قالت صحيفة المانيفييستوالايطالية الذائعة الصيت في مقال هام للصحفي المعروف استيفانوتورا «أن المئات من الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية خرجوا للاحتفال بفوز الجزائر بكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم، وأضافت أن تلك الاحتفالات تحولت الى مظاهرات سلمية ضد الاحتلال المغربي وذلك بعد أن فرضت السلطات المغربية طوقا أمنيا وأغلقت كل الشوارع في مدينة العيون المحتلة وسارعت إلى التدخل ضد الاحتفالات السلمية التي قامت بها عائلات صحراوية تتكون من نساء وأطفال وشباب
وكتب الصحفي الإيطالي أن المظاهرات والاحتفالات السلمية سرعان ما تحولت إلى جحيم لا يطاق، بعد أن قامت القوات القمعية المغربية بقمع المتظاهرين بوحشية وذلك باستعمال خراطيم المياه وكل أنواع ووسائل القمع بما فيها الرصاص المطاطي، وبدون شفقة.
وكانت سيارات الجيش والشرطة المغربيين تجوب الشوارع وتدهس كل من كان في وجهها من المتظاهرين بلا تمييز بين المرأة ولا الشيخ ولا الطفل، مستعملة أبشع صور القمع والبطش والتنكيل والقوة التي لا تتناسب مع مظاهرات سلمية، يضيف الصحفي الايطالي.
وأضافت الصحيفة أن هذا التدخل الهمجي خلف في حصيلة أولية مئات الجرحى والمعتقلين، كما دهست قوات الاحتلال الشابة صباح عثمان أحميدة البالغة من العمر 23 سنة وأردتها قتيلة.
ومن الشواهد على بشاعة القمع والتعذيب تضيف الصحيفة، هناك الكثير من الأفلام الحية ومن عين المكان تظهر مدى ما يتعرض له الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة من صنوف القمع والتنكيل.
هذه شواهد ترد من الكثير من المنظمات الغير حكومية والمنظمات المدنية العاملة في الحقل الحقوقي في الصحراء الغربية.
وذكرت الصحيفة أن السلطات المغربية تمنع على الصحافة الدولية والملاحظين والحقوقيين الدوليين الدخول إلى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، مما يتيح لقوات القمع المغربية أن تستمر في القمع الممنهج بعيدا عن أنظار العالم.
وخلص كاتب المقال الى أن الشعب الصحراوي ظل ينتظر إجراء استفتاء في الصحراء الغربية، الاستفتاء الذي لم يجري تنظيمه نتيجة تعنت النظام المغربي المدعوم من فرنسا، هذا التعنت وذلك الدعم اللذان فرضا استقالة المبعوث الشخصي للامين العام في يونيوالفارط .
وذكرت الصحيفة في ختام مقالها أن القمة الإفريقية الأخيرة في نيامي أعلنت استيائها من استمرار التعنت المغربي.
مطالب بالتدخل
دعت أمس، اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان نظيرتها الإفريقية إلى الضغط على المغرب لوضع حد لانتهاكاته المتصاعدة لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية .
وجددت اللجنة في رسالة إلى رئيسة اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، مايغا سويتا، مطالبتها اللجنة بممارسة الضغط الضروري على المغرب لوضع حد لانتهاكاته المتصاعدة لحقوق الإنسان والتي تهدد بشكل خطير ومتفاقم الوضع على الأرض وتقويض أي أفق لبناء الثقة وتحقيق التقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
وأضافت اللجنة في رسالتها « أن مشاهد العدوانية والعنف الأعمى التي ميزت التدخل المغربي الوحشي، ترجح ارتفاع عدد الضحايا الصحراويين الأبرياء، خاصة مع تعدد محاولات الدهس التي تعرضوا لها، إضافة إلى الجروح والإصابات الناجمة عن استخدام الرصاص».