قتل أمس خمسة متظاهرين بينهم أربعة طلاب بالرصاص في مدينة الأُبيض في وسط السودان وأصيب ثمانية آخرون بجروح، عشية استئناف المفاوضات بين المجلس العسكري الحاكم وقادة حركة الاحتجاج لحل بعض المسائل المتعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.
أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، امس، سقوط قتلى إثر تعرضهم لإصابات مباشرة برصاص قناصة في مدينة الأبيض، في ولاية شمال كردفان، بعد خروجهم في موكب الثانويات السلمي، مشيرة إلى وجود عدد كبير من الإصابات، بعضها حرجة.
بسبب هذا التصعيد الخطير، أصدر والي ولاية شمال كردفان، قرارا بإعلان حظر التجول بمدن ولاية شمال كردفان، من الساعة التاسعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا، حتى إشعار آخر. تأتي هذه التطورات بينما تستأنف قوى «إعلان الحرية والتغيير» في السودان، اليوم الثلاثاء، التفاوض المباشر مع المجلس العسكري الانتقالي حول «الإعلان الدستوري».
قال ساطع الحاج، قيادي في قوى «التغيير»، قائدة الحراك الشعبي، إن المشاورات بين كتل قوى التغيير ما تزال مستمرة، بهدف الوصول إلى رؤية وصيغة موحدة بشأن «الإعلان الدستوري».
سيحدد «الإعلان الدستوري» واجبات ومسؤوليات مجلس السيادة المقترح لإدارة شؤون السودان خلال مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات.
أضاف الحاج: «نستقبل حاليًا الرؤى والملاحظات من قوى الحرية والتغيير والشخصيات الأكاديمية والمختصة حول الإعلان الدستوري، تمهيدًا لبلورة رؤية موحدة، والانخراط في التفاوض المباشر مع العسكري اليوم «.
تُعقد جلسة تفاوض اليوم برعاية الوسيط الإفريقي، محمد الحسن ولد لبات.
لا حصانة مطلقة
من جهة أخرى، كشفت قوى إعلان الحرية والتغيير عن توافق بينها والمجلس العسكري الإنتقالي على حذف فقرة الحصانة المطلقة في الوثيقة الدستورية التي سيتم مناقشتها بين اللجان الفنية للطرفين، مبينة أن لقاء جوبا مع قيادات الحركة الشعبية شمال جاء بنتائج إيجابية في إحلال السلام بالبلاد.
قال ساطع الحاج، إن المجلس العسكري والحرية والتغيير توافقا على أن تكون الحصانة إجرائية فقط وغير مطلقة لأعضاء المجلس السيادي المنتظر تكوينه بعد الإتفاق على الإعلان الدستوري. في السياق، دعا الاتحاد الإفريقي المجلس العسكري السوداني وقوى إعلان «الحرية والتغيير» إلى التقيد بالزمن الذي وضعه لجلسات المفاوضات حول الإعلان الدستوري.
جاء ذلك في بيان صادر عن بعثة الاتحاد الإفريقي بالخرطوم، الأحد.
أضاف البيان أن التقيد بدقة المواعيد يفرضه استعجال البت النهائي في القضايا المدرجة بجدول الأعمال تلبيةً لتطلعات الشعب السوداني وأصدقائه في القارة الأفريقية والعالم .
يتولى المجلس العسكري الحكم منذ أن عزلت قيادة الجيش، في 11 أفريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة (1989: 2019)، تحت وطأة احتجاجات شعبية منددة بتردي الأوضاع الاقتصادية. ووقع المجلس العسكري وقوى التغيير، في 17 جويلية الجاري، اتفاق «الإعلان السياسي» بشأن تقاسم السلطة خلال المرحلة الانتقالية.