثقافة قد انطلقت في إحصاء الفنانين المتواجدين في 48 ولاية عن طريق مديريات الثقافة، إلى جانب مؤسسات وهيئات أخرى ينضوي تحت لوائها فنانون، فدورنا ـ يضيف ـ هو البحث عن رجل الثقافة والفن أينما وجد، مشيرا إلى أن طبيعة الفنان ومهنته تختلف عن المهن الأخرى، لذا تطلب وضع قانون خاص به، لأجل تمكينه من حقوقه.
وفي سياق آخر أكد عبد القادر بن دعماش أن المجلس الوطني للفنون والأداب ليس بإمكانه إقصاء الفنانين الجزائريين وحرمانهم من بطاقة الفنان، مشيرا إلى أن الإقصاء سيمس فقط من ليس له علاقة بالفن، حيث أن تاريخه الفني هو من سيشهد له، واعتبر وظيفة المجلس الوطني للفنون والأداب هو الاعتراف بالفنان بالدرجة الأولى، حيث سيعتمدون على إنتاجه، ونشاطاته وعلى الشخصيات التي تعترف به، ومن هنا يقول سنعمل على خلق عائلة فنية تدافع عن الفن الجزائري وتساهم في النهوض به وبالثقافة.