يواصل الطلبة دعم الحراك الشعبي الذي تعيش الجزائر، على وقعه منذ حوالي 5 أشهر حيث خرج العشرات منهم، أمس، في مسيرة جابت مختلف شوارع العاصمة، كانت الانطلاقة فيها من ساحة الشهداء وصولا إلى البريد المركزي رافعين شعارات تطالب بجزائر جديدة قوامها الحق والقانون، على حد تعبيرهم.
طلبة كلهم إصرار وعزيمة على مواصلة المسار، والدفاع عن المطالب المرفوعة من قبل الشعب الراغب في تجسيد جزائر حرة ديمقراطية، فبالرغم من انتهاء الموسم الجامعي إلا أن العديد منهم التحق بالمسيرة المبرمجة كل يوم ثلاثاء، والملاحظ أن عددهم قل مقارنة بالمسيرات السابقة التي كانت تسجل توافدا هاما لهذه النخبة، أرجعه العديد ممن كان لهم حديث مع «الشعب» الى غلق الإقامات الجامعية ومختلف الخدمات الجامعية.
إلا أن ذلك لم يمنع البقية من استكمال المسيرة لينوبوا عن زملائهم الغائبين، متحدين كل الظروف خاصة ارتفاع درجة الحرارة من أجل تأكيد تمسكهم بالمطالب المرفوعة منذ 22 فيفري المنقضي وعلى رأسها رحيل كل رموز النظام، وتنظيم انتخابات رئاسية، يتم اختيار فيها الرجل الأنسب لقيادة عهد جديد ودولة يسودها القانون.
رفع المتظاهرون الراية الوطنية، وشعارات عدة تطالب بتغيير النظام ومواصلة محاسبة المتورطين في نهب المال العام وكذا استقلالية العدالة، مؤكدين على ضرورة تجسيد دولة ديمقراطية كما هتفوا مرارا بشعار «الجيش الشعب خاوة -خاوة».
لم تسجل أية تجاوزات تذكر، حيث تم تأطير الطلبة من طرف رجال الأمن بكل احترافية وسار الطلبة بكل حرية عبر شوارع العاصمة معبرين عن أرائهم بكل ديمقراطية حيث تواصلت وقفتهم إلى غاية 13:00 زوالا ليتفرق بعدها الطلبة بشكل هادئ وحضاري ما جسد شعار السلمية على أرض الواقع، دون أن ننسى الحديث عن الحركة التجارية التي كانت جد طبيعية ما عدا تسجيل عرقلة طفيفة في حركة السير عبر الأماكن التي سلكها المتظاهرون.
الطلبة عبروا عن أمالهم ومواقفهم الحرة لمستقبل أفضل للبلاد، أصروا فيها على ضرورة استكمال ما تبقى من مسار التغيير حيث تعهد الكثيرون منهم أنه رغم كل الظروف والعطلة الصيفية وانتهاء العام الدراسي، إلا أنهم سيبقون للعهد أوفياء بدعم الحراك الشعبي، وإسماع صوت النخبة المثقفة كل يوم ثلاثاء إلى غاية تحقيق كل ما خرج من أجله المواطنون آملين في غد مشرق.