انتخابات رئاسية مبكرة و رئيس البرلمان يقود الجمهورية بصفة مؤقتة
بكت تونس، مهد الربيع العربي، الخميس رئيسها الراحل الباجي قايد السبسي، الذي توفى عن عمر 92 عاما ، لكن حزنها لم يمنعها من تجنب شغور في السلطة، ففي ظرف 6 ساعات أصبح لتونس رئيسا انتقاليا، و على الفور تم العمل على تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة خلال أقل من شهرين، ما يشكل تحديا وسط مناخ سياسي صعب.
توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي صباح الخميس عن 92 عاماً، ليرحل بوفاته أول رئيس منتخب ديمقراطياً بالاقتراع العام وتنطلق التحضيرات لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في هذا البلد الذي يعتبر مهد الربيع العربي.
وبعد وفاة السبسي، أعلن الحداد الوطني لمدة سبعة أيام ، و مباشرة أدى محمد الناصر (85 عاما) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور.
وقطع التلفزيون الحكومي برامجه وبدأ بث آيات من القرآن مع اعلان وفاة السبسي الذي انتخب في نهاية 2014 رئيسا للبلاد بعد ثلاث سنوات من ثورة أطاحت الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي في 2011.
وتوفي السبسي قبل أشهر من انتهاء ولايته في ديسمبر 2019، فيما من المقرر تنظيم انتخابات تشريعية في 6 كتوبر.
تقديم الرئاسيات الى 15 سبتمبر
بعد ساعات من وفاة السبسي، وأداء محمد الناصر رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، قررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تغيير أجندة الانتخابات وتقديم الرئاسية إلى 15 سبتمبر، بعد أن كانت مقررة في 17 نوفمبر المقبل، فيما بقيت الانتخابات البرلمانية في موعدها في السادس من أكتوبر.
الموعد الجديد للانتخابات والذي أقرته الهيئة المكلفة أثار مخاوف بعض الأحزاب السياسية التي تخشى أن يكون له تداعيات سلبية على المرشحين،فعلى الصعيد «التقني» يتزامن موعد الانتخابات الرئاسية مع انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية التي من المزمع انطلاقها يوم 14 سبتمبر، وبذلك سيكون هناك تداخلا بين التواريخ، ما قد يكون له تداعيات على القائمات المترشحة والمترشحين، كما يطرح مخاوف بشأن قدرة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لوجستيا وماديا على تسيير العمليتين في نفس الوقت.
ويشار إلى أنه في حال الاضطرار لتنظيم جولة ثانية للاقتراع الرئاسي، فهي ستجري خلال أسبوعين من صدور نتائج الجولة الأولى.
ويذكر أن الهيئة العليا للانتخابات اختارت في البداية تاريخ نوفمبر للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية والذي يتزامن مع موعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ما دفع العديد من الأحزاب السياسية لإصدار بيانات تطالب الهيئة بالتراجع عن هذا الموعد. وقد لبت الهيئة لاحقا مطلب تغيير الموعد.
حداد وجنازة وطنية
أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، أنه سيتم تنظيم جنازة وطنية كبرى بحماية الجيش التونسي،اليوم السبت، لتوديع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
وقال رئيس الحكومة إنه سيكون هناك حضور كبير لرؤساء الدول في مراسم الجنازة، «نظرا للسمعة الكبيرة التي كان يحظى بها الرئيس الراحل في الخارج، ولدى العديد من دول العالم وخاصة أوروبا والخليج العربي»، مضيفا أن الدولة التونسية تنتظر قدوم وفود أجنبية كثيرة لحضور موكب الجنازة.
وأكد أن تونس «أعطت صورة كبيرة للعالم في التداول السلمي على السلطة بسلاسة وفي إطار حضاري»، داعيا الشعب التونسي إلى أن يكون متضامنا في مثل هذه الأوقات ويتجاوز خلافاته.
وقال الشاهد إن السبسي « كان مناضلا كبيرا وقضى 50 سنة في الحياة السياسية منذ دولة الاستقلال، واضطلع بدور هام في إنجاح الانتقال الديمقراطي .. لقد كان دبلوماسيا محنكا وتعلمت منه الكثير .. وتعتبر وفاته خسارة كبيرة لتونس».
هذا و نُقِل امس الجمعة, جثمان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي من المستشفى العسكري بتونس العاصمة إلى قصر قرطاج وسط إجراءات أمنية مشددة وتجمهر كبير للمواطنين.
محمد الناصر الرئيس المؤقت لتونس
بناء على الدستور التونسي، أدى رئيس البرلمان محمد الناصر اليمين الدستورية ليصبح رئيسا مؤقتا لتونس بعد وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، فمن هو محمد الناصر؟
تولى الخميس رئيس البرلمان التونسي محمد الناصر (85 عاما) رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة ، وقد انتخب محمد الناصر رئيسا لأول برلمان تونسي في ديسمبر 2014 وذلك بعد ثلاثة أعوام من تغيير النظام الذي حصل سنة 2011 .
ومحمد الناصر المتخصص في القانون الاجتماعي ،سيتولى الحكم الى حين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، و هو كما يرى المراقبون يمثل استمرارا لخط الراحل الباجي قايد السبسي الذي كان مقربا منه.
وكان الناصر قد بدأ مسيرته في عهد الرئيس حبيب بورقيبة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي. ويحمل شهادة الدكتوراه في القانون الاجتماعي من جامعة السوربون بباريس. تولى وزارة الشؤون الاجتماعية مرتين في عهد بورقيبة.
وبعد تولي زين العابدين بن علي الحكم في 1987، انسحب الناصر من الحياة السياسية. لكنه تولى تمثيل تونس في المنظمات الدولية في جنيف.
وأسس الناصر مجلة متخصصة في القانون الاجتماعي. وعاد إلى الحكومة وزيرا للشؤون الاجتماعية بعد تغيير2011 ضمن فريق رئيس الحكومة حينها الباجي قايد السبسي.
وفي فيفري 2014، انضم إلى حزب نداء تونس بزعامة قايد السبسي وانتخب عضوا في مجلس نواب الشعب.
وخلال وجوده في البرلمان حاول الناصر حشد توافق للقرارات المتخذة.