استقبل رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، عددا من السفراء الذين سلموا له أوراق اعتمادهم.
استقبل رئيس الدولة سفير المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا الشمالية بالجزائر،باري روبرت لووان، الذي أشاد في تصريح للصحافة عقب اللقاء، بالعلاقات «العريقة والودية» بين البلدين والتي « تعتمد على شراكة «رابح لرابح»، معربا في هذا الصدد عن «تفاؤله» بخصوص تطور هذه الأواصر حتى تشمل مجالات أخرى مستقبلا.
بدورها، أكدت سفيرة جمهورية ألمانيا الفيدرالية أولريك ماريا كنوتز أن ما يجمع بين الجزائر وبلادها هي «علاقات صداقة ممتازة في كل المجالات».
ففيما يتعلق بالجانب السياسي،«تعد الجزائر شريكا استراتيجيا بالنسبة لألمانيا بالنظر إلى الثقل الذي تمثله قاريا ودوليا». أما على الصعيد الاقتصادي فقد أشارت إلى وجود الكثير من المؤسسات الألمانية التي تنشط بالجزائر خارج نطاق المحروقات.
وفي المجال الثقافي، أبرزت كنوتز «اتساع مساحة الطلب على تعلم اللغة الألمانية من طرف الجزائريين» وهي الحاجة التي «سيتم العمل على تلبيتها مستقبلا»، مثلما أكدت.
كما أشارت من جهة أخرى، إلى أن الجزائر «تمر بمرحلة هامة في تاريخها وألمانيا تتابع الأحداث باهتمام»، متابعة بالقول «نتمنى الأفضل للجزائر بفضل التحلي بالإرادة والحكمة».
من جهته، وصف سفير اليابان بالجزائر كازويا أوغاوا العلاقات الثنائية بين البلدين بـ»الممتازة»، مذكرا بأنها تعود لسنة 1958 التي شهدت إنشاء مكتب جبهة التحرير الوطني بطوكيو.
غير أنه لفت إلى أن العلاقات الاقتصادية تبقى «لا تعكس الرصيد الذي يملكه البلدان»، بالنظر إلى مكانتهما على المستويين الدولي والقاري، مما يمثل إمكانيات كبيرة مفتوحة للتعاون والاستثمار بينهما.
كما حرص السفير الياباني بالمناسبة على تثمين «الحس المدني» و»الوعي» اللذين يبديهما الشعب الجزائري خلال المسيرات السلمية متمنيا الازدهار للبلاد.
وفي تصريح لها، أفادت سفيرة جمهورية التشيك لانكا بوكورنا بأن محادثاتها مع بن صالح دارت حول فرص التعاون، المتاحة منها والمستقبلية و»استعداد بلادها لتقاسم تجربتها مع الجزائر».
وفي ذات السياق، ذكرت بوكورنا بأن جمهورية التشيك تعتبر إحدى البلدان المؤسسة للمهرجان السيمفوني الذي تحتضنه الجزائر منذ عشر سنوات، معرجة على تعاونها الثنائي مع جامعة قسنطينة في مجال علم الآثار والذي شرع الجانبان في تطويره.
أما سفير أوكرانيا ماكسيم سوبخ أليوفيتش فقد استعرض مع رئيس الدولة واقع الروابط الثنائية في مختلف المجالات والسبل الكفيلة بدعمها، حيث نقل له «حرص» بلاده على تنمية العلاقات بينهما من خلال «تفعيل الحوار السياسي وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما والذي بلغ خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية 400 مليون دولار، ما يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالسنة السابقة».
كما شدد السفير الأوكراني على «أهمية توسيع القاعدة القانونية المنظمة للعلاقات بين البلدين، من خلال إبرام مجموعة كبيرة من الاتفاقيات الجاهزة للتوقيع».
من جانبه، ذكر سفير دولة قطر حسن إبراهيم عبد الرحمن المالكي أنه «لمس لدى رئيس الدولة اعتزازه بالمدى الذي بلغته العلاقات الثنائية المتينة التي تربط البلدين وإرادته الصادقة في دعم وشائجها وتوسيع العلاقات في شتى البلدين بما يخدم البلدين».
كما أشاد أيضا بالحراك الشعبي الذي قال عنه بأنه «ألهم شعوب العالم وأعطى دروسا في التحضر والتماسك»، معربا عن أمل بلاده في أن «تخرج الجزائر من هذا الظرف الاستثنائي أكثر قوة وصلابة».
أما سفيرة السينغال بالجزائر أنتا كوليبالي ديالو، فقد ذكرت بالعلاقات «الوطيدة» بين بلدها والجزائر، اللذين «يتقاسمان نفس القيم ووجهات النظر حول أهم القضايا الدولية المطروحة»، مشيرة إلى أهمية اللجان المشتركة ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وفي سياق ذي صلة، أشارت السيدة كوليبالي إلى أن اكتشاف النفط والغاز في السينغال «يفتح آفاقا جديدة أمام الطرفين لإعادة بعث تعاونهما الاقتصادي»، مضيفة «نحن بحاجة إلى التجربة الجزائرية في هذا المجال من خلال (الاستفادة من خبرة) مؤسسة سوناطراك التي تحتل المرتبة الأولى إفريقيا في مجال المحروقات».
وفي تصريح له، أوضح سفير تنزانيا بالجزائر، عمر يوزوف مزي، أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مختلف المواضيع ذات الطابع السياسي والاقتصادي، حيث أكد اتفاق الطرفين على أن ‘’العلاقات الثنائية السياسية جيدة حيث يبقى فقط تعزيز الجانب الاقتصادي»، ليسجل «التزامه» بأن وجوده في الجزائر سيصب في هذا الاتجاه.
وفي ذات المنحى، أوضحت سفيرة الجمهورية الديمقراطية للكونغو، روز أوزاكا أوكيتوندو، بأنها تبادلت رفقة بن صالح وجهات النظر حول مختلف الجوانب ذات الصلة بالعلاقات الثنائية، حيث «اتفقنا على تعزيزها ضمن معادلة (رابح لرابح)»، تقول السفيرة.
أما سفير السودان، العبيد محمد العبيد رحمة، فقد أشار إلى «تطلع» بلاده لتعزيز العلاقات التي تجمع بين الجانبين وبوجه أخص في المجالين الاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أنه قدم لرئيس الدولة لمحة عن التطورات التي يعرفها السودان الذي توصل مؤخرا إلى اتفاق بين أطراف النزاع يدوم ثلاث سنوات وينص على تشكيل مجلس سيادي وحكومة كفاءات.