طباعة هذه الصفحة

عددهم 70 تلميذا، تتقدمهم بوناب لبيبة من قالمة بمعدل 18.75

رئيس الدولة يشرف على تكريم المتفوقين الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا

النجباء: النجاح ثمرة جهد ومهنة الطب الأمل المنشود

أشرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أمس، بقصر الشعب، على تكريم المتفوقين الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا دورة 2019.وسلم بن صالح خلال الحفل الذي جرى بحضور مسؤولين سامين في الدولة وأعضاء من الحكومة وأولياء التلاميذ، شهادات وميداليات تقدير وهدايا رمزية للمتفوقين الذين بلغ عددهم 70 تلميذا، تتقدمهم التلميذة بوناب لبيبة من ولاية قالمة، المتوفقة بامتياز بمعدل 18.75 شعبة علوم تجريبية، تليها التلميذة بلعيدي لينة من ولاية الجزائر العاصمة المتفوقة بمعدل 18.70 شعبة رياضيات، ثم التلميذة جدو ريحان من ولاية المدية المتفوقة بمعدل 18.67 شعبة تقني رياضي.
للإشارة، فقد بلغت نسبة النجاح في شهادة البكالوريا لهذه السنة  54،56 بالمائة، مقابل 55،88 بالمائة بالنسبة للعام الماضي، حيث تصدرت شعبة الرياضيات القائمة بنسبة نجاح تقدر بـ 78،61 بالمائة.
وكان 674.831 مترشح قد اجتازوا بداية من 16 يونيو الفارط امتحانات شهادة البكالوريا عبر 2339 مركز، من بينهم 411.431 مترشح متمدرس و263.400 مترشح حر، فيما بلغ عدد المحبوسين المتقدمين لهذا الامتحان 4226 مترشح موزعين على 43 مؤسسة عقابية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية.

بلعابد: عازمون على تسوية المشاكل المطروحة من نقابات التربية


أشاد وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، أمس، بالتنظيم المحكم للامتحانات المدرسية للسنة الجارية بفضل مجهودات الأسرة التربوية، وكل المتدخلين بالرغم من المرحلة التي تمر بها البلاد.
وقال بلعابد في كلمة له خلال حفل تكريم النجباء من الناجحين في شهادة البكالوريا، إن آخر درس أعطته المدرسة الجزائرية والقائمون عليها هو التنظيم المحكم للامتحانات المدرسية، والبكالوريا التي وصفها الجميع بالدورة الناجحة بامتياز بل الأحسن بكثير من سابقتها.
ووصف الوزير نتائج شهادة البكالوريا دورة 2019 بالمستقرة، حتى في الأوقات الصعبة التي يمر بها البلد والتي لم تتداع بالسلب على سير ونتائج الامتحانات.
وثمن في هذا المقام جهود الجميع لاسيما الوزير الأول، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أعضاء الحكومة إلى جانب قيادات الدرك والأمن الوطنيين الذين أدوا واجبهم المهني والوطني في هذه الامتحانات المدرسية بكل احترافية. كما أثنى الوزير أيضا على الشركاء الاجتماعيين الذين رموا بثقلهم لتأمين هذه الامتحانات المدرسية الثلاثة حيث كانوا سندا ميدانيا وقفت أمام كل المحاولات البائسة واليائسة للمساس بحرمة الامتحانات والتشويش عليها.
وذكر في هذا الإطار، أنه بالرغم من التراجع الطفيف في نسبة النجاح في شهادة البكالوريا أشار وزير التربية أن نسبة الحاصلين على هذه الشهادة جيد جدا» 8043 و21679 بتقدير جيد و84285 بتقدير قريب من الجيد لتصل نسبة الحاصلين بتقدير بشكل عام 19،21 بالمائة. كما انتقلت نسبة المشاركة في امتحانات البكالوريا بالنسبة لنزلاء المؤسسات العقابية من 75، 54 السنة الماضية إلى 88،94 بالمائة خلال دورة 2019.
وأضاف أن عدد حالات الغش بلغت أدنى مستوياتها منذ سبعة سنوات، إذ لم تتعد نسبة 0، 11 بالمائة وانتقلت نسبة النجاح من 40.16 بالمائة إلى 46.12 بالمائة.واعتبر وزير القطاع أنه بالرغم من المجهودات تظل النتائج «تحت مستوى التطلعات وما نصبو إليه» وأن «الطابع المعقد والمتشعب والحساس للقطاع يتطلب رصانة في التسيير ورزانة في القرار.
ونوه بلعابد بالمناسبة بدور المدرسة في تكوين النشء وتحضير مواطن قادر على تحمل المسؤولية باعتبارها أقوى أدوات الدولة للحفاظ على الهوية الوطنية وتربية الأجيال. وأضاف في هذا الشأن أن الجزائر» لا تملك مخابر ولا منابر للعلاج التربوي خارج الفضاءات الرسمية التي هي مفتوحة للجميع للمساهمة في تحسين مردود المدرسة الجزائرية في إطار ما يحدده الدستور والقانون، وفي إطار احترام المرجعيات الدينية والتاريخية الوطنية».
وفي سياق ذي صلة، أكد وزير التربية عزم الدولة على تسوية المشاكل المطروحة من قبل نقابات القطاع وأن الحوار يظل السبيل الوحيد لحل النزاعات، مجددا التأكيد على ضرورة الدفاع على المدرسة العمومية والمجانية التي هي مسألة يجب —كما قال— على كافة أفراد الجماعة التربوية الدفاع عنها.

شهادات من الحفل التكريمي

أكد المتفوقون الأوائل في امتحان شهادة البكالوريا، الذين تم تكريمهم من طرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أن تحصلهم على أعلى المعدلات هو «نتيجة لجهد جماعي»، معربين عن أملهم في الإسهام في بناء «جزائر أفضل».
عبرت المتفوقة الأولى على المستوى الوطني التلميذة بوناب لبيبة من ولاية قالمة المتحصلة على معدل 75ر18 شعبة علوم تجريبية، على هامش الحفل التكريمي، عن بالغ سرورها بتكريمها من طرف رئيس الدولة في هذه المناسبة التي حضرها المسؤولون السامون في الدولة وأعضاء الحكومة.
وأكدت أن «النجاح لا يأتي صدفة، بل هو مجهود متواصل يمتد عبر كل سنوات التمدرس»، مشيرة إلى أنها تحصلت على «المرتبة الأولى ولائيا في شهادة التعليم المتوسط بمعدل 19.26».
وقالت التلميذة أن مشوارها الدراسي تميز بـ»الجد والإصرار والعزم على نيل الرتب الأولى»، وأوضحت أنها وجدت في ذلك «دعما ومرافقة من طرف الأساتذة والعائلة الصغيرة».
وعن طموحها في المستقبل، أشارت المتفوقة الأولى أنها ستختار شعبة الطب في الجامعة وذلك «لجانبها النبيل وتلبية لرغبة الوالدين»، معتبرة أن «اختيار الشعبة في الجامعة مهم لكن الأهم منه هو الدراسة بشغف وحب وإتقان مهما كانت الشعبة المختارة» وأضافت أن «الطموح الأسمى هو المساهمة في بناء جزائر أفضل وأرقى».
من جانبه، قال المتفوق الأول في فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التلميذ مختاري محمد ريان من ولاية الجزائر العاصمة المتحصل على معدل 17.83 شعبة علوم تجريبية، أن شعوره بعد تكريمه من طرف رئيس الدولة «لا يوصف»، مؤكدا أن «التفوق جاء نتيجة لعمل متواصل ولجهد جماعي شارك فيه أفراد العائلة وأعضاء الأسرة التربوية بمختلف رتبهم، بالإضافة إلى الإرادة التي كانت هي الدافع والمحفز للتفوق في الدراسة».
وبشأن حالته الخاصة، أوضح التلميذ أن «هناك صعوبات كبيرة في تمدرس ذوي الاحتياجات الخاصة وحتى في حياتهم اليومية»، مؤكدا أن «بعض المدارس غير مهيأة لاستقبال هؤلاء التلاميذ وهو ما يضطرهم إلى اختيار مؤسسات على حساب أخرى لأسباب غير تربوية وإلى التواصل مع الإدارة قبل الدخول المدرسي بهدف توفير الظروف الملائمة».
واضاف أن هذا الواقع «قد يكون مثبطا في غالب الأحيان، لكنه في حالتي كان محفزا لمجابهة هذه الصعوبات ورفع التحدي من أجل إسعاد عائلتي»، ودعا إلى «تجهيز المؤسسات التربوية بشكل أفضل من أجل تسهيل تمدرس التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة».
ويطمح محمد إلى اكمال الدراسات العليا في مجال الإعلام الآلي تخصص أمن معلوماتي، بهدف «تطوير منظومة وطنية لحماية المعلومات تمكن الجزائر من تبورإ مكانة مرموقة بين الدول المتطورة في مجال تأمين المعلومات الشخصية».
كما أعرب عن أمله في أن يتوفر العلاج الخاص بحالته (ضمور النخاع الشوكي) في الجزائر، لأنه حاليا «لا يتوفر إلا في الدول الغربية بسبب كلفته الباهظة»، مؤكدا أن خضوعه لهذا العلاج سيغير حياته بشكل كلي».
أما المتفوق الأول على مستوى مدارس أشبال الأمة، التلميذ بوسلاح محمد المتحصل على معدل 17.97 بمدرسة أشبال الأمة لوهران، فقد أعرب عن افتخاره «الكبير» بتمثيل مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، وشكره لقيادة الجيش التي «عملت على توفير كل الوسائل المادية والبشرية من أجل تسهيل تمدرس الأشبال وتحقيق نتائج مبهرة كل سنة».
وعن سر تفوق هذه المدارس، قال الشبل أن «العمل والانضباط الذي يتميز به الإطار العام لتكوين أشبال الأمة، هو العامل الأساسي لهذا النجاح»، مؤكدا أن مدارس أشبال الأمة «تعمل على تدريس نفس البرنامج الدراسي الذي توفره المدارس العادية، غير أن نظام التدريس بطابعه العسكري يسمح بدرجة تركيز عالية، كما أن الإمكانيات المادية والكفاءات البشرية تزرع في نفوس التلاميذ روح المواظبة والتفاني».
ويتضمن البرنامج اليومي للتدريس -حسب شبل الأمة-، «فترات مراجعة إجبارية لأكثر من ساعتين بعد الدوام بصفة يومية، كما يتم فتح الأقسام في الفترة الليلية لكل من أراد المذاكرة بصفة فردية أو جماعية».
وأشاد التلميذ بوسلاح محمد بالعنصر البشري الذي يؤطر التلاميذ والذي «يتميز بكفاءة عالية وخبرة طويلة حيث أنه يتم اختيار مدرسين تفوق خبرتهم المهنية 20 عاما».
وعن طموحه الشخصي، قال شبل الأمة أنه يطمح الى الالتحاق بالمدرسة التحضيرية لدراسات مهندس بالرويبة وتطوير مؤهلاته داخل المؤسسة العسكرية في سبيل «خدمة الوطن».