طباعة هذه الصفحة

دور باريس في الأزمة الليبية يثير الاستياء

الوفاق تتهم فرنسا بدعم هجوم حفتر على طرابلس

قال وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا فتحي باشاغا، إن اعتراف فرنسا بأنها تملك صواريخ متطورة أمريكية الصنع عثر عليها في قاعدة ليبية استولت عليها قوات بقيادة خليفة حفتر يدل على أنها تدعم هجومه للاستيلاء على العاصمة، حسبما ذكرت وكالة أنباء أمريكية. كانت تقارير قد ذكرت أن قوات لحكومة الوفاق الوطني عثرت على صواريخ «جافلين» في بلدة غريان بعد طرد قوات حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي المعين من جانب مجلس النواب الليبي المنتخب منها الشهر الماضي.

أقرت وزارة الدفاع الفرنسية، يوم الأربعاء الماضي، بامتلاكها لصواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات تم العثور عليها في قاعدة عسكرية يستخدمها مسلحون في ليبيا، إلا أنها لفتت إلى أنها ليست صالحة للاستعمال. يأتي اعتراف الوزارة تأكيدا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، وبعد تكهنات واسعة النطاق حول الطرف الذي جلب الأسلحة.
شكك وزير الداخلية فتحي باشاغا خلال حديثه في مقابلة في مدينة مصراتة الليبية في مزاعم فرنسا بأن الصواريخ كانت غير صالحة للاستعمال وقال إن حكومته طلبت من خبراء من الأمم المتحدة والولايات المتحدة فحص الأسلحة للتأكد من أنها تعمل بشكل جيد.
قال باشاغا، مستشهداً بالمثل العربي «البعرة تدل على البعير… ورطت فرنسا نفسها عندما قالت إن صواريخ جافلين كانت مع فريق أمني فرنسي. إذا كانت صواريخ جافلين خاصة بفريق أمني فرنسي، فهذا يعني أن فرنسا اعترفت بأنها كانت متواجدة عسكريا ورسميا في غريان لدعم حفتر». يأتي اتهام باشاغا وسط القتال الدائر منذ الرابع من شهر أفريل الماضي بين جيش شرق ليبيا، الذي يسعى إلى السيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، وقوات الأخيرة في محيط العاصمة. اسفرت الاشتباكات عند اطراف طرابلس في احدث احصائية لمنظمة الصحة العالمية عن سقوط أكثر من ألف جريح.

دور مزدوج

تلقى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، انتقادات خلال حضوره حلقة نقاش، شارك فيها 350 من المغتربين الأفارقة في باريس، بسبب ما وصفوه بـ «الدور المزدوج « لفرنسا في الشأن الليبي.
طالب عدد من الحضور، ماكرون بـ»التوقف عن التدخل في شؤون ليبيا»، مشيرين إلى واقعة العثور على صواريخ جافلين في غريان، والتي أعلنت فرنسا ملكية جيشها لها.
دعا أحد المتحدثين، ماكرون إلى إنهاء التدخل الفرنسي في إفريقيا بدعوى «إنه لن يقبل أن تأتي الولايات المتحدة للتدخل في فرنسا»، مضيفا «لقد رأينا كيف استشطت غضبا من المسؤولين الإيطاليين لأنهم دعموا السترات الصفراء، فما الذي سيتبادر إلى ذهنك إذا جاء هؤلاء الإيطاليون إلى فرنسا كما فعلت فرنسا في إفريقيا؟ لقد فعلت ذلك في تشاد وليبيا، حتى دون الرجوع إلى برلمانيهما».