طباعة هذه الصفحة

باريس تحذر من الإنزلاق إلى الحرب

إيران ترفع درجة التّحدي مع أمريكا وترفض أي تفاوض معها

فيما تتزايد التهديدات والضغوط الأميركية، وكان آخرها الحديث عن تشكيل تحالف عالمي لضمان أمن مضيق هرمز وباب المندب، في محاولة تهدف، على ما يبدو، إلى سحب ورقة قوة «هرمز» من طهران، تتحدث السلطات الإيرانية عن «إخفاقات أميركية» منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في ماي 2018، مع تجديد التأكيد على رفض أي تفاوض معها، نافية صحة تقارير انتشرت أخيراً، قالت إن الإدارة الأميركية نقلت عبر موسكو رسالة إلى إيران لإجراء مفاوضات على مستوى وزراء الخارجية.
وفي تصريحات أوردها التلفزيون الإيراني، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس الأحد، إن «أميركا قد فشلت طيلة الـ14 شهراً (أي بعد الانسحاب من الاتفاق النووي) في كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدولية في مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية..من يزعم أن الشعب الإيراني قد اهتز أمام الضغوط التي تمارس ضده فكلامه غير صحيح، وخاطئ وكاذب».

الشّعب الايراني لم يهتز رغم العقوبات

وأضاف روحاني أن بلاده تواجه صعوبات ومشاكل «لكننا لسنا محبطين»، قائلاً إنها «تحملت أقسى العقوبات التي تفرضها أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم».
ولتأكيده على قساوة العقوبات وشدتها، لفت الرئيس الإيراني إلى أنها «لو فرضت على أي شعب آخر لقضت عليه»، مضيفاً أن الشعب الإيراني «صمد بكل قوته أمام هذه العقوبات».
ورأى روحاني أن «الرأي العام العالمي يندد بأميركا، وهي هُزمت في أفغانستان والعراق وسورية واليمن»، مؤكداً أن «من يزعم أن الشعب الإيراني قد اهتز أمام الضغوط التي تمارس ضده فكلامه غير صحيح، وخاطئ وكاذب».
وأكد أنه على الرغم من هذه الضغوط الاقتصادية «انخفضت ديون إيران الخارجية وكذلك نسبة البطالة فيها خلال العام الماضي».

باريس تحذّر ممّا لا يحمد عقباه

في الأثناء، انتقد وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان أمس، قرار طهران خفض التزاماتها المتعلقة بالاتفاق النووي، مؤكدا أن هذه الخطوة هي ردة فعل على قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي قبل سنة.
وقال لودريان  على هامش الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي «إن حقيقة اتخاذ إيران قرارا بالتراجع عن بعض التزاماتها النووية هو سبب إضافي للقلق. إنه ردة فعل سيئة على قرار سيء آخر..أقصد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في السنة الماضية».
وردا على أسئلة الصحفيين حول خطر نشوب حرب كبيرة في الشرق الأوسط، أكد لودريان أن «الوضع خطير، وزيادة التوتر قد تؤدي لوقوع حوادث».
ولفت الوزير الفرنسي إلى أن «الحرب لا يريدها أي أحد، لقد لاحظت أن الجميع يقولون إنهم لا يريدون بلوغ أقصى حد من التصعيد، لا الرئيس روحاني، ولا الرئيس ترامب، ولا باقي القادة في الخليج. لكن هناك مظاهر للتصعيد تبعث على القلق».
وتابع قائلا: « من المهم اتخاذ إجراءات خفض التصعيد لتخفيف التوتر».

انفراج  محتمل  بين لندن وطهران

 أبلغ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت  نظيره الإيراني بأن بريطانيا ستسهل الإفراج عن ناقلة النفط الإيرانية المحتجزة (غريس1) إذا حصلت على ضمانات بأنها لن تتوجه إلى سوريا.
وأضاف الوزير البريطاني أن محادثته مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كانت بناءة وأن الوزير أبلغه برغبة طهران في حل قضية الناقلة وأنها لا تسعى لتصعيد الموقف.
ولا تفرض دول أوروبية عقوبات على طهران غير أنها تفرضها على  سوريا منذ عام 2011.

 ترامب انسحب من الاتفاق نكاية في أوباما

أظهرت وثائق مسربة جديدة أن سفير بريطانيا السابق لدى الولايات المتحدة كيم داروك يعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران بسبب ارتباط هذا الاتفاق بسلفه باراك أوباما.
وكتب داروك في برقية دبلوماسية تعود إلى ماي 2018 أن الإدارة الأميركية راهنت على عمل يندرج في إطار «التخريب الدبلوماسي»، وذلك «على ما يبدو لأسباب أيديولوجية وشخصية (لأنها) كانت صفقة أوباما».
ويعد هذا التسريب جزءا من دفعة ثانية من التقارير المسربة التي نشرتها صحيفة «ذا ميل أون صنداي» الأسبوع الماضي والتي وصف فيها السفير البريطاني السابق الرئيس ترامب بأنه مختل عقليا وغير كفء، وهو ما دفع السفير إلى الاستقالة من منصبه.
وكان وزير الخارجية البريطاني آنذاك بوريس جونسون قد توجه في ماي 2018 إلى واشنطن لمحاولة إقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق النووي مع إيران.