أدان وزير الخارجية الصحراوي، عضو جبهة «البوليساريو»، محمد سالم ولد السالك، أمس، التصعيد المغربي الأخير ضد الصحراويين بالمناطق المحتلة بعد احتفالهم بفوز الفريق الجزائري لكرة القدم، وندد باغتيال مواطنة صحراوية بعد دهسها بسيارة تابعة لقوات الأمن المغربية.
أكد ولد السالك أن الاحتلال يفرض حصارا شديدا على الساكنة في ظل صمت المجتمع الدولي ودعم واضح من فرنسا محذرا من استمرار الوضع الراهن على المنطقة.
وندد باغتيال شابة صحراوية عن طريق دهسها بسيارة تابعة لقوات الأمن المغربية عشية فوز المنتخب الجزائري بنهائي كأس أفريقيا الأسبوع الماضي، إضافة الى إعتقال عشرات الشباب، وتعنيفهم بشكل رهيب يؤكد أن وضع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة بات أكثر خطرا من أي وقت مضى بعد هذا التصعيد الأخير.
ووصف الدبلوماسي ولد السالك في ندوة صحفية نشطها بمقر سفارة الصحراء الغربية بالجزائر بالعاصمة الانتهاكات بالخطيرة، موضحا أن الانتهاكات والقمع الذي يعاني منه الشعب الصحراوي بالمناطق المحتلة نتيجة مباشرة للحصار المغربي من جهة وللدعم الفرنسي للرباط داخل مجلس الأمن من جهة ثانية.
أعمال وحشية همجية تعرض لها الصحراويون طيلة ليلة فوز المنتخب الجزائري
وأشار ولد السالك أن فرحة الصحراويين واجهها المغرب بتدخل قواته القمعية وإحكام السيطرة على كل أحياء وشوارع وأزقة المدن المحتلة وكل أماكن تواجد الصحراويين بالمدن المغربية، حيث كان مساء ليلة الجمعة تاريخ الانتصار العظيم الذي حققه محاربو الصحراء شكل مناسبة للشعب الصحراوي لخروج جماعي شاركت فيه المرأة والطفل والرجل حيث عانق العلم الصحراوي العلم الجزائري في مسيرات احتفالية إلى جانب ترديد الجماهير لشعارات مطالبة بتقرير المصير وغيرها من الشعارات المناهضة للاحتلال المغربي اللاشرعي، لكن القمع الذي واجهه الصحراويون بالعيون المحتلة كان أكثر من شنيع بعد تدخل القوات العسكرية إلى جانب وحدات الشرطة وكتائب المخازنية والوحدات الخاصة لتبدأ بأعمال وحشية همجية طيلة الليلة لتتواصل الملاحقات من ذلك اليوم إلى حد الساعة.
وقامت قوات الاحتلال المغربي حسب الدبلوماسي باستخدام الرصاص الحي والمطاطي وخراطيم المياه والضرب المبرح وحتى الدهس بالسيارات والذي كان من نتائجه، استشهاد الشابة صباح عثمان أحميدة التي تعرضت للدهس العمد من طرف سيارة لقوات المخازنية كانت تلاحقها وجرح العشرات واعتقال أزيد من 140 شخص». كما نفذت قوات الاحتلال مداهمات للمنازل وتعذيب من فيها بدون استثناء لخلق جو من الرعب والخوف.
موقف فرنسا داخل مجلس الأمن ومنعها «المينورسو» من مراقبة حقوق الإنسان
أشار الوزير الصحراوي إلى أن هذه الموجة الجديدة من القمع المسلط على الشعب الصحراوي في الجزء المحتل من ترابه تجري في المناخ السياسي المحيط بالقضية الصحراوية والظروف الراهنة ومنها عزل المناطق الصحراوية المحتلة عن العالم الخارجي من خلال رفض زيارة الصحافة والمراقبين الدوليين وأيضا موقف فرنسا داخل مجلس الأمن الدولي ومنعها «المينورسو» من صلاحية مراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها.
واتهم ولد السالك دولة المغرب بتورطها في إغراق المنطقة المغاربية برمتها بالمخدرات، كما أنها تعتبر أكبر منتج ومصدر للمتطرفين، وللهجرة السرية التي تشكل تجارة مربحة للمنظمات والمجموعات الإجرامية، معتبرا أن الدولة الصحراوية تحظى باعتراف كبير على المستوى الأفريقي والعالمي، ولا يمكن تجاهلها كواقع قائم لا رجعة فيه، كما أنها تشكل عامل استقرار وتوازن في المنطقة لا يمكن القفز عليه.